شككت الخارجية الأمريكية في إمكانية إجراء الانتخابات السودانية في موعدها العام المقبل ؛ بسبب الخلافات التي ما تزال تفصل بين وجهات نظر حزب المؤتمر الوطني الحاكم، والحركة الشعبية لتحرير السودان التي تدير المناطق الجنوبية المرشحة للتصويت إلى جانب خيار الانفصال في استفتاء سيجري عام 2011.
ونقلت جريدة "السودان نايل" عن سكوت غريتن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السودان قوله :" إن بلاده "غير مرتاحة" حيال إجراء انتخابات "نزيهة"، في حين أعادت الخرطوم التأكيد على حقها في تسجيل القبائل لإجراء الانتخابات في "مثلث حلايب"، المتنازع عليه مع مصر". وقال جريتن الذي أنهى الجمعة زيارة خاصة إلى السودان:" إن طرفي اتفاق السلام لعام 2005 "يواصلان النقاش حول قضايا أساسية ما تزال عالقة، وتتعلق بالانتخابات العامة وبالاستفتاء، دون التوصل لنتائج ملموسة". وأضاف الموفد الأمريكي قائلا :" لم تتمكن الأطراف المعنية من إظهار الإرادة السياسية الكافية للتوصل إلى حلول حيال هذه القضايا الحساسة".
وذكر بيان للخارجية الأمريكية أن جريتن قام خلال زيارته للسودان بتفقد أربع مراكز لتسجيل الناخبين، وذلك في الخرطوم ودارفور وأبيي. ومن المقرر أن يقوم السودان بإجراء انتخابات عامة في أبريل/ نيسان المقبل، يعقبها استفتاء حول بشأن انفصال الجنوب في عام 2011. وعلى مستوى قضية "مثلث حلايب" الحدودي مع مصر، هاجم صلاح باركوين الناطق الرسمي باسم "مؤتمر البجا" المكون من سكان المنطقة، ما قال:" إنها محاولات للسلطات المصرية لمنع القبائل من التسجيل للانتخابات القادمة"، واصفاً الممارسات المنسوبة إلى القاهرة بأنها "تشويش للحقائق التاريخية". وطالب باركوين بإحالة القضية إلي المحكمة الدولية، محملاً القوى السياسية السودانية مسئولية "محاصرة محاولات تزييف حقيقة حلايب، باعتبارها جزءاً من الوطن ومسؤولية وطنية وتاريخية".