اجرى الاتحاد التونسي للشغل مفاوضات مع حركة النهضة لايجاد حل للازمة السياسية المتصاعدة. فقد شهدت ساحة محمد علي بالعاصمة تونس لقاءات ماراثونية لتحديد اشكال الحلول الممكنة، بمبادرة من المنظمة النقابية وعدد من الهيئات والشخصيات الوطنية.
وقال عبد الستار بن موسى الامين العام لرابطة تونس لحقوق الانسان: ان اللقاءات والحوارات التي اجريت بين المنظمات وقادة الاحزاب من شانها ان تشكل مبادرة لجمع الشمل بين التيارات السياسية، وتؤدي بالتالي الى حلحلة الازمة الحالية .
ومن ابرز المحطات في مسار المفاوضات الجارية كانت لقاء رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بالامين العام للاتحاد التونسي للشغل حسين العباسي، لبحث ومناقشة موقف الحزب الحاكم وتقديم التنازلات على طريق الانفراج, وقد اكد الغنوشي على ان اللقاء كان ايجابيا وبناءا ويبشر بالخير ويفتح الافاق، رغم ان الوضع لايزال في بداياته وبحاجة الى المزيد من التشاور وتعميق وجهات النظر بين كافة الاطراف الوطنية والاجتماعية .
وفي خضم تصلب مواقف المعارضة التونسية تسعى مبادرة الاتحاد التونسي للشغل، الى فرض سقف تنازلات سياسية متبادلة بين جبهة الانقاذ والائتلاف الحاكم، تتلخص ابرز عناوينها في تشكيل حكومة كفاءات مستقلة، وتزويد اللمجلس التاسيسي بلجنة خبراء، بعد تحديد موعد لانهاء اعماله.
وفي هذا الاطار اكد الامين العام المساعد للاتحاد التونسي للشغل بلقاسم العياري ان اللجنة تتشكل من مجموعة من الخبراء، ترافق عمل المجلس التاسيسي، لبحث ماتبقى من الدستور العام للبلاد، وتحديد المدة الزمنية التي يستوجب على المجلس التاسيسي الالتزام بها.
وبصورة عامة ان ماراثون المفاوضات يتواصل وسط حالة من الترقب ووراء اسوار الصمت، والذي قد يحمل بالنهاية اولى بوادر الانفراج للازمة السياسية الراهنة، خصوصا وان ان النوايا والاوضاع السائدة تشير باتجاه تقديم الجميع للتنازلات لحل الازمة في البلاد.
العالم