انتهت عمليات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية بغينيا الاستوائية وسط ترجيح فوز رئيسها تيودورو أوبيانغ نغويما (67 عاما) بولاية رئاسية جديدة في هذه الدولة الصغيرة الواقعة غرب القارة الأفريقية.
ويخوض نغويما -القابض على زمام السلطة في هذه الدولة الصغيرة منذ 30 عاما- سباقا غير متكافئ مع منافسيه رجح هو نفسه خلال مهرجان انتخابي قبل أيام أن ينتهي بفوزه بأكثر من 97% من الأصوات.ومن المفترض أن تظهر النتائج الأولية للانتخابات الخميس المقبل على أن تعلن النتائج الرسمية يوم الأحد مع العلم بأن أعداد الناخبين المسجلين في اللوائح يصل إلى 291 ألفا.
تهنئة للشعب
وقال نغويما وهو يدلي بصوته بمركز اقتراع بالعاصمة مالابو "كل شيء يسير على ما يرام, أنا واثق من الفوز وأهنئ شعب غينيا الاستوائية على نضجهم الديمقراطي".وكان نغويما قد استولى على السلطة في هذا البلد -الذي يقدر عدد سكانه بما بين 600 و750 ألفا - عام 1979 بعد انقلاب على عمه.وتمكن حزب نغويما -الذي يحكم بقبضة من حديد- من الفوز في كل الانتخابات وكان يحصل على 99 من أصل مائة من مقاعد البرلمان منذ إقرار التعددية الحزبية عام 1991، في حين حصل هو في انتخابات عام 2002 على نسبة 97.1% من أصوات الناخبين. ويعد سجل غينيا الاستوائية لحقوق الإنسان سيئا, وقد حرصت حكومتها على تقليل حضور الصحافة الأجنبية لعمليات الاقتراع عبر حجب تأشيرات الدخول عن موفديها.
وقالت منظمات حقوقية مثل منظمة هيومان رايتس ووتش ومراسلون بلا حدود هذا الأسبوع إن المعارضة الضئيلة تتعرض لمضايقات في البلاد كما أنها لا تحظى بتغطية إعلامية في وسائل الإعلام الحكومية.وشكا بلاشيدو ميغو أبوغو –وهو واحد من أربعة مرشحين للرئاسة– من الخروقات، مضيفا أن ناشطا في حزبه اللقاء من أجل الديمقراطية الاجتماعية اعتقل أمس في أحد مراكز الاقتراع بسبب احتجاجه على الخروقات. وحذر أبوغو من أنه لن يقبل بالنتائج مؤكدا أنه تم تزويرها بواسطة الحزب الحاكم.
ومن جانبه قرر مرشح آخر يدعى كارميلو نبا باكالي الانسحاب قبل يوم من بدء التصويت قائلا إنه يقاطع الانتخابات بسبب غياب الشفافية عن العملية الانتخابية.واتهم نغويما بأنه يريد كسب الانتخابات بالقوة عبر إغراق مراكز الاقتراع بأعضاء الحزب الديمقراطي من أجل غينيا الاستوائية الحاكم وتعيين بعضهم في اللجنة المشرفة على الانتخابات التي يرأسها وزير الداخلية.وقالت منظمة هيومان رايتس وتش إن مراقبي الانتخابات من الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا الوسطى يخضعون لقواعد تقوض جهودهم لمراقبة الانتخابات.
اتهامات بالفساد
ويواجه أوبيانغ نغويما منذ وقت طويل اتهامات عديدة بممارسة انتهاكات لحقوق الإنسان وتجريد دولته من ثرواتها، وتأتي غينيا الاستوائية في مرتبة لافتة في سلم الشفافية الذي تصدره منظمة ألمانية متخصصة في مراقبة الفساد الحكومي بالعالم.وأصبحت غينيا الاستوائية ثالث دولة كبرى في أفريقيا بالنسبة لإنتاج النفط بعد نيجيريا وأنغولا، وذلك بعد اكتشاف حقول النفط والغاز في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، مما أدى لتحقيق نمو كبير، كما أن البلاد تحظى بفائض كبير من الغاز الطبيعي.وجرى التحقيق مع أوبيانغ وابنه تيودورين بشأن أصولهم التي تقدر بالمليارات في فرنسا والولايات المتحدة ولكن لم توجه لهما اتهامات.