أبلغت الفرق العسكرية الجيبوتية التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) عن مواجهتها صعوبات خلال عملية تدريب وإعادة تأهيل مقاتلي حركة الشباب الذين انشقوا بأعداد كبيرة عن الحركة وسلّموا أنفسهم للحكومة الصومالية خلال السنوات القليلة الماضية.
وذكر العقيد عثمان دوباد، قائد القوات الجيبوتية في بلدوين، "سلّم حوالي 100 من عناصر الشباب أنفسهم [في هيران] والتحق حوالي 60 في المائة منهم بالجيش الصومالي الجديد عبر دخول مركز التدريب الفني والتكتيكي التابع للأميصوم في بلدوين، حيث أصبحوا جنوداً للجيش الصومالي الجديد".
وتتمثل مهمة الفرق الجيبوتية في بلدوين بتدريب هؤلاء المقاتلين السابقين تمهيداً لالتحاقهم بالجيش الصومالي، وذلك بعد الخضوع لتحقيق دقيق يتبين من خلاله إذا كانوا يكنون الولاء ومؤهلين لخدمة الوطن.
وأوضح دوباد في حديث لصباحي، "في المرحلة الأولى، يبقى من هربوا من الحركة المتشددة في قاعدة عيل جالي التابعة للأميصوم في بلدوين حيث يستجوبهم الضباط مطولاً للتحقق من أقوالهم والتأكد من صحة تصريحاتهم بواسطة أجهزة المخابرات".
وبعد الاستجواب الذي قد يمتد لعدة أشهر، تقرر لجنة مؤلفة من كبار الضباط في الأميصوم وضباط سابقين في الجيش الصومالي ووجهاء العشائر المحلية، مَن مِن المقاتلين السابقين يستطيع الالتحاق بالجيش الصومالي.
وأوضح دوباد أنه في إطار التدريب الذين يجرونه، "يطلع المدرّبون الجنود على تاريخ الجيش والقيادة والقانون الدستوري وكيفية عمل المؤسسات والاستخبارات وقواعد الانضباط العامة في الصومال، إلى جانب مواضيع أخرى".
إعادة دمج المنشقين في الحياة المدنية أولاً
ولكن قال دوباد إن التقدم يمكن أن يكون أسرع وأكثر فعالية لو كانت تتم إدارة هذه الإجراءات خارج نطاق العمليات العسكرية.
وشدد على ضرورة وضع برامج مخصصة تديرها فرق عمل متخصصة لتوفير تدريبات غير عسكرية، كتدريب على المهارات الفنية لإعادة إدماج المنشقين في المجتمع المدني. وفي مرحلة لاحقة، يمكن تحويل المنشقين الراغبين في الانضمام إلى القوات المسلحة الصومالية إلى الأميصوم ليحصلوا على التدريب العسكري اللازم.
وتابع قائلاً إنه "من الضروري أن تكون بنية إعادة التأهيل فنية ويجب أن يتم دعمها مالياً من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة. ويجب أيضاً أن يكون لديها مدرّبيها الخاصين وميزانية ومرافق خاصة بها".
وفي هذا السياق، أوضح المتحدث باسم الجيش الجيبوتي، النقيب رشيد هاشي، لصباحي قائلاً، "ما من برامج إعادة تأهيل معدّة لهم [غير تلك التي تدعمها الأميصوم] إذ يحتاج كل شيء في الصومال إلى إعادة إعمار". وأضاف أن على المجتمع الدولي استغلال النجاح الذي حققته الأميصوم حتى الآن عبر إنشاء مرافق خاصة هدفها الوحيد إعادة التأهيل.
وقد أعلن الممثل الخاص للأمم المتحدة في الصومال، نيكولاس كاي، عن خطط لتحسين برامج إعادة التأهيل، وذلك خلال زيارة أجراها إلى جيبوتي في 15 حزيران/يونيو الماضي للبحث في الوضع الأمني في الصومال مع الرئيس اسماعيل عمر جيله.
وقال كاي لصباحي إن "الأمم المتحدة وشركائها سينشؤون مركزاً لإعادة الدمج والتأهيل في مقديشو. وقد شكّل [هذا الموضوع] أولوية بالنسبة للأمم المتحدة". ولم يوفر كاي أي تفاصيل بهذا الشأن، إلا أنه سلّط الضوء على برنامج تدريبي أطلقته الأميصوم مؤخراً لـ500 جندي صومالي في بلدوين.
وأشار إلى أن "المهمة الأولية للأمم المتحدة تكمن في دعم جهود إعادة إعمار الصومال الجديد ودعم المؤسسات الديموقراطية الجديدة على الصعيد الأمني من أجل تعزيز قدرات الصوماليين على حماية أنفسهم أثناء بناء اقتصادهم".
الصباحي