وصل نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار إلى الخرطوم الأحد لتهدئة التوترات التى نجمت عن تصريحات الرئيس السودانى عمر البشير الذى هدد بوقف حركة نقل النفط من جنوب السودان عبر أراضى بلاده.
وبعد وصوله إلى مطار الخرطوم، توجه رياك مشار على الفور إلى قاعة مؤتمرات على ضفاف النيل الأزرق لإجراء محادثات مع نظيره السودانى على عثمان طه، كما أعلن مراسل لوكالة فرانس برس.
وحضر اللقاء وزراء النفط والداخلية والدفاع فى كلا البلدين.
وقبل نحو تسعة أيام بدا تصدير شحنة من نفط جنوب السودان من جديد عبر السودان على إثر توقف لأكثر من عام نتج من تصاعد التوترات بين البلدين ولاسيما بشأن تقاسم عائدات النفط وكلفة نقله.
وكان اتفاق ابرم فى مارس أعاد تحريك حركة نقل النفط باتجاه مصب بور سودان النفطى على البحر الأحمر، لكن البشير طالب فى الثامن من يونيو بإقفال أنبوب النفط مؤكدا أن الخرطوم لن تسمح "باستخدام عائدات النفط لدعم المتمردين المناوئين للسودان".
ونفت حكومة جنوب السودان على الدوام أى شكل من أشكال الدعم للمتمردين حلفائها السابقين خلال الحرب الأهلية التى أدت إلى انقسام السودان، وأوردت تحليلات أن البشير أعطى هذا الأمر بعد هجمات لمتمردين اهانت السلطات السودانية.
ووقف عمل أنبوب نفط يتطلب على سبيل الاحتياط أسابيع عدة لتفادى الإضرار بالبنية التحتية الأمر الذى يتيح للدبلوماسيين أن يحاولوا حل المأزق فى العلاقات بين البلدين.
وجنوب السودان الذى خاض فى الماضى عقودا من الحرب الأهلية ضد الخرطوم، نال استقلاله فى يوليو 2011. وورثت هذه الدولة الوليدة 75 بالمئة من احتياطات النفط أثناء الانفصال عن السودان لكنها لا تزال تحت تبعية البنية التحتية السودانية من أجل تصدير هذا النفط.
واعتبر صندوق النقد الدولى فى مايو أن الاقتصاد السودانى قد يسجل نحو 380 مليون يورو من الأرباح هذه السنة وأكثر من مليار يورو فى 2014 إذا ما تم التوصل إلى اتفاق حول النفط.
وتأخذ هذه الأرقام فى الحسبان كلفة الترانزيت والربح الفائت من الموارد التى باتت تذهب إلى جنوب السودان.
وحكومة جنوب السودان التى تقول إنها تخلت عن 98 بالمئة من عائدات موازنتها عندما أوقفت إنتاجها من النفط الخام بين يناير 2012 إبريل 2013، قد تجنى المليارات فى حال التوصل إلى تفاهم.
ويستخدم النفط "وسيلة ضغط وابتزاز بدلا من استخدامه طريقا للتعاضد الاقتصادى"، بحسب تعليق كاتب الافتتاحية فى صحيفة "ذى سيتيزن" محجوب محمد صالح الأحد.
اليوم السابع