يشهد القطاع الزراعي في أنحاء مختلفة من منطقة شابيلي السفلى بالصومال انتعاشا كبيرا بعد عودة السكان إلى المنطقة المحررة من حركة الشباب.
وعلى مدى سنوات، فرضت الحركة ضرائب كبيرة على مزروعات السكان وصادرت كميات من محاصيلهم وهددت المزارعين الذين لم يتمكنوا من تسديد الضرائب.
وقال حسن مودي، 44 عاما، وهو مزارع في منطقة جانالي، "اعتادت حركة الشباب أخذ المال منا بطريقة غير قانونية خلال سيطرتها على المنطقة"، مضيفا أن عناصرها أجبروه ومزارعين آخرين بدفع 300 دولار شهريا حين كانوا متواجدين هناك.
وقال لصباحي، "لم يصغوا إلينا حين كنا نقول لهم إننا غير قادرين على تسديد المال وأرهبونا لدفع المال. كانوا يطالبوننا بالمال حتى حين كان الموسم سيئا".
وكان مودي قد ترك مزرعته في أيار/مايو هربا من حكم الشباب وعاد إليها في حزيران/يونيو الماضي بعد أن طردت القوات الصومالية وقوات الاتحاد الافريقي في الصومال (أميصوم) مقاتلي الحركة من معظم أنحاء المنطقة.
وقال مودي، "عدت إلى مزرعتي حين تأكدت من أن حركة الشباب هزمت في منطقة جانالي. نحن كمزارعين لطالما اعتمدنا على توفير الطعام من محاصيلنا. وبفضل الله تعالى نستطيع الآن زرع أرضنا من دون التعرض للاضطهاد من أحد".
من ناحية أخرى، قال عبد الفتاح موسى غوري، 32 عاما وأحد المزارعين في بلدة باعور الواقعة قرب أفغوي لصباحي إن حركة الشباب كانت تقوم بين الحين والآخر بمصادرة ثلث محاصيل المزارعين.
وأضاف غوري، "كان مقاتلو الحركة يراقبون مزارعنا عن كثب كما لو أنهم استثمروا فيها. وقد مارسوا أعمال أثارت في نفوسنا الرهبة مما اضطر البعض وأنا منهم بترك أرضنا".
وأوضح أن الشباب كانت تستخدم المحاصيل التي تستولي عليها لتوفير الطعام لمقاتليها. أما هو، فقد ترك مزرعته في العام 2011 وعاد إليها عام 2012 حين تم تحرير أفغوي من قبضة الجماعة المتشددة.
ولفت غوري في حديثه إلى الظروف القاسية التي عاناها المزارعون قائلا، "مررنا بأيام لم نحصل على أي ربح من مزارعنا بسبب الشباب. لكنني اليوم آمل خيرا لا سيما وأن الحركة وأعمال الابتزاز التي كانت تمارسها انتهت".
جيجو ضاهر، 41 عاما، وهي إحدى المزارعات المحليات أيضا، أشارت إلى أن المزارع في كوريولي حيث كانت حركة الشباب تفرض ضرائب غير قانونية على سكانها، تشهد اليوم اقبالا أكبر على حراثة الأراضي وزراعتها.
وأضافت، "أصبح من العادي تحت حكم الشباب في كوريولي دفع الضرائب غير القانونية وكانت الحركة تحدد مبلغا مختلفا كل مرة".
وتابعت لصباحي، "ففي شهر واحد كان يمكن لأحد عناصر الحركة اقتحام المزرعة ثلاث مرات أو أكثر وطلب مبلغ 200 دولار يقولون إنها لأغراص الجهاد. حين وجدنا أنهم يتصرفون كعصابة شوارع توقفنا عن الزرع، أما الآن فما عدنا نقلق من شيء".
ومراعاة لأوضاع المزارعين أكد مفوض منطقة جانالي، محمد إدريس لصباحي، إن إدارة شابيلي السفلى لا تنوي فرض ضرائب على المزارعين حتى يتعافوا من الخسائر التي ألحقتها بهم الحركة.
وقال، "لا نفرض ضرائب على المزارعين لكننا نريدهم أن يمتثلوا للقانون حين نقرر جمع الضرائب بهدف تحسين الوضع الأمني".
وتوجه إدريس بعرفان الجميل لقوات الأميصوم لدورها في حماية المنطقة، لكنه أكد أن إدارته ما زالت بحاجة إلى مساعدة المجتمع الدولي لتحقيق المكاسب الأمنية ضد الشباب.
الصباحي