هدد زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي الرئيس السوداني عمر البشير بالاطاحة به عبر ثورة شعبية ان لم يعمد الى التنازل طوعا عن السلطة، وذلك في احدث موقف له في مواجهة السلطة.
وبذلك وضع المفكر الإسلامي السوداني حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي المعارض خيارين لا ثالث لهما ، أمام النظام الحاكم في الخرطوم الذي يحكم منذ عام 1989، حيث وصل الى الحكم عبر انقلاب عسكري.
تصريحات في عمقها حملت نفيا لكل الأنباء التي تواترت عن تقارب وشيك بين الترابي والبشير بعد خلاف تمتد بينهما منذ العام 1999 ، والذي بموجبه انشقت الحركة الإسلامية في السودان.
وقال زعيم المؤتمر الشعبي السوداني المعارض لقناة العالم الاخبارية السبت : هذا النظام هو بين خيارين معنا، اما بالحسنى يفهم ، بالتي هي احسن، وهذه توفر كثيرا من الدماء التي قد نخسرها ، لان الخيار الثاني الكل متفق عليه وهو الثورة الشعبية.
واضاف الترابي : ان الثورة قد تتعبأ بالمظاهرات، ولكن في النهاية قد تكون اضرابا عاما، وقد تكون خروج كل هذا الوطن، مشيرا الى ان السودانيين لهم خبرات في قلب النظام العسكري الى نظام انتقالي.
الترابي الذي كان يتحدث امام جمع من قيادات حزبه على مستوى ولايات البلاد اكد ضرورة احكام العلاقات الدولية مع دول الجوار سيما مصر وجنوب السودان.
لكنه على ما يبدو بحسب مراقبين يسعى من خلال هذا الاجتماع الى تنظيم صفوف حزبه الداخلية استعدادا لمرحلة ما بعد اسقاط النظام لتلافي الاخطاء التي لازمت تجارب ثورات الربيع العربي.
وقال المحلل السياسي السوداني طلال اسماعيل لقناة العالم الاخبارية : المؤتمر الشعبي يريد الان ان يعد العدة من خلال ترتيب بيته الداخلي استعدادا للمرحلة القادمة، حيث يستشعر بان هناك اخطاء سياسية قد وقعت فيها القوى المصرية من خلال محاولة ابعاد التيار الاسلامي من المشهد السياسي.
واضاف اسماعيل : ان المؤتمر الشعبي ينظم صفوفه الان لهذه المرحلة، وينبه الاحزاب في السودان الى ضرورة تدارك هذه الاخطاء.
الإجتماع حضره لفيف من قيادات تحالف المعارضة التي أبدت ارتياحا لموقف الترابي المتسق مع اهدافها، اما حزب المؤتمر الوطني الحاكم فعادة ما يقابل هذا النوع من المواقف بالاستهزاء ودعوة المعارضة الى تسخير جهدها في الاستعداد لخوض الانتخابات المقبلة دون هدره فيما لا يفيد.
ويرى المراقبون ان الترابي يريد بهذا الخروج والتصريحات بعد صمت طويل استعادة بعض الاضواء التي استحوذ عليها حزب الامة من خلال تحركاته الفردية الاخيرة لمواجهة النظام.
العالم