سجلت مختلف مصالح استعجالات طب الأطفال لمستشفى بني مسوس ومصطفى باشا وكذا عيادة بئر طرارية، اكتظاظا غير معهود منذ أيام، والسبب راجع إلى فيروس له علاقة مباشرة بفصل الصيف يسبب حالات من الحمى والإسهال وسط الأطفال على وجه الخصوص، مثلما أكده لنا مختصون في الصحة.
من مصلحة استعجالات الأطفال لمستشفى بني مسوس ونظيرتها بمستشفى مصطفى باشا الجامعي وكذا عيادة بئر طرارية، كان الانطباع واحدا حيث وقفنا خلال جولتنا الاستطلاعية لهذه المؤسسات على الاكتظاظ الملحوظ الذي ميز قاعات الانتظار، إذ يكفي أن تطأ أقدامك باب تلك القاعات ليقابلك صراخ صغار من مختلف الأعمار، ومن بينهم حتى حديثو الولادة، حيث قابلنا باستعجالات أطفال مستشفى بني مسوس امرأة في مقتبل العمر لم يمر على وضع حملها سوى 3 أيام، كانت رفقة رضيعها الذي أصابته حمى لم تتمكّن من تخفيضها رغم لجوئها لكل وسائل العلاج.
ونفس المشكلة الصحية طرحها العديد من الآباء الذين اصطحبوا صغارهم للمصلحة، والذين أكدوا لنا أن ما أقلقهم هو تواصل ارتفاع درجات حرارة الصغار مع الإسهال الحاد، ما تسبب في إصابتهم بشبه غيبوبة، وهي نفس الأعراض التي ظهرت لدى عدد من الأطفال الذين استقبلتهم منذ أيام مصلحة استعجالات الأطفال لمستشفى مصطفى باشا. وعن هذه الحالات أكد لنا اختصاصي طب أطفال أن الأمر يتعلق بحالات وبائية تسببت فيها مئات الفيروسات المنتشرة في الهواء، مضيفا أنها أمور عادية ذات علاقة بفصل الصيف، وأنه مثلما نشهد انتشار فيروس الزكام في فصل الشتاء، نقف على الإسهال المرفوق بالحمى المرتفعة خلال الصيف.
من جهتها أكدت لنا الدكتورة بقاط رئيسة مصلحة استعجالات الأطفال لمستشفى بني مسوس، أن الأمر يتعلق بوباء نشهده كل صائفة، لتحذّر في ذات السياق الأمهات من مضاعفات الإسهال التي قد تتسبب في موت الصغير بسبب جفاف جسمه، داعية كل أم أن تزوّد صغيرها بأملاح إعادة التمييه بمجرّد حدوث أول إسهال، حيث قالت “نقابل يوميا حالات جفاف كان بالإمكان تفاديها، وقد يستدعي الأمر الاحتفاظ بالطفل في المستشفى لفترة قصد مراقبة حالته، وقد يتطلب الأمر حقنه لساعات طوال”.
وبعيادة بئر طرارية وقفنا أمس على العدد الكبير لصغار مرضى اصطحبهم آولياؤهم بسبب ارتفاع الحمى لديهم، حيث امتلأت قاعة الاستقبال الكبيرة عن آخرها، حتى أن تذاكر الفحص التي كانت توزّع على المرضى لتحدد دور كل واحد كانت قد نفدت، وهو ما تسبب في استياء الطاقم شبه الطبي الذي عبّر لنا أحدهم عن سخطه من الوضع قائلا “أتعجّب فيمن يقصد عيادة بئر طرارية قادما من أقصى العاصمة وولايات مجاورة، رغم توفر مصالح لطب الأطفال قريبة منهم”، مضيفا أن العدد الكبير من المرضى يحول دون إتقان معاينة المريض. وعن الحالات التي استقبلوها هذه الأيام، أكدت لنا الدكتورة خلفات رئيسة مصلحة الاستعجالات ببئر طرارية أنها متعددة: بدءا بالإسهال المتكرر وكذا التسمم الذي عادة ما يحدث في الأفراح، ليشير عون شبه طبي إلى حالة العائلة المكونة من 5 أطفال قصدوا أمس العيادة لتسمم أصابهم، بسبب وجبة خفيفة تناولوها بأحد مطاعم الجزائر العاصمة.
الخبر