دفع الارتفاع غير المسبوق في الطلب على منتجات طير السمان في الأشهر الأخيرة أصحاب الأعمال في مختلف أنحاء كينيا إلى الدخول في مشاريع تجارية في قطاع تربية طيور السمان حديث النشوء نسبياً.
وذكر أحد سكان منطقة كيامبو، وهو أندرو غيثينجي، لصباحي أن تشغيل مزارع السمان غير باهظ التكليف كما أنه يجلب عائدات حسنة.
وقال غيثينجي إن المزرعة "لا تتطلب مساحة كبيرة. فعلى العكس من الدجاج الذي يتطلب حيزاً ضخماً، يمكن وضع أقفاص [السمان] على الشرفات".
وأضاف أن الاهتمام بهذا المشروع التجاري تولد لديه أول مرة عندما كان يطالع محتويات قائمة الطعام في فندق خمس نجوم في نيروبي في كانون الثاني/ يناير من عام 2012.
وبينما هو يقرأ بنود القائمة صادف صنفاً غير مألوف لديه وهو السمان المشوي. وقال غيثينجي البالغ من العمر 33 عاماً "ظننت السمان نوعاً من أنواع المأكولات البحرية ولكن الفضول دفعني إلى سؤال النادل الذي قال إنه طير".
وبدأ غيثينجي، الذي يربي الأرانب أيضاً، بإجراء بحث حول السمان ووجد أن هناك أناس لديهم مزارع لتربية هذا الطير.
وقال "لم أكن أعلم أن هذا الطائر الشائع وجوده في قريتي يمكن تدجينه".
وهكذا اشترى غيثينجي أول 20 طير السمان بمبلغ 250 شلن للرأس (2.85 دولار) وأصبح لديه الآن 520 طيراً منها، حسب قوله.
وتابع غيثينجي قائلاً "إن كل ما أنا نادم عليه هو أنني اكتشفت هذا العمل التجاري متأخراً. لكنني سألحق [بركب السوق] وسوف يكون لدي في غضون سنتين حاضتني الخاصة التي ستساعد في تفريخ الصيصان".
كذلك قال أليكس موريثي، 39 عاما، من سكان مدينة مومباسا إن فكرة العمل في مزارع الصيصان استهوته بعد قيامه بزيارة إلى مركز تسوق عام في تموز/يوليو 2012.
وهناك استرعى انتباهه بيض "غريب الشكل" موضوع على رف وظن إنه قطعاً من حجر صابوني. ولاحظ أن سعر بيعها كان 650 شلن (7.43 دولار) مقارنة بطبق من البيض يحوي 30 بيضة بجواره بسعر 400 شلن (4.57 دولار).
عندئذ تحدث موريثي مع مدير المتجر الذي اخبره أن أصحاب مزارع السمان غير قادرين على تغطية الطلب في السوق على الرغم من أن السمان يبيض كل يوم تقريباً.
عن ذلك قال موريثي لصباحي "أدركت أنه مشروع مربح وبالتالي اشتريت 10 طيور، واليوم عندي 900 منها. لست أدري ما الذي يخبئه المستقبل [لقطاع] تربية السمان ولكني أجني أقصى الأرباح في الوقت الحالي".
وذكر موريثي إنه يبيع منتجاته لأربعة فنادق في مومباسا ونيروبي التي ترسل طلباتها من لحم السمان وبيضه شهرياً إلى المزارعين.
ويطلب موريثي أسعاراً تصل إلى 60 شلناً (68 سنتاً) للبيضة الواحدة فيما يطلب بالفري الكامل سعراً يصل إلى 800 شلن (9.14 دولار).
إلى جانب ذلك يدرب موريثي مربي السمان المزارعين الطموحين ويأخذهم في جولات حول مزرعته لقاء مبلغ لا يقل عن 3000 شلن (34.3 دولار).
هل هو مفيد لصحة المرء؟
إن الدافع وراء هذا الطلب على بيض السمان ولحمه مصدره تقارير تقول إن تناولها له فوائد طبية.
فقد ذكرت يونوكي نيانتشاما، 67 عاماً، وهي من سكان كيسي، لصباحي إنها تأكل بيض السمان منذ سنتين. وكان الأطباء قد اكتشفوا عام 2004 أن نيانتشاما مصابة بالسكري حيث استخدمت عدداً من الأدوية ولكن دون حدوث أي تغيير أيجابي على حالتها.
وخلال فحوصات روتينية كانت تجريها في أيار/مايو 2011 نصحها طبيبها بتناول بيض السمان. "فوجئت بهذه الوصفة" تقول نيانتشاما "لكني بعد تناول بيض هذا الطائر ولحمه حدث تغير هائل".
من جانب آخر، ذكر فنسنت جوما، وهو طبيب بمستشفى منطقة مبغاثي، في حديث لصباحي أنه رغم عدم وجود دراسات حول الفوائد الطبية لبيض السمان ولحمه إلا أن كثيراً من الناس أقروا بأنهم شعروا بتحسن بعد تناولهم لها.
وقال جوما إن "من بين المرضى الذين سجلوا تعافياً إيجابياً هم أولئك الذين كانوا يعانون من السل والقرحات. وقالت إحدى المريضات بالسرطان إن الآلام التي كانت تعاني منها خفّت بعد تناولها للبيض".
ضرورة حصول المزارعين على التراخيص
نظراً لأن السمان يُعتبر من الطيور البرية، فإنه يتوجب على المزارعين الذين يرغبون في تربيته تقديم طلب للحصول على إذن من خدمة الحياة البرية الكينية، طبقاً لما ذكره المتحدث باسم هذه المؤسسة بول أودوتو لصباحي.
وأشار أودوتو إلى أنه يجب أن يقوم موظفو الخدمة بالتفتيش على المزرعة للتأكد من أنها تفي بمتطلبات تربية السمان، قبل أن تصدر الخدمة الرخصة بذلك.
وقال أودوتو إن الرسوم السنوية لحيازة الرخصة تبلغ 2000 شلن (22.9 دولار) مضيفاً بأنه يمكن تجديد التصريح كل سنة حيث يخضع ذلك للوفاء بشروط معينة منها الجوانب الصحية.
وأوضح أودوتو بأن خدمة الحياة البرية تقوم بعمليات مراقبة وتفتيش دورية على المزارع وتقوم بسحب تراخيص المزارعين المخالفين للشروط.
وأكد أن مؤسسته تلقت كمية كبيرة من طلبات الحصول على تصاريح من أفراد ومجموعات تريد العمل في مجال تربية السمان.
وقال أودوتو أيضاً إن الحكومة تشجع هذا المجال التجاري المنظم بغية خلق فرص عمل وتوفير مصادر غذائية بديلة للمواطنين وأضاف بأن مشاريع تربية السمان صنعت موطئ قدم ثابت لها في منطقة الساحل والمناطق الشرقية والوسطى من البلاد إضافة إلى مقاطعة نيروبي.
واشار أودوتو إلى أن خدمة الحياة البرية الكينية مسؤولة أيضاً عن منح التصاريح لتربية أنواع أخرى من الكائنات البرية مثل التماسيح بهدف المساعدة في جهود الحفاظ على هذه الأنواع.
الصباحي
