تباهت حركة الشباب في سلسلة من الرسائل التي نشرتها مؤخراً على موقع تويتر بتنفيذ مسلحيها أكثر من 100 هجوم خلال النصف الأول من شهر رمضان، متوعدةً بزيادة أعمال العنف خلال الأسابيع المقبلة.
وأعلنت الحركة في 24 تموز/يوليو أن "من أصل العمليات العسكرية الـ108 التي نفذتها الشباب، نُفذ 57 تفجيراً وهجوماً بالقنابل اليدوية إلى جانب مواجهات مباشرة وكمائن بلغ عددها 41".
وذكرت الشباب أنها نفذت أيضاً تسع عمليات اغتيال وهجوم انتحاري ضد موكب لقوة بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (الأميصوم) في 12 تموز/يوليو الماضي ادعت الحركة أنها أصابت فيه مسؤولين من الاستخبارات الأميركية.
وإن حملة أعمال العنف التي شنتها الشباب والتي وُصفت بـ "هجوم رمضان" "تركزت على العاصمة إذ جرت نصف عمليات الحركة تقريباً في مقديشو".
وقالت الشباب إن منطقتي "شابيلي السفلى وجوبا السفلى شهدتا أيضاً عمليات مكثفة في النصف الأول من رمضان ومن المتوقع أن يرتفع عدد الهجمات بصورة ملحوظة".
وفي رسالتين نُشرتا في 16 تموز/يوليو، شرحت الحركة المتشددة المنطق الذي تستند إليه لتنفيذ أعمال العنف المذكورة.
فقالت "رمضان هو شهر الجهاد والتضحية. إنه وقت للتصرف الصالح وتقديم الشكر لله على نعمه. وما من طريقة أفضل خلال شهر رمضان لتقديم الشكر لله غير ضرب رقاب الغزاة والقضاء على عزيمتهم".
وأضافت الشباب في 24 تموز/يوليو في محاولة منها لإظهار وحدة صفوفها في ظل الانقسامات الداخلية المتواصلة التي تواجهها، "إن الارتفاع الملحوظ لمثل هذه الهجمات المنسقة يشكل دليلاً واضحاً على قوة المجاهدين وعملياتهم".
وقالت "مع اقتراب الجزء الثاني من رمضان، يُتوقع أن تتخذ العمليات مساراً تصاعدياً قريباً إنشاء الله".
تشكيك في عدد الهجمات التي نفذتها الشباب
ومع أن الشباب ادعت تنفيذ 108 هجمات خلال شهر رمضان حتى اليوم، إلا أن عدد هذه الهجمات الحقيقي قد يكون أقل بكثير لا سيما وأن الحركة تبنت ثلاث منها فقط على تويتر.
وقد نقلت وسائل الإعلام المحلية هجمات إرهابية نُفذت خلال رمضان ولم يصل عددها إلى نصف عدد الهجمات التي ادعت الشباب تنفيذها، ومن غير المؤكد حتى أن تكون الحركة قد نفذتها كلها.
في ما يلي قائمة بالهجمات التي زُعم أن الشباب نفذتها والتي نقلها موقع صباحي منذ بداية شهر رمضان:
• انتحاري يستهدف بسيارته المفخخة موكباً للأميصوم في مقديشو في 12 تموز/يوليو، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين. وذكرت الأميصوم أن "إصابات الجنود في الموكب طفيفة".
• رمى مقاتلون قنبلة يدوية في فندق بارواكو بوسط مقديشو في 12 تموز/يوليو، مما أدى إلى مقتل شخصين وجرح عشرة على الأقل.
• قُتل جندي في انفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق ويُشتبه أنه تم تفجيرها عن بعد بكيسمايو في 14 تموز/يوليو.
• عبوة ناسفة تستهدف موكباً للأميصوم خارج كيسمايو في 17 تموز/يوليو، مما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود ومدنيين اثنين. كذلك، أطلق مسلحون مجهولون النار على صحافيين اثنين أثناء تغطيتهما الحادث.
• هجوم بلغم أرضي يستهدف موكباً للأميصوم في كيسمايو في 21 تموز/يوليو ومقتل ما لا يقل عن خمسة مدنيين.
• مقتل المسؤول القضائي معلم حسن في بلدوين بالرصاص على يد مقاتلين يُشتبه انتمائهم إلى الشباب بعد صلاة المساء في 20 تموز/يوليو. وذكرت ميليشيا أهل السنة والجماعة أن الهجوم يهدف إلى زرع الفتنة خلال الشهر الفضيل.
في 23 تموز/يوليو، قُتل ثلاثة من مقاتلي الشباب عندما انفجرت عبوة يدوية الصنع كانوا يعملون على زرعها في منطقة واداجير في مقديشو.
وفي ما يلي كل الهجمات التي أبلغت عنها الأميصوم منذ 10 تموز/يوليو الماضي، باستثناء الهجمات المسرودة أعلاه:
• تقجير لغم أرضي استهدف مركبة عسكرية للجيش الصومالي في حي حليوا في مقديشو في 11 تموز/يوليو، مما أدى إلى مقتل جندي.
• مستشفى ديغفر العام في مقديشو يتعرض لأضرار جراء سقوط قذائف هاون على المدينة في 16 تموز/يوليو.
• مقتل جندي من الجيش الحكومي وإصابة اثنين آخرين في هجوم نُفذ بالقنابل على مطعم في بلدوين في 17 تموز/يوليو.
الصوماليون يدينون أعمال العنف المتواصلة
أدان رجال الدين والزعماء والمواطنون الصوماليون حملة أعمال العنف التي تشنها حركة الشباب خلال شهر رمضان.
وفي هذا السياق، قال رجل الدين في ميليشيا أهل السنة والجماعة، الشيخ عبدالرحمن أحمد، إن "الأعمال التي تنفذها الشباب خلال شهر رمضان المبارك هي خارج إطار تعاليم الإسلام. فالشرع الإسلامي لا يسمح إطلاقاً بقتل المسلمين الأبرياء، وهذا ينطبق أكثر خلال شهر رمضان. يجب أن يدرك أولئك الذين يزرعون القنابل ويقتلون المسلمين الصائمين أنهم لن يفلتوا أبداً من عقاب الله".
أما محمد يوسف، 38 عاماً وهو من سكان حي هودان في مقديشو، فذكر أن الشباب تعرقل تنفيذ العادات الدينية القائمة.
وأوضح لصباحي "الشباب لا يتقيدون بالدين الإسلامي أو بتعاليمه وهم أعداء الشعب الصومالي كما أنهم يمنعون المسلمين الصوماليين من الصلاة بسلام خلال هذا الشهر [الفضيل]".
ومن جهته، طالب عثمان محمد، وهو من وجهاء القبائل في مقديشو، الشبان الذين انضموا إلى صفوف الشباب بالتوقف عن إلحاق الضرر بالمدنيين الأبرياء وبالتوبة.
وقال إن "المدنيين مرعوبون وهم الآن يخافون الذهاب إلى أماكن العبادة ذلك أنه يتم قتل الناس أمام المساجد".
وأكد على أن "أفعال الشباب لا تمت للدين أو للجهاد بصلة. فهم يبيدون الشعب الصومالي ولن يتوقفوا عن أفعالهم هذه إلا إذا واجههم الشعب بكامله". كذلك، طالب الحكومة الفيدرالية والشعب الصومالي بالتعاون للتصدي للشباب.
وفي هذه الأثناء، كررت الحكومة الصومالية مطالبتها مقاتلي الشباب بالتوبة والتوقف عن أعمال العنف خلال شهر رمضان والاستفادة من العفو الذي تقدمه لهم الحكومة.
وقال رئيس الوزراء، عبدي فارح شردون، في بيان أصدره مكتبه في 10 تموز/يوليو، "يجمعنا اليوم رمضان أكثر من أي وقت مضى كبلد واحد، متحدين مع أخوتنا وأخواتنا في جميع أنحاء العالم المسلم. علينا الإفادة من هذا الشهر لنعي حجم قوتنا عندما نكون معاً وكيف تتغلب الوحدة على الانقسام وكيف نستطيع معاً بناء صومال آمن ومزدهر من رماد الحرب".
الصباحي