سيطر مقاتلو حركة الشباب المجاهدين الأحد على بلدة طوبلي الإستراتيجية الواقعة غربي الصومال على الحدود الكينية بدون قتال، حسبما ذكره للجزيرة نت المسؤول الإعلامي للحركة بولاية جوبا السفلى حسن يعقوب علي.
وقال المتحدث إن مقاتلي الحركة دخلوا البلدة من ثلاث جهات، وانتشروا داخلها بعد استيلائهم على مقري الشرطة والإدارة المحلية.ولم تحدث أي اضطرابات أمنية بعد دخول مقاتلي الحركة إلى البلدة حسبما أفاد به شهود عيان.وتعد بلدة طوبلي الثانية بعد كيسمايو من حيث الأهمية بمحافظة جوبا السفلى حيث تعتبر همزة وصل بين كينيا والصومال بالنسبة لحركة المسافرين والتبادل التجاري.ويرى مراقبون أن وقوع طوبلي في قبضة الشباب المجاهدين ضربة سياسية وأمنية للحكومة الانتقالية بالصومال والقوى الإقليمية والدولية الداعمة لها.
حسن تركي
وعلمت الجزيرة نت أن النائب الأول لرئيس الحزب الإسلامي حسن عبد الله تركي موجود في طوبلي، وهو ما أكده أيضا حسن يعقوب علي، مشيرا إلى أن قيادات ولاية جوبا التابعة لحركة الشباب المجاهدين التقت مع تركي داخل البلدة.ويعد حسن تركي الأب الروحي للتيار السلفي الجهادي في الصومال، كما يحتفظ بعلاقات طيبة مع حركة الشباب المجاهدين.ويكتنف الغموض مصير مليشيات أحمد مدوبي المحسوبة على أحد أجنحة الحزب الإسلامي والمناوئة لحركة الشباب المجاهدين، والجهة التي انسحبت إليها.
وتشير مصادر مقربة منه إلى وصوله إلى مدينة ليبويا الكينية، بينما وصلت قيادات بارزة من الحزب الإسلامي من بينها الناطق الرسمي باسم الحزب حسن مهدي إلى مدينة غاريسا الكينية.وتأتي سيطرة حركة الشباب على طوبلي عقب سلسلة من المواجهات المسلحة بينها وبين مليشيات أحمد مدوبي المحسوبة على الحزب الإسلامي حليف الحركة في معركتها ضد سلطة الرئيس الانتقالي شريف شيخ أحمد.
وفي هذا السياق، اتهم حسن يعقوب علي قيادات في الحزب الإسلامي -بينهم إبراهيم شكري وحسن مهدي- بعقد لقاءات مع قيادات عسكرية كينية في مدينة غاريسا، وذكر لوسائل الإعلام أن المباحثات بين الجانبين تركزت حول التطورات الأمنية في مناطق جوبا "والعمل ضد الإسلام".
تعزيزات كينيا
بموازاة ذلك ذكر وزير الدفاع الكيني محمد يوسف حاجي لوسائل الإعلام الكينية الأحد أن الإجراءات الأمنية في المناطق الواقعة على الحدود الصومالية جرى تشديدها إثر سيطرة حركة الشباب المجاهدين على طوبلي، حيث تم نشر مزيد من القوات في المناطق القريبة منها، وهو ما أكده أيضا شهود عيان للجزيرة نت. وأشار الوزير الكيني حاجي إلى أن قوات بلاده ستتخذ خطوات عسكرية قوية ضد حركة الشباب المجاهدين إذا شنت الأخيرة هجمات عسكرية على بلاده.يشار إلى أن حركة الشباب المجاهدين اتهمت في وقت سابق الحكومة الكينية بالتدخل في شؤون الصومال عبر دعمها الحكومة الانتقالية وفتح معسكرات تدريب لها داخل أراضي كينيا.