موليد علي حسن هو لاجئ صومالي يبلغ من العمر 35 عاما ويعيش في مخيم داداب للاجئين بكينيا، عبّر عن عدم رغبته بالعودة إلى وطنه، معلناً أنه يفضل الاستقرار في أستراليا.
وأوضح أنه يخشى أن يُجبر بالعودة إلى الصومال بعد أن شكّلت كينيا والصومال فريق عمل مشترك لإعادة أكثر من 450 ألف لاجئ صومالي من داداب إلى وطنهم.
وقال إنه في حين أن بعض اللاجئين الصوماليين عادوا مسبقاً إلى ديارهم أو يستعدون للعودة، يُظهر من هم مؤهلين لإعادة التوطين في بلدان أخرى تردداً بشأن عودتهم هذه.
وقد عاش حسن في داداب لأكثر من 15 عاماً وينتظر إنجاز أوراقه للانتقال والاستقرار في أستراليا.
وذكر حسن لصباحي "كان ذلك مشوار تخيل إذ بدأت بتقديم الطلبات للهجرة منذ سنوات. [والآن بعد] أن استجيبت صلواتي، تهدد خطة الإعادة إلى الوطن التي أطلقتها كينيا والصومال بتحطيم أحلامي. كانت الظروف قاسية بالنسبة لي في المخيمات، وبصراحة لا أعتقد أن الظروف في الصومال مناسبة".
وبدوره، قال علي حسن علي، وهو لاجئ في الـ35 من العمر يقيم في مخيم إيفو1 في داداب، إن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أطلعت عائلته مسبقاً على عملية تقديم الطلبات ليتم نقلها إلى الولايات المتحدة، كما أعطتها التوجيهات اللازمة لمرحلة ما قبل المغادرة.
وأوضح لصباحي، "وضعي يلبّي المعايير الأساسية، بما في ذلك كوني من أوائل اللاجئين الذين وصلوا إلى المخيمات مع عائلتي. وأنا متحضر نفسياً للذهاب إلى الولايات المتحدة وليس إلى الصومال".
وأشار إلى أن معظم اللاجئين الذين يعيشون في ظروف مزرية في المخيمات يحلمون بحياة جديدة في بلد جديد. وقال "لا يريد أحد العودة إلى الصومال بسبب الخوف من وقوع حرب. وعادةً، يسيطر القلق على أولئك الذين يفشلون في اختيار مسيرة حياة مختلفة أو يصبحون مدمنين على المخدرات أو ينتحرون في المخيمات".
وبدورها، أعلنت فاطمة حسن ابراهيم، 39 عاماً وهي أم لأربعة أولاد وتعيش في المخيم منذ 18 عاماً، أنها لا ترغب في العودة إلى وطنها. وقد هربت إلى كينيا عام 1995 بعد أن قُتلت والدتها وشقيقها خلال الحرب الأهلية في الصومال.
وفي أيار/مايو 2011، عاد والدها وزوجها وشقيقها إلى الصومال لتفقد الأوضاع. ولكن قتلوا جميعاً في شباط/فبراير 2012 في اشتباكات بين حركة الشباب والقوات الحكومية في مقديشو.
وذكرت لصباحي، "الصومال هو بلدي الأم، ولكنه حرمني من عائلتي ولست مستعدة للعودة إليه. سيكون أي بلد آخر مناسباً لي في الوقت الراهن". وأضافت أن طلبها لإعادة التوطين في بلد آخر لا يزال قيد المعالجة لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
المسؤولون يؤكدون للاجئين أن لا داعي للقلق
وكل سنة، تيسّر المنظمة الدولية للهجرة عمليات نقل آلاف اللاجئين الذين تم القبول بإعادة توطينهم في بلدان أخرى غير بلدهم الأم. وهذه السنة، تتوقع المنظمة أن تكون قادرة على مساعدة 10 آلاف لاجئ من شرق أفريقيا على إعادة الاستقرار، بعد أن مكّنت في آذار/مارس الماضي إعادة توطين 2281 آخرين.
وتشمل الوجهات التي ينتقل إليها اللاجئون الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وبلجيكا والمملكة المتحدة وهولندا والسويد والدانمارك والنرويج وألمانيا وإيرلندا وإيطاليا وسويسرا وفنلندا.
يُذكر أن فريق العمل المشترك الكيني الصومالي تَشكل على اثر اجتماع عقد في 5 حزيران/يونيو في نيروبي بين الرئيس الكيني أوهورو كينياتا والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وكُلف فريق العمل هذا بوضع المبادئ التوجيهية لإعادة اللاجئين المقيمين في مجمع داداب إلى وطنهم.
وقد ضغطت كينيا لنقل اللاجئين الصوماليين إلى المناطق المحررة من سيطرة الشباب وطلبت من المجتمع الدولي المساعدة في تنفيذ هذه العملية، معلنةً أن أعدادهم الكبيرة في كينيا تتسبب بحالة من عدم الاستقرار في البلاد. كذلك، دعا السكرتير الأول في السفارة الصومالية في نيروبي، علي محمد شيخ، إلى تضامن عالمي خلال عملية إعادة اللاجئين الصوماليين إلى وطنهم.
أما إيمانويل نيابيرا، المتحدث باسم مكتب مفوضية الأمم المتحدة في نيروبي، فطمأن اللاجئين مؤكداً لهم أن لا داعي للقلق حيال طلباتهم المعلقة. وأشار إلى أن إعادة التوطين لن تطال اللاجئين الذين تمت الموافقة على انتقالهم إلى بلد آخر أو الذين هم مؤهلون لذلك.
وقال نيابيرا لصباحي "تحاول الأمم المتحدة البحث عن حلول سلمية وودية تشمل الإعادة إلى الوطن وإعادة التوطين والإدماج المحلي. وفي جميع الأحوال، يجب أن يكون ذلك فعلاً إيرادياً".
ولتمكين عمليات إعادة التوطين وإثبات الحاجة إليها، تحتاج وكالات الأمم المتحدة إلى اختيار مقدمي الطلبات بدقة. وأشار نيابيرا إلى أن الأولوية هي للاجئين الذين عاشوا في المخيمات لفترات طويلة وطالبي اللجوء والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية تتطلب علاجاً متخصصاً في بلاد المهجر.
يُذكر أن مهام فريق العمل الكيني الصومالي ستشكل أساساً لمناقشات إضافية ستجري في مؤتمر للاجئين من المنتظر انعقاده في آب/أغسطس من أجل إيجاد طرق لإعادة اللاجئين إلى وطنهم أو إلى بلد آخر بالشكل المناسب.
وذكر السفير الصومالي في كينيا، محمد علي نور، أن "كينيا لعبت دورها باستضافة اللاجئين الصوماليين عندما كانوا بحاجة إليها، ونحن نقدر ذلك". وأكد على أن المؤتمر سيكون خطوة إيجابية، قائلاً "سنبحث عن أساليب تكون جيدة للاجئين و[للبلد] المضيف".
الصباحي