اعتبر احمد بان مدير وحدة دراسات الحركات السياسية بمركز النيل بالقاهرة ، بان جماعة الاخوان لاتزال تصر على قراءة خاطئة للمشهد الانتقالي الحالي ، وعليها ان تتعامل مع الواقع وتدرك بان هناك خارطة سياسية حضيت بمباركة قطاعات واسعة من الشعب المصري، محذرا الاخوان من اشعال حرائق يصعب اطفاؤها.
وفي حديث ادلى به لقناة العالم عصر الثلاثاء قال احمد بان : ان فكرة التصعيد في الشارع ونقل المشهد من الاحتجاج السلمي الى العنف على نحو ماشاهدناه في الايام الماضية تترك الفرصة لخصوم الاخوان السياسيين . والذين عددهم ليس بالقليل، للتعامل مع جماعة الاخوان بشكل مختلف ، اي ليس باعتبارها فصيلا سياسيا اصيلا ضمن مكونات الشعب المصري.
وقد تتحول الصورة الى جماعة خارجة عن القانون، ويتم التعامل معها باجراءات قد تكون استثنائية. مايعني ان على الجماعة التحرك بشكل لاتشعل حرائق لاتستطيع عند ذلك التعامل معها او يصعب اطفائها ، قبل ان يتدحرج المشهد الى مساحة اخرى لاتستطيع التفاعل معه بما يخدم اهدافها.
واضاف احمد البان : ان احتمالات خروج الامور في الشارع عن السيطرة باتت كبيرة ، لان التصاق المجموعات المسلحة من الجهاديين والتكفيريين واصطفافهم الى جانب الاخوان في هذا المشهد، واتاحة عناوين خاطئة للصراع السياسي في مصر، باعتباره صراع على هوية الدولة او صراع بين المشروع الاسلامي و المشروع العلماني ، وكذلك فشل جماعة الاخوان في تسويق هذه الصورة لدى جموع الشعب المصري، جعل الشعب المصري ينظر الى المسئلة باعتبارها صراع سياسي على الحكم ، انحازت له القوات المسلحة بدافع وطني لتنصر طرف على طرف، او تنحاز لفكرة المحافظة على الدولة ومؤسساتها، في ظل حالة التردي التي واجهت تجربة الاخوان في الحكم خلال العام الماضي .
واخيرا اكد ( احمد بان ) مدير وحدة دراسات الحركات السياسية بمركز النيل، قائلا: اذا ما ترك الامر للشارع ، فان الامور ستكون حبلى بكل عوامل التفجير. فالشارع المصري تغير كثيرا في الفترة السابقة بفعل حالة التجريف التي عاشها في عهد مبارك واصبح يجنح اكثر الى العنف والى حسم خلافاته بالسلاح، خصوصا في ظل انتشار قطع السلاح بشكل كبير في الواقع الاجتماعي في مصر. مما سيدفع الامور باتجاه حرب اهلية حقيقية .
العالم