وسط اندلاع أعمال العنف المميتة، كان من المقرر أن يصل يوم الثلاثاء، 21 أيار/مايو، مسؤولين من كينيا وإثيوبيا والصومال إلى مقاطعة مانديرا لمناقشة منع انتشار الصراعات بين القبائل عبر الحدود.
وقالت السلطات إن التوتر القبلي قد تفاقم في المنطقة لعقود وتوسع نطاقه في بعض الأحيان إلى اشتباكات عبر الحدود. ولكن منذ 10 أيار/مايو، تصاعدت حدة الصدامات في مقاطعة مانديرا، مما أسفر عن مقتل 14 شخصا على الأقل وإصابة 39 أخرين وتشريد أكثر من 4000 شخص.
وبعد صدور تقارير عن اشتباكات دامية بين قبيلتي ديغوديا وغار، قامت كينيا بنشر القوات في المقاطعة لنزع سلاح الميليشيا المغيرة التي يعتقد إنها عبرت الحدود من اثيوبيا.
وفي الأسبوع الماضي، قامت جماعة مسلحة يعتقد أنها من إثيوبيا بهجوم على منطقة مالكامو في مقاطعة مانديرا، مما أسفر عن مقتل ثلاث نساء من قبيلة ديغوديا وجرح خمسة آخرين،حسبما أفاد حاكم مقاطعة مانديرا علي إبراهيم روبا.
وقد تحدت العصابات يوم الاحد الوجود المتزايد لقوات الأمن، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أربعة في حادثين منفصلين في دائرة مقاطعة بانيسا النائية.
إنهاء النزاعات القبلية
وقال روبا، أنه قام، مع مفوض المقاطعة، بدعوة المسؤولين وشيوخ القبائل من إثيوبيا والصومال لحضور اجتماع من المقرر عقده يوم الأربعاء ويستمر حتى يوم الجمعة للعمل معا لوضع حد للخصومات القبلية.
وقال لصباحي "إنه لا معنى لجهود كينيا المنفردة لإجل السلام في حين تتواجد نفس العشائر المتحاربة في إثيوبيا والصومال".
وأضاف أن قادة مقاطعات مجاورة مثل واجير وغاريسا تشارك أيضا في التوسط لاتفاقات السلام.
وقال روبا إن أحدث دورة للعنف بين القبائل في مقاطعة مانديرا جلبت رجال القبائل عبر الحدود مع إثيوبيا، مضيفا أن الميليشيات من كلا الجانبين قد تورطوا في هجمات انتقامية. بالإضافة إلى وجود صراعات بين عشيرة مورول وغار التي تمتد على مدى عقود وتسببت في سقوط مئات القتلى.
وكاجراء طويل الأجل، قال روبا إن حكومة مقاطعة مانديرا توفر فرص مشاركة لكل القبائل في أعمال التنمية وفرص العمل.
وأضاف "تحدث معظم أعمال العنف عادة بسبب تولد شعور لدى مجتمع معين بأن هذا المجتمع قد تم إبعاده عن تقاسم الموارد وقد بدأنا بتصحيح ذلك من خلال إشراك الجميع".
وقال روبا ينبغي على السكان قبول عرض العفو الحكومي عن طيب خاطر وتسليم الأسلحة غير القانونية التي في حوزتهم.
ووفقا لمفوض مقاطعة مانديرا، مايكل تيالال، بحلول يوم الجمعة الماضي، فقد قام السكان بتسليم 18 سلاح وأكثر من 600 طلقة في استجابة لعرض العفو الحكومي.
وقال تيالال إن المشاركين في الاجتماع سيناقشون تبادل المعلومات الاستخباراتية على حركة الناس المشبوهين من أجل وقف أعمال القتل. وأضاف أنه، إذا كان ذلك ممكنا، على كينيا وإثيوبيا تبّني استراتيجية نزع السلاح حتى لا يمكن للناس الفارين من بلد اللجوء في البلد المجاور.
وتابع بالقول إنه في عام 2005، قامت قوات الدفاع الكينية بعملية نزع السلاح في مانديرا، ولكنها اعتبرت غير ناجحة لأن مئات من الناس فروا إلى إثيوبيا والصومال مع أسلحتهم.
وقال في حديث لصباحي، لذلك فإن اجتماع هذا الأسبوع سيناقش كيفية السيطرة بصورة تعاونية على الاتجار بالأسلحة في منطقة الحدود الثلاثية.
العشائر تتبع نفس الدين والثقافة وأسلوب الحياة
وقال إن العنف القبلي في مقاطعة مانديرا غالبا ما يحصل بسبب التنافس السياسي والتنافس على الموارد مثل أراضي رعي الماشية والمياه خلال مواسم الجفاف.
واضاف "نريد من الناس التعايش بسلام وتشارك الموارد المتاحة وديا، يجب أن يفهم الناس أنهم يشتركون في نفس الدين ونمط الحياة الثقافية والاجتماعية."
وقال السفير الأثيوبي فى كينيا، شمس الدين احمد روبل لصباحي إن بلاده ملتزمة بسلام دائم على طول الحدود.
وأضاف "لقد حصلنا على نصيبنا من أعمال العنف التي تنتشر من كينيا. ونحن ملتزمون بانهاء العنف وتعزيز العلاقات بين بلدينا من أجل حصول عملية التنمية".
وتابع روبل قائلاً، لقد طلب المسؤولين الأثيوبيين في المناطق االمتاخمة لكينيا من السكان المحليين وقف الغارات عبر الحدود.
وقالت حبيبة حجيل، 25 عاما وهي مقيمة في مقاطعة مانديرا، إنها تأمل أن المحادثات عبر الحدود سوف تتوصل إلى حل وسط للمساعدة في التوفيق بين القبائل المتحاربة.
وأضافت "ينبغي على الشيوخ أيضا التأكد من أن الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه يتم إحترمه وتنفيذه من قبل قبائلهم".
الصباحي