يشهد سوق الأعراس حركة متزايدة في مقديشو.
فينفق حالياً الرجال الصوماليون المغتربون مبالغ كبيرة على مهور الزفاف وغيرها من التكاليف ذات الصلة، مستفيدين بذلك من تحسن الوضع الأمني في مقديشو للزواج.
ويخصص هؤلاء الرجال الراغبين بالزواج عشرات الآلاف من الدولارات لهذا الغرض. ويدفع بعضهم آلاف الدولارات لتنظيم حفلات زفاف في الفنادق الجديدة التي تقدم خدماتها على مدار الساعة.
وفيصل عمر، 35 عاماً، هو من هؤلاء. فأمضى 15 عاماً في إنجلترا يعمل كسائق سيارة أجرة قبل أن يعود إلى مقديشو في تموز/يوليو الماضي وينفق 20 ألف دولار على زفافه الذي جرى في 5 آب/أغسطس.
وقال لصباحي "أنا سعيد كوني تمكنت من الزواج في بلدي فيما الوضع آمناً، بغض النظر عن المبالغ التي أنفقتها. وفي ليلة زفافي، شعرت وكأن الحفل يجري في لندن فكنت راضياً جداً عن الفندق حيث نُظم كما سررت بمشاركة المدعوين في يوم فرحي هذا".
وأضاف عمر "منذ الأسبوع الذي جرى فيه الزفاف وبعد ظهر كل يوم، نذهب أنا وزوجتي إلى شاطئ ليدو ونستمتع بوقتنا سوياً. لم أكد أتخيل أن مقديشو أصبحت مكاناً ترفيهياً".
أما فرحان عبدي، 29 عاماً، فعاش في لندن لمدة 13 عاماً وعمل كممرض في مستشفى رويال لندن. وقد عاد الشهر الجاري إلى مقديشو.
وقال في حديث لصباحي "كنت أخطط لتنظيم حفل زفافي في قاعة الحفلات في فندق سفاري في مقديشو. وأنوي دعوة 300 شخص لنتمكن من الاحتفال مع أصدقائنا حتى ساعة متأخرة من الليل".
وتابع قائلاً "لدي شعور بأنني سأنفق الكثير من المال، لا سيما وأن الحفلة ستكلفني وحدها 6000 دولار، ولكن ضمان سعادة المرأة التي أتزوجها هو أهم من المال".
وأشار عبدي إلى أن إجمالي التكاليف سيبلغ حوالي 16 ألف دولار. وقال "لولا إمكانياتي المادية المحدودة، لكنت أنفقت المزيد من المال على زفافي لأن هذه مناسبة سارة أنتظرها منذ وقت طويل، وأطلب من الله أن يبارك زواجي".
المغتربون يغيرون دينامية المزاوجة
ويسهل على الشبان الصوماليين الذين عاشوا في بلاد المهجر إيجاد زوجات أكثر من نظرائهم الذين بقوا في الصومال. فيعطي المغتربون العائدون إلى البلاد انطباعاً بأنهم ناجحون، الأمر الذي يمنحهم أفضلية في نظر العرائس التي تسعى عائلاتهن إلى رفع قيمة المهر.
وفي هذا السياق، أوضح ليبان فارح، 27 عاماً ويعمل في متجر للمعدات الإلكترونية في سوق باكارا، أن هذا الواقع خلق منافسة حادة بين العزاب في مقديشو. وأضاف أن المبالغ الضخمة التي ينفقها المغتربون على حفلات الزفاف تسببت بموجة من الاستياء في صفوف الرجال الذين لم يتركوا البلاد.
وذكر لصباحي أن "زواج المغتربين أثر علينا بشكل كبير، فعندما تعلم النساء أن امرأة أخرى تزوجت بمبلغ 20 ألف دولار، يردن حتماً الزواج من رجل من المغتربين. وأُجبرنا على إخبار النساء بأننا آتون من بلاد المهجر مع أننا لم نترك البلاد يوماً".
وبدورها، شرحت أناب ياسين التي تبلغ من العمر 25 عاماً وهي من سكان منطقة حمروين ودرست إدارة الأعمال في جامعة سيماد، أنه من الطبيعي بالنسبة للنساء الراغبات بالزواج أن يسعين وراء الرجال الذين لديهم الإمكانيات المادية لتحقيق أمنياتهن وإعالة العائلة.
وأضافت أن الرجال العزاب القادمين من الخارج يُعتبرون شركاء محتملين جيدين نظراً لجديتهم في إيجاد زوجة ولإمكاناتهم المادية. أما في ما يتعلق بالعزاب المحليين، فهم يفتقرون إلى الجوهر.
وأوضحت "أعني أن كل عازب في مقديشو يريد أن يفوز بقلب امرأة ببساطة عبر إخبارها القصص والدعابات".
وعبّرت ياسين عن ثقتها بأن النساء اللواتي يجرين مفاوضات لكسب مهر ذي قيمة عالية في عقد زواجهن، يحمين أنفسهن في حال جرى طلاق.
وقالت "إن دفع الصوماليين مهراً عالياً للعروس ليس بفكرة جديدة"، مضيفة أن المطالبة بالتزام مادي أكبر لعقد الزواج تساعد في تشجيع الأزواج على حل المشاكل التي قد تواجههم في وقت لاحق.
وتابعت قائلةً "من حق كل امرأة أن تختار. نشكر الله على وجود خيار بديل غير الرجال الذين يفتقرون إلى المال والذين يتزوجون النساء بسهولة ويطلقونهن بسهولة أيضاً".
الصباحي