الصومال

حاولت حركة الشباب وحليفها الكيني، مركز الشباب المسلم، تشويه صورة الثورة التي حصلت مؤخراً في مصر عبر سلسلة من الرسائل التي نُشرت على موقع تويتر الأسبوع الماضي للتنديد بنظام الحكومة الديموقراطي والإعلان بأنه لا يمكن الوصول إلى السلطة إلا عن طريق العنف.


وكتبت الشباب عبر صفحتها على تويتر في 4 تموز/يوليو، "حان الوقت لمحو هذه المشاهد الزهرية ورؤية العالم بالدقة التي هو فيها، التغيير يحصل بالنار فقط، لا بالتصويت".

وفي اليوم نفسه، كتب مركز الشباب المسلم على الموقع ذاته، "لا قيمة للديموقراطية [...] الديموقراطية ملعونة!".

وليست هذه إلا أمثلة قليلة عن عشرات التصريحات التي نشرتها الشباب ومركز الشباب المسلم في 3 و4 تموز/يوليو الماضي.

وإن توقيت الجهود التي تبدو متناسقة بين الجماعتين ليس بصدفة، وهي جهود تشكل محاولة لجعل حالة عدم الاستقرار في مصر مثالاً على النظام الديموقراطي الذي تتبعه الحكومة، وللترويج لفكرة أنه يجب الاستيلاء على السلطة السياسية بالقوة. ويتماشى موضوع هذه التصريحات مع تحركات كبير قياديي الشباب، أحمد عبدي غوداني، الذي أطلق منذ بضعة أسابيع حملة عنيفة لإزالة زعماء محددين من حركته التابعة لتنظيم القاعدة، وذلك في إطار سعيه إلى السيطرة بشكل مطلق على الشباب.

وحرص مؤيدو غوداني الذين يتحكمون بالحساب الرسمي للحركة على موقع تويتر على إعادة التأكيد على ضرورة استعمال العنف للحصول على السلطة والاحتفاظ بها.

وقالت حركة الشباب "حان الوقت بالنسبة [لجماعة الأخوان المسلمين] لإعادة النظر في سياساتها والتحوّل إلى الحل الوحيد للتغيير: الجهاد. ويجب أن يدرك شباب الأخوان المسلمين أنه لا يمكن [نشر تعاليم] الإسلام من دون القرآن الكريم المرشد والسيف الذي يحميه".

يُذكر أن استعمال الإسلام لتبرير أساليب العنف المعتمدة للاستيلاء على السلطة لا يُعد استراتيجية جديدة بالنسبة لغوداني وجماعته. ففي بيان نُشر في 17 حزيران/يونيو على صفحة الشباب على تويتر، حُرّف كلام النبي محمد واستُعملت مقاطع من القرآن خارج سياقها، وذلك في محاولة لحشد الطاعة ضمن قيادات الحركة وعناصرها وتبرير مطاردة غوداني المستمرة لمن يقفون ضده.

وبعد أن أرسل غوداني مقاتلين لاغتيال المجاهد الأميركي الأصل، أبو منصور الأميركي، في مطلع شهر أيار/مايو الماضي، أرسل قواته لمهاجمة زعماء المعارضة في مدينة باراوي في جنوب الصومال حيث كان يقيم العديد منهم. وفي 19 حزيران/يونيو، أطلق مؤيدو غوداني النار على أعضاء من الفصيلة الخصم التي كان يرأسها أحد مؤسسي الشباب، ابراهيم الأفغاني، وحسن ضاهر أويس.

وقد تم إلقاء القبض على الأفغاني وتصفيته في وقت لاحق على يد غوداني في حين هرب أويس من قبضته ولكن احتجزته القوات الفيدرالية واعتقلته.

وخلال الفترة التي سبقت الاشتباكات المسلحة، هرب العديد من الزعماء الآخرين المعارضين لغوداني أو قُتلوا، وبينهم الشيخ معلم برهان الذي قيل إنه قُتل على يد مقاتلي غوداني ومختار علي روبو الذي يُعتقد أنه مختبئ بالقرب من حدر.

وكان هؤلاء الزعماء يمثلون ما بدا أنه آخر القيود "الديموقراطية" التي تحد من طموحات غوداني. وفي رسالة كتبها في 20 نيسان/أبريل زعيم المقاتلين الأجانب الزبير المهاجر شرح هذا الأخير كيف أن غوداني عيّنه في الماضي عضواً في مجلس الشورى في الحركة ورئيساً لمحكمة شرع خاصة لعبت دور وساطة بين غوداني وأبرز ثلاثة قياديين في الحركة، أي الأفغاني وروبو وفؤاد محمد قلف (أو فؤاد شانغولي).

والآن، بعد أن قُتل هؤلاء الزعماء أو هربوا، تبيّن أن مخاوفهم حيال غوداني كانت في محلها، فهو طاغية يتهم كل شخص يعارضه بالخيانة أو يقتل كل من يعارض قيادته.
مركز الشباب المسلم يسخر من الديموقراطية

في هذا الإطار، كشفت الأحداث الأخيرة في مصر عن التوجهات الحقيقية لمركز الشباب المسلم في ما يتعلق بالانتخابات والشكل الديموقراطي للحكومة.

فأعلن المركز في 3 تموز/يوليو، "ببساطة، إن الديموقراطية حرام لا حلال! بحسب تحليل السي.أن.أن: أخفق مرسي... غير صحيح! فالديموقراطية هي التي أخفقت".

وذكر في الرابع من الشهر نفسه "نعرف ما حلّ بتجربة الديموقراطية: فشلت فشلاً ذريع!".

كذلك، حاول مركز الشباب المسلم أن يسير على خطى الشباب عبر الترويج لفكرة أن العنف يوصل إلى السلطة. ويعمل المركز بشكل متواصل على ربط نفسه بالأحداث التي تحصل في المنطقة لتعزيز دوره الذي بالكاد له وجود أصلاً.

وجاء في تصريح للجماعة على تويتر في 3 تموز/يوليو "ستتحول مصر في الأشهر الثلاثة المقبلة إلى جبهة جهاد أخرى... اغتنموا الفرصة أيها المجاهدون!".

وصرّح في اليوم التالي عبر الموقع نفسه "نعني عمل الله ضد الكفار: ديموقراطيات محبِطة مع غبطة ورضا تام".
الصباحي


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 9:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 5:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 5:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 9:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 9:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 9:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 4:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 4:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 10:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 10:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 7:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 3:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 8:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 6:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 7:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 10:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 5:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 5:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 4:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 4:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 7:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 9:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 9:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 9:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 10:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 10:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 10:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 9:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 6:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 6:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو