القاهرة: شبه المصريون العائدون من السودان ما حدث لهم عقب انتهاء مباراة المنتخبين المصري والجزائري والتي أقيمت مساء أمس الاربعاء والتي إنتهت بفوز الجزائر بهدف نظيف وتأهلهم للمونديال العالمي بجنوب أفريقيا، بـ "الجحيم"، مؤكدين انهم نجوا بأعجوبة من مجزرة دبرها لهم الجمهور الجزائري، الذي كان يبيت النية لقتل المواطنين المصريين.
وأكد الوفد البرلماني المصري والذي عاد فجر اليوم من السودان، ، إن ما حدث من الجمهور الجزائري في الخرطوم عقب انتهاء مباراة مصر والجزائر يشين إلي كل جزائري.
وكان وفد مجلس الشعب المصري "البرلمان" برئاسة النائب محمد أبو العينين وعضوية الدكتور عبد الاحد جمال الدين ومصطفي بكري وأحمد شوبير وسيد جوهر وآخرين قد عاد إلي القاهرة فجر اليوم.
وقال محمد أبوالعنين، إ ن موكب الوفد تعرض لاعتراض من العديد من الجمهور الجزائري حيث قاموا برشق السيارات بالحجارة والتجمهر حولها وضربها بالشوم والبصق علي السيارات ومحاولة إحداث أضرار في الركاب. وأكد أن الوفد حافظ علي هدوئه، مشيرا إلي أنه سيتم تناول الحادث مع البرلمانيين الجزائريين.
ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "الاسبوع" المصرية المستقلة، عن ابو العينين قوله ان السلطات السودانية قامت بدور عظيم جدا في الإستاد رغم العدد الكبير، موضحا أن الخطة كانت خروج الفريق المغلوب ثم يعقبه الفريق الفائز بعد ساعتين، إلا أن ماحدث أن الجميع خرج في وقت واحد مما أدي إلي إزدحام الشوارع حيث استغل الجمهور الجزائري الموقف واعتدي علي الجماهير المصرية، ودعا الشرطة السوادنية إلي محاكمة من قاموا بالاعتداءات، وقال "إن للصبر حدودا وسنقدم إحتجاجا رسميا في الأورومتوسطي".
من جانبه، أكد النائب مصطفي بكري أن الوفد البرلماني المصري نجا بأعجوبة من التعرض لإصابات حيث وصل الوفد المطار بصعوبة بالغة بعد أن تم محاصرة السيارة التي كان بها وضربت بالحجارة بالإضافة إلي الإهانات ، مشيرا إلي أن نحو 500 مشجع جزائري استخدموا العصي ضد المصريين.
واعتبر النائب أحمد شوبير أن الإعلام الجزائري لعب لعبة سيئة أدت إلي هذه المهزلة رغم المحاولات الجادة من جانب بعض الأصوات الهادئة في مصر لتهدئة الموقف، وقال "إن الجمهور المصري تعرض لهتافات بذيئة طوال المباراة بالإضافة إلي إشعال "الشماريخ " والجرائد"، مشيرا إلي أنه علي الرغم من خروجهم من الملعب مبكرا فور إنتهاء المباراة الإ أنهم تعرضوا لإحتكاكات، معربا عن حزنه وأسفه لما حدث.
وكان آلاف المشجعين الجزائريين استغلوا فرصة سماح السلطات السودانية لهم بدخول السودان بدون تأشيرة مثل المصريين وتمكن عدد كبير من مثيرى الشغب من دخول الخرطوم وبيتوا النية للاعتداء على المصريين،
حيث كشف شهود عيان فى العاصمة السودانية أن المشجعين الجزائريين أقبلوا منذ أن وطأت اقدامهم الخرطوم على شراء العديد من السكاكين والمطاوى والسنج والسيوف من الأسواق السودانية استعدادا للاعتداء على المشجعين المصريين عقب بالمباراة مهما كانت النتيجة، وهذا يكشف ماقام به المشجعون الجزائريون من اعتداء اجرامى على المشجعين المصريين على الرغم من فوز منتخبهم ووصوله الى نهائيات كأس العالم.
فنانون يرون تفاصيل "الجحيم" بالخرطوم
في نفس السياق،وصف المطرب المصري محمد فؤاد هجوم الجزائريين على أتوبيسات المصريين بأنه كان هجوما إجراميا استخدم خلاله الجزائريون السكاكين والسنج والحجارة وهشموا زجاج الاتوبيسات تماما مما أدى إلى حدوث إصابات مختلفة.
وقال فؤاد للتليفزيون المصرى لدى عودته إلى مطار القاهرة الدولى " لقد إختبأت أنا وحوالى 130 من المشجعين المصريين فى مقر الوكالة الاعلامية للفنان المصرى طارق نور بالخرطوم هربا من جحيم الجزائريين الذين أثاروا حالة من الفوضى والارهاب فى شوارع الخرطوم بعد إنتهاء المباراة، وقال " لو اكتشف الجزائريون مكاننا لقتلونا جميعا".
وقال فؤاد إن الرئيس حسنى مبارك إتصل بهم وهم فى مخبأهم وأكد لهم أن الجميع سيعودون سالمين إلى مصر وأن كافة الاجراءات ستتخذ على أعلى مستوى لتأمين عودتهم.
وأضاف أن مافعله الجزائريون ضد المصريين لا يمكن أن يحدث فى أى مكان فى العالم لأن المسألة فى النهاية كانت مباراة فى كرة القدم، وعلى الرغم من فوز منتخب الجزائر وتحيتنا لهم فى الاستاد عقب المباراة إلا أننا فوجئنا بالاعتداءات الإجرامية من المشجعين الجزائريين.
وقال إن الاتوبيس الذى كان يستقله مع عدد من المشجعين المصريين كان بداخله ثلاثة من الشرطة السودانية بأسلحتهم لكنهم لم يحركوا ساكنا فى مواجهة اعتداءات المشجعين الجزائريين.
من ناحيته، قال الفنان هيثم شاكر الذى عاد على نفس الطائرة إن ماحدث من كان مهزلة كبرى، وكان من المؤسف أن تشاهد الاتوبيسات وبداخلها المشجعين المصريين وهى متوقفة والجزائريون خارجها يقذفونها بالحجارة ويحطمون زجاجها على مرأى ومسمع من الجميع.
وتساءل عن سبب هذا الاعتداء خاصة بعد أن فاز منتخب الجزائر ووصل إلى نهائيات كأس العالم، كما تساءل عن موقف اجهزة الأمن السودانية التى لم توفر الأمن للمشجعين المصريين لتأمين عودتهم الى مطار الخرطوم.
وفى إتصال للتليفزيون المصرى مع المطرب إيهاب توفيق الذى كان يتحدث من داخل إحدى الطائرات المصرية التى لم تغادر مطار الخرطوم بعد، وصف الموقف بأنه صعب للغاية، وانه لم يشاهد مثل هذه الظروف فى حياته،
وقال إنه داخل الطائرة ومعه 205 من المشجعين المصريين محجوزين منذ الساعة الواحدة بعد منتصف الليلة الماضية حتى الآن، وطالبوا السلطات السودانية بالسماح للطائرة بالاقلاع الا أن السيارة المخصصة لسحب الطائرة للخلف وتوجيهها إلى ممر الاقلاع لم تحضر بعد.
واضاف إن الامن السودانى لم يتمكن من السيطرة على الموقف سواء فى شوارع الخرطوم التى إنتشر فيها الجزائريون، أو فى مطار الخرطوم حيث قام المشجعون الجزئرايون بقذف كل الاتوبيسات التى تقل المشجعين المصريين وانتشروا فى الشوارع بحثا عن أى مصرى.
وتابع، أن سلطان الامن السودانية بالمطار لم تفتح أبواب المطار امام المصريين إلا بعد إحتشاد اعداد كبيرة منهم وحدوث حالة من الفوضى، وحتى بعد دخولنا ووصولنا إلى الطائرات لم يتمكنوا من تسهيل اقلاع الطائرات لساعات طويلة.
الخارجية تستدعي سفير الجزائر وتتهم "الجزيرة" بتأجيج المشاعر
في هذه الأثناء، نقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية اليوم الخميس عن السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأنه سيتم اليوم الخميس استدعاء سفير الجزائر بالقاهرة الي وزارة الخارجية لابلاغه استياء مصر البالغ ازاء ما قام به المواطنون الجزائريون من اعتداءات علي المصريين عقب مباراة كرة القدم بين منتخبي البلدين في الخرطوم الليلة الماضية.
وحملت الخارجية في بيان لها على أحداث مباراة كرة القدم في الخرطوم ماوصفته "الإعلام المأجور" مسئولية الأحداث المؤسفة التى أعقبت مباراة مصر والجزائر فى كرة القدم، إخراج الرياضة فى العالم العربى عن الروح الرياضية إلى روح النرجيسة، داعية الحكماء فى مصر والجزائر لتضميد الجراح التى ألمت بمشاعر شعبين وتشخيص "داء العداء" لمصر فى الجزائر، ورد فعله الذى يبدو طبيعيا فى القاهرة،ووضع وصفة لعلاجه وإستئصال جذوره من فكر ووجدان الشعبين .
ونبهت الخارجية إلى أن "الفائز" فى مباراة الأمس، هو من واصل هجومه على "المهزوم" بالألفاظ النابية وهمجية الممارسة، فأضاف إلى مرارة الهزيمة ذكريات أليمة قد لايجدى فيها دواء إلا الزمن الذى ينبغى أن يضاف إلى فعله وأثره ومفعوله قدرات خاصة "للحكماء"، وإصرار أكيد على "ميثاق رياضى عربى" يضع الأمور فى نصابها،إداركا ووعيا بقيمة الرياضة فى تهذيب المشاعر وأثرها فى التوحيد وليس فى التصعيد، فى الربط وليس فى عداء بين الشعبين بسبب "مباراة فى كرة القدم".
وأوضح البيان ان المباراة كان ينبغى لها أن تكون فى أجواء "عرس عربى إسلامى، عرس افريقى " يتم إحالتها إلى تنافس غير شريف، وإلى "بوق" يبث سما زعافا وتفوح منه رائحة الكراهية والحقد الدفين ليس بين شعبين وإنما بين أجهزة إعلامية، هنا وهناك، التهييج والإثارة هاجسها ولغة الشحن الإعلامى المريض دينها.
وحولت كلمة مصرى إلى اتهام فى الجزائر ولفظة جزائرى إلى مجرم فى القاهرة والأصل فى الأمر أنها مباراة كرة قدم فيها الخاسر والفائز وفيها فائز دائم هو تمثيل عربى أفريقى مشرف فى محفل دولى وتظاهرة عالمية وحدث كونى يتكرر كل أربعة أعوام.
واتهم البيان محطة تليفزيون "الجزيرة" بتأجيج المشاعر بين جماهير البلدين حتى تضيف زيتا إلى النار وقامت ببث فيلما وثائقيا عن تاريخ الخلافات المصرية-الجزائرية، وكأننا بصدد الإعداد لموقعة حربية بين البلدين وكأن القاهرة تعد جيشا جرارا لغزو الجزائر،أو العكس.
وكان المشجعون المصريون قد تعرضواء لاعتداءات من قبل المشجعين الجزائريين في الخرطوم بعد مباراة كرة القدم التي جرت بين منتخبي الفريقين مساء الاربعاء، والتي انتهت بفوز الفريق الجزائري بهدف مقابل لا شيء وصعوده إلى نهائيات كأس العالم.
يأتي هذا في الوقت الذي توالى وصول الطائرات المصرية التى تحمل المشجعين المصريين العائدين من الخرطوم بعد الأحداث المؤسفة التى تعرضوا لها الليلة الماضية من قبل المشجعين الجزائريين عقب إنتهاء مباراة كرة القدم بين المنتخبين المصرى والجزائرى فى تصفيات كأس العالم 2010 وقيام المشجعين الجزائرايين بالإعتداء على الأتوبيسات التى حملت المشجعين المصريين فى طريقهم الى مطار الخرطوم مما أدى إلى إصابة العديد من المصريين بإصابات مختلفة جراء تطاير زجاج الاتوبيسات.
وأكد العائدون أن ماحدث بعد المباراة لا يمكن وصفه حيث تربص بهم الجمهور الجزائرى بصورة همجية، وأشاروا إلى أن العديد من المصريين هربوا من الشوارع إلى منازل مواطنين سودانيين خوفا من الإعتداءات إلى أن تمكنوا من الوصول إلى مطار الخرطوم للعودة إلى القاهرة.