حذر الرئيس حسني مبارك من أن تؤدي سياسات وإجراءات الدول المتقدمة للخروج من الأزمة المالية العالمية إلي زيادة معاناة الدول النامية, مؤكدا ضرورة التعامل دون إبطاء مع تداعيات الأزمة علي الدول النامية, ودون ذلك سوف تؤدي الأزمة إلي مزيد من اتساع الفجوة بين الشمال والجنوب, وبين أغنياء العالم وفقرائه.
ونبه الرئيس مبارك ـ في كلمته أمام المنتدي الاقتصادي والمالي لمنطقة المتوسط في ميلانو أمس ـ إلي التداعيات السلبية الاقتصادية والاجتماعية لذلك علي ظواهر التطرف والهجرة غير الشرعية, والجريمة المنظمة, والاتجار بالبشر.
وأشار إلي أن الدول النامية تتحمل العبء الأكبر من معاناة الأزمة العالمية الراهنة, خاصة انعكاسات الركود الحالي للاقتصاد العالمي علي صادراتها, وتراجع ما تجتذبه هذه الدول من الاستثمارات الأجنبية المباشرة بتداعياتها علي جهودها للنمو والتنمية, وإتاحة مقومات الحياة الكريمة لشعوبها.
وتناول الرئيس مبارك المحاور الثلاثة للمنتدي, وهي مجالات الطاقة, ودعم المشروعات الصغيرة, وتطوير شبكة البنية الأساسية, موضحا أن مصر اعتمدت حزمة من السياسات لتوفير إمدادات الطاقة من خلال مصادر الطاقة التقليدية والاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
وأشار إلي ما حققته مصر من إنجازات كبيرة في تطوير شبكات البنية الأساسية عبر العقود القليلة الماضية, موضحا أننا نمضي حاليا في مشروعات ضخمة لتعزيز البنية الأساسية الجاذبة للاستثمار كعنصر أساسي في تحركنا لاحتواء الأزمة العالمية الراهنة, وقد اعتمدنا أخيرا إطارا واضحا للمشاركة بين القطاعين الخاص والعام للاستثمار في مشروعات البنية الأساسية, ولدينا مشروعات طموحة تشارك فيها إيطاليا وغيرها من شركائنا في شمال المتوسط في مجالات تطوير السكك الحديدية, وتوسيع شبكة مترو الأنفاق, وتحديث المواني المصرية.
ومن جانبه, جدد رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو بيرلسكوني دعوته لإطلاق خطة مارشال لدعم الاقتصاد الفلسطيني.
وقال أمام المنتدي: إن الدولة الفلسطينية يجب ألا تكون جديدة وحسب, بل وأن تفسح المجال للفلسطينيين كي يخرجوا من حالة الفقر. وقد غادر الرئيس مبارك ميلانو إلي باريس, واجتمع فور وصوله برئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون في بداية زيارة رسمية لفرنسا تستغرق يومين.
وأعلن قصر الإليزيه ـ في بيان له ـ أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيستقبل ظهر اليوم الرئيس حسني مبارك علي مأدبة غداء عمل لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.