تشهد مصر منذ أسابيع أزمة سياسية هزت البلاد وأدت إلى تراجع حاد في صادرات الشاي الكيني، أمر يؤكد خبراء في القطاع أن صداه سيتردد في باقي القطاعات الاقتصادية في الدولة الشرق افريقية.
وقال رئيس مجلس الهيئة المنظمة للشاي في كينيا، بيتر كانياغو، لصباحي "عادة ما تتأثر كينيا بالظروف التي تمر بها مصر. وهذه المرة الأمر لا يختلف. فالشاي من أكبر صادرات بلادنا وقد تأثر بالأزمة في مصر لكنه سيستعيد انتعاشه مع انتهاء الأزمة".
وقد بدأت الانتفاضة في مصر بعد أن عزل الجيش الرئيس محمد مرسي في 3 تموز/يوليو. وشهدت أعمال العنف مقتل 1000 شخص في سلسلة اشتباكات بين مناصرين للرئيس المعزول وقوات الأمن، فيما قتل 600 شخص في 14 آب/أغسطس حين قام الجيش بإخلاء مخيمات في القاهرة أقامها أفراد من حزب الاخوان المسلمين الذي يرأسه مرسي.
وبحسب كانياغو، فإن مشاكل مصر تهدد فرص العمل في صناعة الشاي البارزة لا سيما وأن السوق المصري يستهلك 30 في المائة من صادرات الشاي الكيني. وتحقق صادرات الشاي الكيني معدل 100 مليار شلن (1.14 مليار دولار) في العام.
ومن الدول الأخرى التي تشتري الشاي الكيني المملكة المتحدة وأوغندا وأفغانستان، بحسب كانياغو الذي أكد "مصر كانت أكبر مستهلك لصادرات الشاي قبل عزل الرئيس [حسني] مبارك منذ عامين". ومع بداية العام 2013، تراجعت مصر إلى المرتبة الثالثة، حتى إنها تراجعت حتى المرتبة السادسة مذاك.
واستدرك كانياغو قائلا، "توقعنا انتعاش القطاع بعد الانتخابات العامة السلمية التي فاز فيها مرسي. لكن الأحداث التي توالت تهدد مصدر عيش الكينيين الذين يعتمدون على هذا القطاع في ظل عدم توافر أسواق جديدة".
نتائج وتداعيات
وصل حجم صادرات كينيا من الشاي إلى مصر إلى 10 مليون كغم خلال النصف الأول من العام الحالي، وهو يشكل أكثر من ربع صادراتها الاجمالية من الشاي، بحسب ما أكد كانياغو الذي أشار إلى أن الطلب تراجع بشكل متدرج منذ تموز/يوليو الماضي وتوقف كليا منتصف آب/أغسطس.
وهنا قال رئيس جمعية تجار الشاي الكيني، نجاو كياريه لصباحي إن التجار المصريين غابوا هذا الشهر عن المزادات اليومية في مومباسا.
وأضاف، "نشتري الشاي من المزارعين حتى نبيعه لكننا الآن نشتري كمية أقل لأن التجار المصريين الذين كانوا يشاركون في مزادات الشاي لا يستفسرون حتى عن اسعاره، كما إن معظمهم غاب عنها"، مشيرا إلى أن سعر الكغم الواحد من الشاي تراجع بشكل ملحوظ.
أما في المزاد، فقد وصل سعر الكلغم الواحد للشاي غير المصنع إلى 220 شلن (2.50 دولار) و550 شلن (6.50 دولار) للشاي المصنع، أي بتراجع 20 شلن (0.23 دولار) منذ تموز/يوليو، بحسب كياريه.
وأضاف أن صادرات كينيا إلى مصر حققت 22 مليار شلن (252 مليون دولار) في العام 2012. وأوضح أن التداعيات الناتجة عن تراجع الأسعار سرعان ما سينعكس أثرها على المزارعين لأن الجمعية ستضطر إلى شراء كمية أقل من الشاي منهم.
من جهته، أوضح ألفريد أونتيري، 46 عاما، وهو مزارع شاي من بلدة نياتيكو بمنطقة كيسي، أن ثمة دلالات تشير إلى أن المزارعين سيضطرون إلى بيع كمية محدودة من الشاي للتجار.
وقال في حديث لصباحي، "نواجه كلفة إنتاج أكبر وإننا غير مستعدين لمواجهة تراجع في الطلب على الانتاج"، مؤكدا أنه يعتمد على زراعة الشاي في إعالة عائلته المؤلفة من ستة أفراد.
وتابع القول، "الأزمة في مصر ونقص الأسواق الجديدة موضوع نقاش غير سار في بلدتي. الجميع يبدي قلقه لكننا نتأمل خيرا". وأضاف، "كل ما أرجوه هو أن يعم السلام افريقيا كي نتمكن من بيع منتجاتنا والاستمرار في حياتنا. أما إذا أرهق القطاع فإن أغلبية الكينيين سيعانون جراء ذلك".
الصباحي