قالت مجلة ‘فالور اكتيال’ الفرنسية إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة دخل في غيبوبة بباريس، التي يعالج بها منذ 27 نيسان (أبريل) الماضي، مشيرة إلى أن أوضاعه الصحية تدهورت من جديد
قالت مجلة ‘فالور اكتيال’ الفرنسية إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة دخل في غيبوبة بباريس، التي يعالج بها منذ 27 نيسان (أبريل) الماضي، مشيرة إلى أن أوضاعه الصحية تدهورت من جديد، فيما قالت مصادر حكومية لـ’القدس العربي’ إن الرئيس بوتفليقة سيظهر على شاشات التلفزيون الرسمي، وان ظهوره قد يسبق نشر هذه الأسطر، على اعتبار أن ظهوره قد يتم في نشرة تلفزيون الثامنة مساء، أو يتم تأخيره ليوم أو بضعة أيام، حتى يكون في حالة تسمح له بالظهور على شاشات التلفزيون.
وجاء الخبر المنشور على مجلة ‘فالور اكتيال’ ليخلط الأوراق التي كانت أصلا مبعثرة، ويزيد في حالة الشك والغموض، وهو الخبر الذي تم تناقله من طرف العديد من وسائل الإعلام الفرنسية والجزائرية، والذي صدر بعد ساعات قليلة من تأكيدات رئيس الوزراء عبد المالك سلال ووزير الخارجية مراد مدلسي أن بوتفليقة يتعافى من مرضه، وأنه سيعود إلى الجزائر قريبا.
وذكرت المجلة الفرنسية أن بوتفليقة فقد الوعي، وأن صحته في تدهور، مشددة على أن الخبر تم التستر عليه، من أجل السيطرة على عملية الخلافة التي تثير الكثير من الجدل، موضحة أن المجلس الدستوري هو من يقر بحكم الدستور شغور منصب رئيس الجمهورية بسبب المرض، وأن بعثة من المجلس أرادت التوجه إلى باريس من أجل التأكد من حقيقة الوضع الصحي للرئيس، لكن لم يسمح لها بذلك، دون أن تذكر الصحيفة المحسوبة على اليمين الفرنسي من الذي منع المجلس الدستوري من القيام بمهامه، هل هي السلطات الجزائرية، وبالأخص الفريق الرئاسي، أم السلطات الفرنسية، كما أشارت إلى أن رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز المحسوب على الرئيس بوتفليقة مختف منذ بضعة أيام.
من جهة أخرى ذكرت مصادر حكومية لـ’القدس العربي’ أن صحة بوتفليقة ليست متدهورة بالشكل الذي تتحدث عنه بعض وسائل الإعلام الأجنبية والجزائرية، وأن هناك استعدادات لظهوره على شاشة التلفزيون الحكومي، من أجل وضع حد للإشاعات، وللحرج الذي تجد السلطات نفسها فيه، خاصة وأن التصريحات المتكررة التي تصدر عن المسؤولين، بداية برئيس الوزراء وأعضاء حكومته ورئيسي غرفتي البرلمان أضحت غير كافية لإسكات الإشاعات، والرد على حالة الترقب الموجودة لدى المواطن الجزائري، الذي يجد نفسه تائها بين التصريحات الرسمية التي تؤكد منذ 45 يوما أن بوتفليقة بصحة جيدة وأنه يتعافى، وأن الجلطة الدماغية العابرة التي تعرض لها لم تترك عليه أي آثار، وبين ما تنشره وسائل إعلام جزائرية وأجنبية والذي يناقض الرواية الرسمية بخصوص مرض الرئيس.
واعلن التلفزيون الجزائري الرسمي مساء امس ان رئيس الحكومة وقائد اركان الجيش احمد قايد صالح زارا امس الرئيس بوتفليقة في مستشفى ليزانفاليد في باريس حيث يخضع لاعادة تأهيل.
وقال التلفزيون الجزائري في نشرته بالفرنسية ‘زار رئيس الحكومة عبد المالك سلال ورئيس اركان الجيش الشعبي الوطني اللواء احمد قايد صالح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مستشفى ليزانفاليد في باريس′.
واعلن بيان طبي حول صحة الرئيس الجزائري امس انه يتابع فترة علاج واعادة تأهيل وظيفي ‘لتدعيم التطور الايجابي’ لحالته الصحية.
الى ذلك طالب احد القادة السابقين في حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، الجيش الجزائري بـ’التحرك سريعا’ لحل الازمة الناجمة عن غياب الرئيس بوتفليقة في فرنسا للعلاج منذ اكثر من شهر ونصف. كما جاء في رسالة نشرت اجزاء منها صحيفة جزائرية.
وتوجه محمد مشاطي (92 سنة) في رسالته المنشورة باللغة الفرنسية في صحيفة ‘لوسوار دالجيري’ بصفة مباشرة الى قيادة الجيش قائلا ‘انتم الذين اخترتم وفرضتم هذا الرجل (بوتفليقة) واعلنتموه فائزا في الانتخابات ثم اعدتم انتخابه، زورا وبوقاحة (…) اليوم وهذا الرئيس مريض، الدولة بأكملها متأثرة بذلك، وهذه نتائج تصرفات دكتاتورية ومستبدة لسلطته’.
واضاف مشاطي الذي سبق ان اعلن انه وجه ‘رسالة نصح’ لبوتفليقة في بداية ولايته الاولى في سنة 1999′ ان شجاعتكم ووطنيتكم التي لا نشك فيها يجب ان تدفعكم للتحرك سريعا، لان ذلك يتعلق ببقاء بلدنا، وسيكون الجزائريون ممتنين لكم’.
وقالت الصحيفة التي اتصلت بكاتب الرسالة حول الغاية منها، ان المقصود بالتحرك السريع للجيش هو ‘عزل بوتفليقة’ من الحكم.
القدس العربي