تتضافر الجهود في المناطق الخمس في جالجادود بهدف منع الأهالي من قطع الأشجار بصورة عشوائية لغايات صنع الفحم النباتي، وهي ممارسة تهدد بتحويل الطبيعة الخضراء إلى صحراء جرداء.
ولهذه الغاية، عمدت إدارات مناطق كل من أبودواك وهرالي وهنابور وغوري إيل وطوسماريب إلى تشكيل وحدة جديدة لمكافحة إنتاج الفحم النباتي ووضع عقوبات على عدم التقيُّد بالمنع، طبقاً لما صرح به مفوض منطقة هنابور، عيديد ضغجون، لصباحي.
وقال ضغجون "سوف نقوم بمكافحة صانعي الفحم النباتي... وستتولى قوة خاصة القيام بهذا العمل".
وأوضح المفوض بأن العمليات الجديدة ستتم في إطار اتفاقية تم التوقيع عليها من قبل المناطق الخمس في شباط/فبراير بغية التصدي بصورة مشتركة لعملية زوال الغابات التي يتسبب بها إنتاج الفحم النباتي. وقد وضعت المناطق في الآونة الاخيرة التفاصيل النهائية لتلك الاتفاقية التي تبيّن الطريقة التي سيتم بها تنفيذ العمليات والعقوبات التي سيتم إيقاعها بالمخالفين.
وبموجب هذه الاتفاقية، كل من يتم ضبطه ضمن نطاق سلطات المناطق القانونية متلبساً بقطع الأشجار لغايات صنع الفحم النباتي سيواجه عقوبة السجن مدة ستة أشهر ودفع غرامة مالية قيمتها 300 دولار، حسب ضغجون.
وقال مفوض منطقة هرالي، بشير ضاهر يوسف، إنه سيتم إيقاع عقوبات بحق سائقي الشاحنات الذين يقومون بنقل الفحم، حيث سيتم بموجب الاتفاقية مصادرة المركبة فيما سيواجه السائقون ومعاونيهم ومالكو الشاحنات عقوبة السجن وغرامات قد تصل إلى 1000 دولار.
وقال يوسف لصباحي إن المناطق اتفقت على التعاون على صعيد هذه القضية لأن إزالة الأشجار تشكل تهديداً مستمراً.
وأوضح يوسف بأن حكومات المناطق أضعف من أن تحارب هذه المشكلة فرادى وهي بالتالي أصبحت الآن أقوى باتخاذها هذا الإجراء الجماعي مشيراً إلى أن الوحدة الجديدة ستعمل تحت إمرة ميليشيا أهل السنة والجماعة.
إزالة الأشجار تهدد مصادر الرزق
تقع منطقة جالجادود وسط الصومال ويعتمد سكانها بصورة أساسية على تربية الماشية – خاصة تربية الجمال والماعز- في كسب قوتهم.
وذكر بعض السكان لصباحي إنهم يخشون من فقدان مواشيهم ومن ثم الوقوع في براثن الفقر إذا ما استمرت عملية إزالة الأشجار.
وقال فاري عمر، 45 عاماً، وهو من أعيان القبائل ويعيش في طوسماريب ومن الموقعين على الاتفاقية، إن "صانعي الفحم النباتي يقطعون الأشجار الكبيرة والصغيرة على حد سواء الأمر الذي سيحول المنطقة في النهاية إلى صحراء".
وأضاف بأن قطع الأشجار يهدد أمن المنطقة فضلاً عن أنه يقود إلى التصحر.
وأوضح بأن الاشتباكات التي تقع بين رعاة الماشية الذين يعارضون قطع الأشجار والعصابات التي تقوم بقطع الأشجار لأغراض تصنيع الفحم قد تتسبب في مقتل أشخاص كما أنها تؤدي أحياناً إلى نزاعات قبلية.
وقد حاولت إدارة منطقة طوسماريب وأهالي المنطقة –والكلام لعمر- طيلة أشهر منع صانعي الفحم من قطع الأشجار إلا أن هؤلاء يواصلون قطعها.
وقال عمر إن "العمل الذي تبنته المناطق من أجل وقف قطع الأشجار أدى إلى انخفاض في عملية قطع الأشجار إلا أنه لم ينجح في إيقافها تماماً".
ولكي تفلح الجهود المشتركة للمناطق في عملها يجب على المسؤولين إطلاق حملة توعية عامة إلى جانب خلق فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة، حسب عمر الذي نوّه إلى وجوب أن تقدم وكالات الإغاثة الدولية المساعدة في هذا الصدد.
وبدلاً من قطع الأشجار في سبيل كسب العيش، اقترح ضغجون أنه يمكن حتى لمصنعي الفحم النباتي أن يحصلوا على رواتب شهرية من خلال الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة الصومالية
الصباحي