تظاهر شباب من القوى السياسية المصرية أمام مقر السفارة التركية بالقاهرة، منددين بالتدخل التركي في شؤون بلادهم. وأكد مراقبون أن النظام الجديد في مصر عازم على التحالف مع دول اخرى مؤثرة في المنطقة بعد توتر العلاقات مع واشنطن.
واتهم المحتجون، انقرة بالوقوف بجانب جماعة الاخوان المسلمين وتعبئة الرأي العام العالمي ضد ما يجري في مصر، مطالبين السلطة الحاكمة بقطع العلاقات مع الدول التي لم تعترف بالوضع الجديد بعد الثلاثين من يونيو.
ودعا احد المحتجين في تصريح لمراسل قناة العالم، رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان الى عدم التدخل في الشأن المصري، وقال: ان مصر اكبر من تركيا واكبر من اي احد، والشعب قادر على السيطرة على الوضع الداخلي بكل اشكاله، ومصر دولة ليست صغيرة وتعرف بالضبط كيف تتصرف.
وقال آخر لمراسل العالم: ان الدعوة لقطع العلاقات تعتبر خطوة اخيرة بسبب التدخلات التركية، داعياً انقرة الى اعادة النظر في سياستها الخارجية مع مصر.
ورأى مراقبون، ان العلاقات الخارجية بين مصر وبعض الدول الاوروبية والافريقية وحتى العربية والتي كانت حليف الامس في حاجة الى مراجعة من كلا الطرفين، بل واكدوا ان النظام الجديد قد يلجأ الى حليف آخر بعد ان توترت العلاقات بين القاهرة وواشنطن.
وقال أيمن سمير رئيس تحرير مجلة السياسة المصرية لمراسل العالم: ان هناك اعتقاداً مصرياً ان ما يحدث في منطقة الشرق الاوسط يتعلق بمشكلة اميركا مع الصين، وان لجوء مصر الى الصين وروسيا قد يكون بديلاً، ورأى ان الدولة المصرية لم تحسم امرها بعد في التوجه شرقاً نحو الصين ونحو روسيا، لكنها تنتظر في حال قررت الولايات المتحدة الاميركية اعتبار ما حدث في مصر انقلاباً عسكرياً.
وفي ظل تمسك كل طرف من اطراف الصراع السياسي في مصر بموقفه فان المساعي الدولية الرامية لحل الازمة تبقى عاجزة امام حالة الصراع السياسي الحاد في مصر.
ويعتبر الانقسام الحاد في ردود الافعال تجاه بعض الدول ازاء ما يجري في مصر، انقسام تتزايد معه حدة الاحتقان السياسي والشعبي ما بين مؤيد ومعارض لمجريات الامور بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي.
العالم