أنهى ملك اسبانيا خوان كارلوس زيارته الرسمية الى المغرب والتي جرى فيها تفهم موقف الرباط من نزاع الصحراء ولكن الدبلوماسية الإسبانية تجنبت الحديث وعدم ذكر مقترح الحكم الذاتي تفاديا لإغضاب الجزائر.
وعلاقة بهذا النزاع، فقد أقدمت السلطات المغربية على ترحيل رياضي مغربي من مدينة العيون نحو جزر الكناري بحجة أنه ليس مغربيا.
وجاء البيان كتتويج لزيارة ملك اسبانيا خوان كارلوس الى المغرب التي بدأها الاثنين الماضي وانتهت أول أمس الخميس. والبيان يتضمن العديد من المواقف المشتركة في القضايا الثنائية مثل تعزيز العلاقات الاقتصادية والربط القاري عبر مضيق جبل طارق والدولية مثل مناهضة السلاح النووي والدعوة الى حل النزاع السوري والتنديد بالإرهاب في الساحل.
ومن ضمن القضايا المثارة في البيان نزاع الصحراء الغربية، والفقرة المخصصة للنزاع هي كالتالي :” اسبانيا تؤكد دعمها للمساعي المبذولة في إطار الأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي عادل ودائم ومتفق عليه لقضية الصحراء الغربية، تماشيا مع المعايير التي ينص عليها مجلس الأمن”.
وزير خارجية اسبانيا منويل مارغايو تجنب الحديث عن الحكم الذاتي في البيان المشترك لسببين، الأول عدم إغضاب الجزائر التي سيكون ردها قويا في حالة تأييد مدريد الحكم الذاتي، والسبب الثاني أن الزيارة هي ملكية وترغب الحكومة أخذ مسافة من القرارات السياسية الكبرى لأنها مسؤولة أمام القوى السياسية والرأي العام لاسيما في ملف الصحراء، حيث يحظى البوليساريو بدعم كبير من طرف الإسبان
وغياب ذكر الحكم الذاتي في البيان يثير الكثير من التساؤلات في هذه الزيارة التي جرى تقديمها بمثابة الزيارة التاريخية، ويزداد التساؤل في حال المقارنة مع قمم أخرى مثل القمة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة في ايلول/ سبتمبر الماضي حيث جاء ذكر مقترح الحكم الذاتي في البيان المشترك. في الوقت ذاته، يتجنب المغرب التوقيع على بيانات تستعمل مصطلح “الصحراء الغربية” ولكن هذه المرة صادق على بيان يتضمن التعبير.
وعلاقة بنزاع الصحراء وفي حالة شبيهة نسبيا بما وقع للناشطة السياسية والحقوقية أميناتو حيدر، أقدمت السلطات يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري على طرد العداء صلاح أميدان من مطار العيون نحو جزر الكناري بتهمة أنه موال للبوليساريو يجري تحت علم فرنسا وما يسمى جمهورية الصحراء، بينما كان في السابق يجري تحت راية المغرب. وأكد أميدان عملية الطرد في بيان نشره في الفايسبوك.
وبدأ صلاح أميدان المقيم في فرنسا مسيرته الرياضية في العدو كمغربي حيث مثل المغرب في منافسات دولية، ولكنه ما لبث أن غير انتماءه السياسي والوطني وأصبح يجري تحت راية فرنسا ويحمل رموز جبهة البوليساريو في الملتقيات الدولية.
ويتوفر أميدان على عائلة في مدينة العيون وكان يرغب في زيارة أبيه، ويوم الأربعاء الماضي حل بمطار العيون قادما من لاس بالماس إلا أن السلطات المغربية استنطقته لساعتين ورحلته مجددا نحو الأراضي الإسبانية بدعوى أنه لم يعد مغربيا رغم أن أبيه وأشقاءه يقيمون في العيون.
وهذا السيناريو شبيه بما جرى يوم 13 نوفمبر من سنة 2009 مع الناشطة السياسية والحقوقية أميناتو حيدر التي طردها المغرب نحو جزر الكناري وعاد وقبلها في ديسمبر من السنة نفسها بعد إضراب طويل عن الطعام وضجة ضغط دولي.
وتعمل جبهة البوليساريو على تدويل ملف العداء صلاح أميدان من خلال جمعيات حقوقية وكذلك المنظمات الدولية الرياضية بعدما بدأت بعض وسائل الاعلام الرياضية الدولية تنشر الخبر، حيث من المنتظر تشكيل لجنة رياضية دولية لدعمه في حقه في زيارة عائلته في العيون.
وتؤكد بعض المصادر المغربية لـ”القدس العربي” أن صلاح أميدان يتوفر على الجنسية الفرنسية ويدخل كمواطن أجنبي للمغرب، ومن حق السلطات المغربية أن تقبل أو ترفض دخول الأجانب الى أراضيها. وكانت أميناتو حيدر تستعمل جواز سفر مغربي، لكنها كانت تكتب الصحراء الغربية بدل المغرب في مطبوع الدخول والخروج.
القدس العربي