حذر مسؤولون أمنيون من احتمال تخطيط حركة الشباب لهجمات إرهابية تُنفذ في ذكرى مرور سنة على اغتيال رجل الدين المتشدد عبود روغو محمد.
وطالب المسؤولون الأمنيون في كينيا المواطنين باتخاذ الحيطة والحذر، قائلين إن الحركة المتشددة الصومالية قد تخطط لاستهداف مدينة مومباسا الساحلية حيث كان رجل الدين يلقي خطبه وحيث قُتل بعد أن تعرض لإطلاق نار من سيارة مرت بقربه في 27 آب/أغسطس 2012.
وعززت السلطات الإجراءات الأمنية بعد تلقي تقارير استخبارية تفيد بأن ما لا يقل عن خمسة من مقاتلي الشباب عبروا من الصومال إلى كينيا، حسبما ذكر قائد شرطة المنطقة الساحلية آغري أدولي في حديث لصباحي.
وقال أدولي إن هذه العناصر "دخلت مومباسا في 18 آب/أغسطس أو قرابة هذا التاريخ ومن المتوقع أن تجتمع بآخرين في مومباسا لتنفيذ الهجمات. وعلى الكينيين أن يكونوا مدركين لنوايا الجماعة الشريرة أثناء أدائهم نشاطاتهم اليومية الروتينية".
وأضاف "لدينا أهداف محددة يراقبها المقاتلون، بما في ذلك الفنادق والكنائس ومراكز الشرطة والعناصر الأمنية. لن نسمي هذه المواقع ولكننا نشرنا عناصر الأمن في الأماكن المستهدفة وعززنا الدوريات الأمنية لإحباط المخططات".
وتابع قائلاً إن رجلي دين اثنين على الأقل هما تحت مراقبة الشرطة، إذ تشير التقارير الأمنية إلى احتمال أن يكونا منسقين للهجمات المخطط لها.
وشدد قائد الشرطة على ضرورة أن يبقى المواطنون الكينيون في المدن الأخرى متيقظين أيضاً لأي علامات تشير إلى مخططات إرهابية، بالرغم من أن التقارير تُظهر استهداف الشباب لمومباسا.
مرور سنة على اغتيال روغو
وجّه المسؤولون التحذير لسكان مومباسا قبل أيام من تاريخ ذكرى السنة لاغتيال روغو.
يُذكر أن اسم روغو كان مدرجاً على لائحة جزاءات وضعها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك نظراً لارتباطه المزعوم بحركة الشباب وبجماعة الهجرة الكينية التي تُعرف أيضاً باسم مركز الشباب المسلم. وقد أثارت عملية اغتياله موجة أعمال شغب في مومباسا أدت إلى دمار محال تجارية وحرق كنائس.
وبعد أعمال الشغب هذه، شكلت الحكومة الكينية فريق عمل يرأسه نائب المدعي العام جيكوب أونداري للتحقيق في قضية اغتيال روغو. وقد أعلن أونداري يوم الاثنين، 26 آب/أغسطس، أن فريق العمل لم يتمكن من تحديد هوية منفذي عملية اغتيال روغو.
وفي هذا الإطار، أشار قائد شرطة مقاطعة مومباسا، روبرت كيتور، في حديث لصباحي إلى احتمال أن يتم تنفيذ المخطط الأخير بالتزامن مع ذكرى مقتل روغو.
وقال "إننا ندرك أن الشباب تستهدف مقرات الهيئات المحلية والدولية التي تضم الكثير من الناس". ودعا المجتمع إلى التعاون مع الشرطة للمساعدة في إحباط مخططات الحركة.
ومن المتوقع أن يحضر الرئيس أوهورو كينياتا حفل افتتاح مرفأ مومباسا وأن يرعى معرض مومباسا الدولي الذي يعنى بمجال الزراعة والذي سيمتد بين 28 آب/أغسطس والأول من أيلول/سبتمبر.
وذكر مفوض مقاطعة مومباسا، نلسون مروا، أن الحكومة لن تسمح للمقاتلين بتعطيل السلام الذي ينعم به السكان منذ فترة.
وأوضح "لم نشهد أي هجمات منذ حوالي ثلاثة أشهر. وخلال هذه الفترة، تمكنا من إحباط العديد من الهجمات الإرهابية التي كان مخطط لها واعتقلنا العديد من المشتبه بهم، وقد تم ذلك جزئياً بفضل تعاون المجتمع". وأضاف أن السلطات ستستمر في ملاحقة كل من يسعى إلى زرع الفوضى.
في هذه الأثناء، عززت الفنادق التدابير التي تتبعها عند استقبال الزوار، وفق ما ذكر برنارد أكاما البالغ من العمر 25 عاماً وهو حارس أمن شخصي في مومباسا.
وقال لصباحي "لقد خصصنا مكاناً للتدقيق بعيداً عن مدخل [الفندق]. ويؤمن حمايتنا عنصر أمني مسلح واحد على الأقل. وإن رؤية أسلحة في ردهة الفندق ليست بالمشهد الجيد ولكنها ضرورية لضمان سلامة الجميع".
وبدوره، قال عبدالله محمد جامع وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 25 عاما ويقيم في مومباسا، في حديث لصباحي إنه لاحظ انتشاراً أكبر للعناصر الأمنية خلال الأشهر الماضية.
وأضاف أن "تواجدهم في الشوارع يُشعرنا بالأمان. وهم لطفاء أيضاً إذ يتحدثون إلينا ويسألوننا إذا ما كنا نواجه أي مشاكل أمنية".
الصباحي