نشرت حركة الشباب في 18 أيار/مايو رسالة مفتوحة عبر صفحتها على موقع تويتر وصفت فيها "أصحاب الفتن من أبناء ملتنا،"، وهي عبارة أُطلقت على كبار قياديي الشباب الذين وجهوا الانتقادات إلى زعيم الحركة أحمد عبدي غوداني، بالجبناء الذين يسعون إلى تضليل الأعضاء العاديين في الحركة ودفعهم إلى التشكيك في قيادتها.
وتحمل الرسالة التي صدرت بعنوان "تنبيه المسلمين لكيد الماكرين" توقيع الذراع الإعلامي لحركة الشباب، أي مؤسسة الكتائب، التي تشكل على غرار صفحتها على موقع تويتر أداة ترويج لغوداني المعروف باسم مختار أبو الزبير.
وجاء في الرسالة "ظهر من بيننا مؤخرا من يريد أن يشق عصا المسلمين عامة والمجاهدين خاصة، ومن يطعن في قيادات المجاهدين وفي رجالاتهم، ومن يشكك في كفاءاتهم ورجاحة عقلهم ومن يزعزع الثقة في خططهم وسياساتهم التي دأبوا عليها، بل ومن يتهمهم في إسلامهم وجهادهم".
ونظراً لما وجهه قياديون آخرون كبار من حركة الشباب من انتقادات لغوداني في الأسابيع الماضية، ليس صدور هذه الرسالة مفاجئاً، لا سيما وأن الرسالة الصوتية التي وجهها إلى أتباعه في مطلع الشهر الجاري لم تتناول مسألة الانشقاق المتزايد في صفوف الحركة.
وفي محاولة لإبقاء صفوف عناصر الشباب منظمة، وصلت الرسالة إلى حد الاستشهاد بحديث لدعم موقع غوادني القيادي.
وجاء الحديث في المقتبس، "ومن بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليُعطه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر".
وحاولت الرسالة أيضاً التشكيك في الزعماء الآخرين وشتمهم.
وذكرت الرسالة، "فصار يتكلم في العقيدة من لا صلة له بالعلم، ويُفتي من لا علم له بالفقه، ويتكلم في مسائل الجهاد القاعدون، ويطعن في رجالات الأمة الراسخين الحاقدون، ليُصاب الإسلام بسهام الجهل، مع ما يُصاب به من سِهام الكفر والنفاق".
وجاء في الرسالة أيضاً، "فإن التَبَس عليكم الأمر فاسألوا أهل العلم العاملين وأئمة المجاهدين، واستنصِحوا العارفين بالتاريخ الجهادي"، مع أن أولئك الذين ينتقدون غوداني هم نفسهم أهل العلم وأئمة المجاهدين.
الرسالة تؤكد تشويه "بعض المواقع" للصورة الحقيقية للجهاد
كذلك، زعمت الرسالة أن بعض المؤسسات الإعلامية في المنطقة تتلاعب بالوقائع لتشويه صورة غوداني و'الجهاد الحقيقي' الذي يدعي نشره.
وذكرت الرسالة، "وننوه هنا إلى أن المواد التي نشرت في بعض المواقع لتشويه الصورة الحقيقية للجهاد في الصومال كانت بعيدة كل البعد عن الحقيقة وطغت عليها الإفتراءات والظنون وتوظيف المعلومة بشكل مغاير تماما للواقع بل كانت مبنية على التلبيس بالحقائق وأحقاد وضغائن وحظوظ نفس يحرفون فيها الكلم عن مواضعه".
وكانت الرسالة تشير إلى العدد المتزايد للمواقع الإلكترونية الإعلامية في المنطقة التي تقوم اليوم، وبعد أن كانت تخشى طوال سنوات التطرق إلى مسائل الشباب بصورة مباشرة، بنشر مقالات تنتقد فيها الحركة المتحالفة مع تنظيم القاعدة، بما في ذلك تحليلات لسلسلة من الرسائل التي كتبها كبار قياديي الشباب ضد قيادة غوداني.
فعلى سبيل المثال، في 6 نيسان/أبريل، أرسل أحد مؤسسي حركة الشباب، ابراهيم الأفغاني، رسالة مفتوحة إلى زعيم القاعدة أيمن الظواهري منتقداً فيها غوداني بشكل لاذع ومطالباً القاعدة بالتدخل وإنقاذ الشباب من "النفق المظلم". وقد شرح الأفغاني، واسمه الحقيقي ابراهيم حاجي جمعة ميعاد ويُعرف أيضاً باسم أبوبكر الزيلعي، في رسالته كيف أن غوداني تحول إلى طاغية وخلق بيئة تفتقر إلى الأفكار الجديدة، واصفاً كل شخص يشك فيه بالخائن.
وبعد أسبوعين، نشر الزبير المهاجر، وهو من كبير قياديي الشباب القريبين من المقاتلين الأجانب، رسالة مفتوحة على الإنترنت شبيهة برسالة الأفغاني، تحدث فيها عن نبذ غوداني للمقاتلين الأجانب في البلاد وعن احتقاره لهم.
وقد زادت الأمور سوءاً بالنسبة لغوداني عندما ادعى المجاهد المولود في أميركا، عمر همامي، المعروف باسم أبو منصور الأميركي بأن أتباع غوداني حاولوا اغتياله الشهر الماضي.
ورداً على ذلك، اجتمع الأفغاني، المهاجر، وكبير قياديي الشباب، الشيخ مختار روبو علي، وزعيم حزب الإسلام الشيخ حسن طاهر أويس لنشر فتوى في 30 نيسان/أبريل حظروا فيها اغتيال الأميركي.
وإذا كانت التقارير غير المؤكدة التي تشير إلى أن المقاتلين الموالين لغوداني قتلوا الأميركي في 7 أيار/مايو فعلاً صحيحة، فيكون غوداني قد تصرف علناً عكس توجيهات وآراء الفتوى ومؤلفيها.
سؤال: برأيك، إلى متى سيبقى غوداني على رأس حركة الشباب في ظل كل هذه الانشقاقات؟ يرجى مشاركة آرائك في مربع التعليقات أدناه.
الصباحي