أعلن مسؤولون محليون أنه تتم حالياً ملاحقة عناصر العصابتين المتناحرتين اللتين مارستا الإرهاب على السكان والمحلات التي يمكلها صوماليون في حي إيستليه في نيروبي على مدى السنوات الثلاثة الماضية.
وتتألف العصابتان المعروفتان باسم سوبرباور وسيتاكي كوجوا (وتعني "لا أريد أن أعرف" باللغة السواحلية) من صوماليين بشكل أساسي.
وقال المسؤول عن قسم التحقيقات الجنائية في ستاريهي التي يقع ضمنها حي إيستليه، ندومبا ثانغالاني، لقد "اعتقلنا أكثر من 500 عنصر من هاتين العصابتين".
وفي نهاية شهر تموز/يوليو، تم خلال عملية أمنية نفذتها الشرطة إلقاء القبض على 51 من عناصر العصابتين، وقد أطلقت أحكام قضائية بحق غالبيتهم وأطلق سراحهم بعد أن دفع كل منهم كفالة بقيمة مليون شلن (11400 دولار)، حسبما ذكر ثانغالاني لصباحي. يُذكر أن من لم يتمكنوا من دفع الكفالة مسجونون حالياً بانتظار المثول أمام المحكمة.
تابع ثانغالاني قائلاً إن "عدد الحالات القليل جداً الذي تم الإبلاغ عنه [للشرطة] خلال شهر رمضان يشير إلى أننا نربح الحرب ضد سوبرباور وسيتاكي كوجوا".
وأشار إلى أن بعض أعضاء العصابات الذين اعتقلوا منذ نهاية العام 2012 دفعوا الكفالة وامتنعوا عن المثول أمام المحكمة في التواريخ المحددة لهم، ولكن السلطات أصدرت مذكرات توقيف بحقهم.
أصول العصابات وخصائصها
وقال بول نغوغي، وهو من وجهاء الدائرة الشمالية لإيستليه، إن عصابة "سوبرباور تشكّلت على يد صوماليين تم ترحيلهم من أوروبا وأميركا وأتوا إلى البلاد للعيش مع أقرباء لهم. ونظراً لأنهم يؤمنون لقمة العيش من المال الذي يرسله لهم أهاليهم من الخارج، فإنهم يقضون معظم وقتهم في مشاهدة الأفلام والأكل والذهاب إلى المسجد".
وفي الفترة التي تلت تأسيس سوبرباور، استعمل بعض رجال الأعمال والسياسيين الصوماليين العصابة كجماعة أمن أهلية لحماية مصالحهم في إيستليه. ولكن مع انتهاء العام 2011، تراجعت هذه الشخصيات عن دعمها هذا خوفاً من أن يتم اتهامها بتمويل جماعات إرهابية، حسبما أوضح نغوغي.
من جهتها، استاءت العصابة من سحب هذا الدعم وقيل إنها شرعت في حملة انتقامية ضد مشاريع الأعمال الصومالية.
وذكر نغوغي في حديث لصباحي أن "سيتاكي كوجوا تشكّلت على يد عناصر شابة صومالية مولودة في كينيا بهدف الوقوف في وجه نفوذ سوبرباور. فكانت تحاول أن تقول لسوبرباور 'مع أنكم تملكون المال، لسنا مهتمين".
وأشار إلى أن أعمار أعضاء العصابة تتراوح بين 14 و26 وهم يتميزون بتسريحة شعرهم التي تُظهر أنهم أعضاء في العصابة. أما بالنسبة للأسلحة، فتستعمل العصابتان أنابيب معدنية وسكاكين ومسدسات وقنابل يدوية ومناجل.
وقال نغوغي إن معظم الهجمات التي تنفذها العصابتان تتم عند الفجر والغروب عند يتوجه المصلون إلى المساجد للصلاة.
إشراك المجتمع الصومالي
ومن جهته، قال ثانغالاني إن "إحدى المشاكل التي تواجهها عناصر الشرطة عند محاربة هؤلاء المجرمين تتمثل في تحديد هوية المشتبه بهم، لاسيما وأن الصوماليين يحرصون على حماية بعضهم البعض وغالبيتهم غير مستعدة للإبلاغ عن العناصر المجرمة التي هي بينهم. ويؤمن معظمهم بما يُعرف ـبالمصلح، وهو نظام تحكيم خاص بالمجتمع المحلي يفرض بموجبه الوجهاء غرامات على المشتبه بهم بدلاً من تسليمهم إلى الشرطة".
وأكد نغوغي على أن هذا يشكل عائقاً في الحرب ضد العصابات ذلك أن عقوبات المصلح ليست إلا رادعاً ضعيفاً.
وقال نغوغي "نرسل مبعوثين إلى المساجد ونجري حملات التثقيف المدني لضمان إبلاغ الناس عن الأعمال الإجرامية للشرطة وليس للوجهاء الذين يعتمدون المصلح".
وأضاف أن العصابتان أوشكتا على الاتحاد في كانون الأول/ديسمبر 2012 عندما نفذت عناصر من جماعات عرقية أخرى أعمال شعب وهاجمت المحال التجارية الصومالية، وذلك وسط اتهامات بشأن قيام صوماليين بإيواء عناصر إرهابية قيل إنها نفذت سلسلة من الهجمات بالقنابل اليدوية في إيستليه.
وقال "اتحدتا للدفاع عن المصالح الصومالية في الأيام العديدة التي استمرت خلالها أعمال الشغب ولكن بعد ذلك عادتا إلى حروبهما على مناطق النفوذ".
ولكن من جانبه، قال ممثل رابطة مجتمع إيستليه، حسين حاجي، إنه يجب أن لا تلوم الشرطة المجتمع على عجزها وعدم كفاءتها. وعوضاً عن ذلك، يجب أن تضع أساليب جديدة للقضاء على هذه العصابات الخطيرة.
وذكر حاجي لصباحي أن "الوجهاء ورجال الأعمال عقدوا اجتماعات قرروا خلالها التعاون مع الشرطة لمحاربة العصابات غير المرغوب فيها. ولكن على الشرطة أيضاً أن تكثف جهودها وأن تضع تكتيكات جديدة للحد من الجرائم في أحيائنا".
وتؤكد الشرطة على أنه لا يوجد دليل حتى الآن على ارتباط العصابتين بجماعات إرهابية.
الصباحي
