قتل ستة من عناصر الجيش الليبي جراء اشتباكات عنيفة مع مجموعة من المتظاهرين المسلحين الذين عمدوا إلى مهاجمة مقرات للجيش وقوى الأمن في مدينة بنغازي شرقي البلاد.
وتأتي هذه المواجهات بعد أسبوع من اشتباكات دامية دارت في بنغازي مهد الحركة الاحتجاجية التي أدت الى سقوط نظام معمر القذافي، بين متظاهرين مناهضين للميليشيات وكتيبة لمتشددين.
وتدور هذه الصدامات منذ مساء الجمعة كما سمع منذ الفجر دوي تبادل إطلاق نار كثيف وكذلك أصوات انفجارات قرب مقر قيادة القوات الخاصة "الصاعقة والمظلات" في الجيش.
وقالت القوات الخاصة "الصاعقة" على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك إن اشتباكات بالأسلحة الخفيفة اندلعت بين عناصرها ومجموعة من "الخارجين عن القانون"، كما أشارت إلى إطلاق قذائف.
من جهته حذر رئيس أركان الجيش اللیبي بالتكليف اللواء سالم القنيدي في تصريح لقناة العاصمة التلفزيونية من أن "البلاد معرضة لكارثة وبنغازي تحديدا"، مؤكداً أن "حمامات دم" ستقع في حال تعرضت ثكنات الصاعقة لهجوم من المتظاهرين المسلحين.
وقال اللواء القنيدي إن "معسكرات بنغازي تتعرض لهجوم من قبل بعض العصابات(...) البلاد معرضة لكارثة وبنغازي تحديداً... عندما يهاجمون الصاعقة سيحصل دفاع لأن هذه المعسكرات تدافع عن نفسها وستحدث حمامات دم". مؤكدا عدم معرفة المهاجمين ولا دوافعهم.
وفي الساعات الاولى من مساء الجمعة أخرج عشرات الرجال عرفوا أنفسهم بأنهم متظاهرون مسالمون كتيبة من المقاتلین السابقين "كتيبة المشاة الأولى" من مقرها العام في بنغازي وأحرقوا اثنتين من عرباتها.
وأكد رئيس الأركان أنه أمر هذه الكتيبة بمغادرة مقرها العام حفاظاً على الأرواح.
وأفاد أحد شهود العيان أن متظاهرين أطلقوا النار في الهواء وقذيفة آر بي جي على الجدار الخارجي للثكنة بدون تسجيل ضحايا.
وتضم "كتيبة المشاة الأولى" مقاتلین سابقين حاربوا نظام معمر القذافي في 2011؛ وتؤكد أنها تلتزم بأوامر وزارة الدفاع.
واستهدف المهاجمون بعد ذلك مركزاً للشرطة ومكاتب لحرس الحدود ومنشآت إضافة إلى مبنى إداري آخر تابع "لكتيبة المشاة الأولى" بحسب شهود.
واكد المحتجون أنهم يريدون إخراج "الميليشيات" المسلحة من مدينتهم داعين القوات النظامية إلى أن تحل مكانها. لكن هؤلاء الناشطين يؤكدون أنهم لم يشاركوا في مواجهات مساء الجمعة وصباح السبت.
وتستعین السلطات اللیبیة التي تلقى صعوبة في إعداد جيش وشرطة مهنيين؛ بشكل منتظم بهؤلاء المقاتلين السابقين لتأمين الحدود أو الفصل في نزاعات قبلية.
وبنغازي ثاني المدن الليبية التي انطلقت منها في 2011 الحركة الاحتجاجية التي أدت إلى سقوط نظام القذافي، كانت مسرحاً في الأشهر الأخيرة لهجمات عدة استهدفت مصالح غربية ولعمليات اغتيال مسؤولين أمنيين، نسبت غالباً إلى متطرفين يوجد معقلهم في شرق البلاد.
العالم