المحيط:
لا يزال سكان حي 317 مسكن بالمسيلة الذي يمثل الشطر الثاني من التجزئة الترابية 700 التي أنشئت منذ الثمانينات، يبحثون بعد مرور 25 سنة على ترحيلهم إليه، عن أسباب إقصاء هذا الحي وحق سكانه في المرافق والعيش . ويعد ذلك وضع اشترك فيه عشرات المسئولين الذين تعاقبوا على المناصب منذ منتصف الثمانينات إلى اليوم، ولم يولوا أدنى اهتمام لهذا الأخير، الذي بلغت فيه درجة الإقصاء والتهميش حدودا قياسية.
وذكرت جريدة "الخبر" الجزائرية أن سكان حي 317 يعتبرون أنفسهم مهمشون بامتياز، وفسر عيش إبراهيم رئيس جمعية حيهم مفارقة عجيبة تتعلق بتحسن وضع عدة أحياء أنشئت بعد حيهم بسنوات على غرار كل من 346، المناطق 5، 6 و4، حي 270 قطعة، وهي تعتبر بالمقارنة مع حيهم حديثة العهد بالإنشاء تمت تهيئة العديد منها ووجهت كثير من البرامج، في حين تم إقصاء هذا الأخير بالرغم من أن مسألة إعماره تعود إلى الثمانينات.
وأكد عيش أن الحي همش ولم يشفع له موقعه الذي يتوسط كل هذه الأحياء المذكورة في نيل بعض من الحظوة لدى المسئولين، الأمر الذي كرّس الانطباع لدى ساكنيه أن الأمر لا يتعلق بمواطنين، بل بلاجئين أو أشبه بأولئك الذين يتساوى التفكير فيهم بالكيفية التي يتم التخلص فيها من القمامة، وهو الواقع للعيان في الحي التي تزاحم فيه مساحة قاربت الهكتارين قاطنيه، وتحولت بمرور السنوات وصمت السلطات المحلية عن أمر إزالتها وتحويلها لما ينفع الحي وسكانه، إلى مجرد ملجأ لمتعاطي الخمور والمخدرات ومنفذا لتكاثر العقارب والأفاعي السامة ومرتعا لتنامي القوارض والجرذان، في حين ظلت صرخات الجمعية بضرورة تنظيم يوم تطوعي تساهم فيه الدولة بوسائلها لدحرها من الحي أمرا منسيا ومسكوتا عنه إلى اليوم.
ويطالب الأهالي السلطات بضرورة التدخل في أقرب الآجال لاستكمال تزويد الحي بالكهرباء والرفع من نوعيتها ورفع النقاط السوداء المتعلقة بالصرف الصحي وانعدام مياه الشرب التي لا تصل في الغالب إلى العمارة رقم 36 وتوفير الإنارة العمومية وانتشال الحي من الظلام الدامس وعمليات السرقة التي تكالبت عنه جراء استغلال غياب هذا المرفق، إدراج الحي ضمن برامج التهيئة العمرانية، القضاء على الكارثة البيئية المتمثلة في المساحة الشاغرة التي تحولت إلى مفرغة عمومية.