عززت القوات الأمنية الكينية تواجدها على طول الحدود مع الصومال إثر هجوم نُفذ على مركزين للشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع، الأمر الذي دفع المسؤولين في الحكومة إلى التوصية بزيادة عدد العناصر الأمنية المنتشرة في المنطقة الشمالية الشرقية بأكثر من ضعفين.
وقد زار فريق تقييم أمني برئاسة نائبي المفتش العام غريس كايندي وسامويل أراشي يوم الأحد، 26 أيار/مايو، معسكري الشرطة في عبدي سوغو وداماجالي في مقاطعة غاريسا حيث أدى هجوم وقع السبت إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص، بما في ذلك صبي يبلغ من العمر 15 عاماً، وإصابة اثنين آخرين.
وتبنت حركة الشباب الهجوم، معلنةً أن عناصرها اختطفت شرطيين خلال العملية. وذكرت عبر صفحتها على موقع تويتر أنه إضافة إلى الغنيمة (أي الأسلحة والمعدات)، اختطف المجاهدون اثنين من الكفار الكينيين كسجناء حرب وهما حالياً محتجزان لديهم.
وقالت كايندي إن الخطر الذي يمثله المقاتلون يتطلب ضعف عناصر الجيش والشرطة المنتشرة في القرى الحدودية، بالإضافة إلى تمويل ومعدات إضافية.
وأشارت لصباحي إلى أن هذه "الهجمات الوقحة تشكل تنبيهاً للإسراع في نشر المزيد من العناصر الأمنية، وإن المعدات الأفضل تُعتبر أساسية للرد على التهديدات، كما أن تحسين التدريبات وضمان استجابة سريعة من قبل وحدات عناصر الاحتياط هما عاملان سيساهمان في وقف عمليات القتل العشوائية".
وأوضحت أن المراقبة عبر الأقمار الصناعية أساسية لمراقبة الأنشطة والتحركات على الحدود.
وبدوره، قال مسؤول منطقة داداب، برنارد أولي كيبوري، إنه إضافةً إلى الصبي البالغ من العمر 15 عاماً والشرطيين، قُتل يوم السبت مدرّس ومسؤول في منظمة الصليب الأحمر الكيني.
عمليات تفتيش عن الشرطيين المفقودين
وأكد كيبوري خبر اختطاف رجلي الشرطة، ذاكراً عدم وجوب اعتبارهما من سجناء الحرب إذ أن الشباب أعلنت أنه لم يتم خطفهما في ساحة المعركة. وطالب كيبوري بالإفراج عنهما فوراً.
وذكر لصباحي، "اختُطف عنصران من الشرطة فيما أصيب شخصان آخران أحدهما في الشرطة خلال الهجوم. وتمت معالجة [المصابين] وأخرجا من المستشفى وهما في حالة مستقرة".
وتابع كيبوري قائلاً إنه تم نشر عدد إضافي من العناصر الأمنية في القرى المعرضة للخطر كما وضعت كل القرى الحدودية في حالة تأهب قصوى.
وقالت كايندي لصباحي إن الشرطيين المفقودين هما فردريك شرشير وجوزيف وامبوغو.
وذكرت أن كل القوات الأمنية الكينية تشارك في عملية التفتيش، وقد تلقت تعليمات واضحة باتخاذ الحيطة والحذر لعدم تعريض حياة المختطفين للخطر. وفي الوقت عينه، رفضت كايندي توفير مزيد من التفاصيل عن العملية، مشيرةً إلى أن الكشف عن معلومات في الوقت الراهن قد يتسبب بإفشال المهمة.
وفي هذا السياق، قال المفتش العام في الشرطة، ديفيد كيمايو، بعد اجتماع عقد مع زعماء من واجير ومانديرا وغاريسا يوم الاثنين إنه "بعد الهجوم الذي وقع يوم السبت، لا يزال اثنين من عناصرنا مفقودين وتجري عمليات بحث عنهما. وإننا نبذل قصارى جهدنا للعثور عليهما. ويساعد الجيش في عمليات البحث عند الحدود".
ونقلت إذاعة كابيتال أف.أم. الكينية على لسانه قوله "إننا نطلب أيضاً مساعدة وجهاء المناطق من الجانب الآخر من الصومال".
حالة من التيقظ في صفوف المواطنين
وقال مدير داماجالي، عمر خليف، الذي أصيب في رجله بالرصاص خلال الهجوم الذي نُفذ إن مسلحي الشباب فرضوا حصاراً لأكثر من أربع ساعات، بدءاً من الساعة السادسة مساءً تقريباً.
وأضاف لصباحي، "لكان الوضع أسوأ لولا الشجاعة التي أظهرتها العناصر المقاتِلة. فوظّفت هذه العناصر في معسكر داماجالي كل طاقاتها، بما في ذلك حياتها، لحماية القرية ولكن كان مقاتلو الحركة الذين بلغ عددهم 20 عنصراً يفوقونها قوةً".
وذكر أيضاً أن ردّ قوات الأمن في منطقة ليبوي التي تبعد حوالي 15 كيلومتراً كان بطيئاً إذ قطع المقاتلون الاتصالات.
واعتبر خليف أن من شأن هذا الحادث أن يدفع السكان إلى التيقظ في ما يخص الأشخاص الذين يستضيفونهم. وقال "على الأرجح أن أحد سكان القرية استضاف [المقاتلين]، الأمر الذي منح هؤلاء ما يكفي من الوقت لمراقبة مركز الشرطة قبل الهجوم عليه".
ومن جهته، قال حاكم مقاطعة غاريسا، ناثف جامع آدم، إن غياب الاستقرار سيؤثر سلباً على تطور واقتصاد المقاطعة، بالرغم من أن الهجوم وقع بعد شهر من فترة سلام نسبي.
وأضاف لصباحي، "في حين أن المقاطعات الأخرى تنظم مؤتمرات استثمارية، تشارك مقاطعة غاريسا في اجتماعات تهدف إلى العثور على طرق لوضع حد لأعمال العنف. ومن الضروري أن يتعاون السكان مع الحكومة من أجل القضاء على العنف".
وتابع قائلاً، "نريد أن تعمل كل الأجهزة الأمنية بالتنسيق والتعاون مع المجتمع من أجل وضع حد للعنف".
الصباحي