حذرت مصالح الأمن في دول المغرب العربي والساحل وجنوب أوروبا من عمليات إرهابية شديدة الدموية، قد يفوق حجمها حجم عملية تيڤنتورين، بعد الإعلان عن ميلاد تنظيم ”المرابطون” الإرهابي.
وأشارت تقارير أمنية إلى أن مساعي تجري لضم فرع ”القاعدة في بلاد المغرب في الساحل” وحركة ”أنصار الدين” بمعية الكتائب الإرهابية التي تنشط في تونس للمنظمة الجديدة.
قالت نشرات أمنية تم تداولها في عدة دول منها الجزائر إن الإرهابيين في تنظيم ”المرابطون” الذي أسس بعد اندماج كتيبة ”الملثمون” وحركة ”التوحيد والجهاد” في غرب إفريقيا، يحضرون لعملية إرهابية كبرى ضد هدف مهم في الدول التي تعتبرها الجماعات التكفيرية هدفا مشروعا لها، وهي دول الميدان الأربع، وأهداف غربية في تونس والمغرب وليبيا وصولا إلى مصر.
وقالت مصادر أمنية رفيعة إن الإعلان عن ميلاد الحركة الجديدة يعد بمثابة إشارة انطلاق لبعض الخلايا النائمة والعناصر الإرهابية التي تتحرك في الصحراء لتنفيذ عمليات تم الاتفاق عليها سلفا بين قيادات ”التوحيد والجهاد” و”الملثمون”، تماما كما وقع قبل 8 أشهر عند الإعلان عن تأسيس كتيبة ”الموقعون بالدماء”، حيث لم تنقض سوى أسابيع قليلة حتى وقعت عملية تيڤنتورين في الجزائر.
وتشير مصادر أمنية إلى أن القائد الفعلي لهذه الجماعة الإرهابية الجديدة يبقى مختار بلمختار، رغم إعلانه التنحي عن الإمارة شكليا، حيث يبحث مؤسس الجماعات السلفية الجهادية في الساحل عن الابتعاد عن الأضواء، وهدفه هو الإفلات من العمليات السرية والعلنية العسكرية التي تشنها أجهزة أمن غربية ومحلية للوصول إليه. كما يرغب مختار بلمختار في تسهيل انضمام عناصر تنظيم القاعدة التابعين لكتائب الصحراء، بعد أن يتنحى هو وكل المنشقين عن ”القاعدة” من قيادة المنظمة الجديدة. وأشارت ذات المصادر إلى أن ميلاد حركة ”المرابطون” يهدف للحصول على ولاء الإرهابيين في تونس وليبيا والخلايا النائمة في المغرب والنشطين في مصر، من أجل خلق تنظيم دولي كبير، وهو ما عبر عنه بيان ”المرابطون” من أنه مجال نشاطه من ”النيل إلى المحيط ”. ويعد الهدف الأول لهذه المنظمة، حسب ذات المصادر، هو ضم فرع تنظيم ”القاعدة في الساحل” والإرهابيين في تونس وليبيا. وقد أشارت مصادر أمنية إلى أن إرهابيين تونسيين حضروا بيعة الأمير الجديد، الذي يرغب قادة التنظيم في الإبقاء على هويته سرا، لكن يعتقد أنه قيادي مهم في تنظيم القاعدة الدولي. وأشارت معلومات متداولة على نطاق ضيق إلى وجود مساع حثيثة لضم الجهاديين في تونس إلى الحركة الجديدة.
وربط متابعون للشأن الأمني في الساحل الإعلان عن تأسيس الكيان الجديد بعدة تطورات إقليمية ودولية، أهمها التحركات في تونس وليبيا والوضع الجديد في مصر، وهو ما يعني أن المنظمة الجديدة سيكون لها دور ما في الأحداث في مناطق خارج النطاق الجغرافي المعروف بالنسبة للساحل والمغرب العربي، وتقع إلى الشرق من ميدان النشاط التقليدي لـ ”القاعدة في بلاد المغرب” و”الجماعة السلفية”، وهو ما أكده بيان تأسيس ”المرابطون” الذي قال صراحة: ”يعلن إخوانكم في جماعة ”الملثمون” وجماعة ”التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا” عن اجتماعهم وتوحدهم في جماعة واحدة، أسموها ”المرابطون”، تمهيدا وسعيا لجمع كلمة المسلمين في مشروع واحد، من النيل إلى المحيط”.
وتشير مصادرنا إلى أن الجماعات الإرهابية في شمال مالي تعلمت من درس العملية العسكرية الفرنسية ”القط البري”، التي ورغم أنها لم تحقق نتائج مهمة في مجال القضاء على قيادات الجماعات السلفية الجهادية، إلا أنها انتهت بأقل الخسائر الممكنة في صفوف القوات التي نفذت العملية. ويعود أحد أهم أسباب نجاح العملية العسكرية الفرنسية في طرد آلاف المسلحين التابعين لـ4 منظمات مسلحة جيدا، هي ”التوحيد والجهاد” و”الملثمون” و”أنصار الدين” و”القاعدة”، إلى أن المنظمات الأربع، رغم دخول كل من ”أنصار الدين” و”التوحيد والجهاد” و”الملثمون” تحت لواء مجلس شورى المجاهدين، كانت بلا رأس وافتقرت لقيادة موحدة تضبط أداءها العسكري والأمني في الميدان، وهو ما تم الاتفاق عليه مؤخرا أثناء تأسيس ”المرابطون”.
الخبر