شيعت جثث الوزراء الصوماليين الثلاثة الذين قضوا في تفجير حفل الخريجين بفندق شامو الخميس بعد حفل تأبين في مستشفى المدينة حضره الرئيس شريف شيخ أحمد ورئيس الحكومة عمر شرماركي وسط إجراءات أمنية مشددة.وفي كلمة أمام جثث الوزراء التي لفت بالعلم الصومالي كرر أحمد اتهامه لجهات خارجية بالوقوف وراء التفجير. وقال "هذا العمل ليس صنيعا صوماليا".وأضاف أنه "نتيجة فكرة مستوردة لتدمير الصومال ومنع شعبه من التمتع بالاستقرار والسلام وامتلاك حكومة خاصة بهم". وشدد على التزام حكومته بجعل حلم الصوماليين حقيقة، مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال "لن تمنعنا عن مواصلة ما بدأناه".
وزير الأمن
غير أن وزير الأمن في الحكومة الانتقالية عبد الله محمد علي اتهم حركة شباب المجاهدين بالمسؤولية عن تفجير مقديشو رافضا نفي الحركة لمسؤوليتها عن الهجوم. وقال محمد علي إن الحركة نفت مسؤوليتها "لأن الهجوم أغضب صوماليين كثر"، مضيفا أن التحقيق يتواصل لمعرفة دوافع مدبري التفجير. وشدد على أن الحكومة تعرف أن ذلك من تدبير تنظيم القاعدة عبر ما أسماه وكلاءها في الصومال شباب المجاهدين.
وكان مهاجم انتحاري متخفّ بزي امرأة قد فجر نفسه في حفل تخريج طلبة طب وهندسة من جامعة بنادر داخل قاعة في فندق شامو بمقديشو مما أدى إلى قتل 22 شخصا معظمهم خريجون وإصابة نحو ستين.وقتل في الانفجار وزيرة الصحة قمر عدن علي ووزير التعليم العالي إبراهيم حسن عدو ووزير التعليم أحمد عبد الله ، وأصيب وزير الشباب والرياضة سليمان روبلي بإصابات خطيرة.وكان المتحدث باسم الشباب محمود راغي قد دان في تصريح للصحفيين مساء الخميس الهجوم الذي أوقع نحو ستين جريحا، واتهم جهات داخل الحكومة الصومالية بالوقوف وراءه، وقال "نعتقد أنه مؤامرة من الحكومة نفسها وليس من طبيعة الشباب أن تستهدف الأبرياء".
ونقل مراسل الجزيرة في مقديشو جامع نور أحمد عن متحدث آخر باسم حركة الشباب هو علي ديري قوله إن التفجير يأتي في سياق سلسلة العمليات العدائية ضد الشعب الصومالي.وبشأن الجهات المقصودة داخل الحكومة التي حملتها حركة الشباب المسؤولية، أشار المراسل إلى أن المتحدث ربما كان يشير إلى قائد الشرطة في الحكومة الانتقالية عبدي قايدي، حيث تظاهر أنصاره قرب المنطقة التي وقع فيها الانفجار تأييدا له.وجاء ذلك بعد تسريبات عن عزم الرئيس الصومالي إعفاءه من منصبه، وأوضح أن الانفجار وقع بعدما دخل أنصار قايدي قاعة الحفل وغادروها، لكن المراسل أشار إلى أن هذه الاتهامات لم تثبت بالدليل.
ونقل المراسل تساؤلات تدور في الشارع الصومالي عقب الانفجار عن جدوى مهمة قوات حفظ السلام الأفريقية، التي وقع في منطقتها الهجوم، إذا كان الوزراء مهددين، وهل مسؤولية تلك القوات هي حماية الرئيس ورئيس الوزراء فقط دون الوزراء.ولاحظ المحلل الصومالي المقيم في نيروبي كمال ظاهر أن نفي الشباب كان متأخرا نسبيا. وأضاف "أعتقد أن قادة الشباب ظلوا مجتمعين لساعات بعد الانفجار لصياغة ما سيفعلونه". وقال "نحن جميعا مقتنعون بأن طبيعة التفجير والتكتيكات المستخدمة مشابهة لتلك المستخدمة في الهجمات السابقة للجماعة".ومضى المحلل الصومالي قائلا "إن الشباب المجاهدين أدركوا أن التفجير سيؤدي إلى انقلاب الجمهور عليهم ومن ثم أنكروا مسؤوليتهم للحفاظ على التأييد القليل الذي يتمتعون به".
ردود
وتواصلت السبت الردود على تفجير فندق شامو حيث اتهم مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالصومال أحمدو ولد عبد الله بدوره شباب المجاهدين بالوقوف وراءه.وقال خلال اتصال هاتفي من العاصمة اليابانية طوكيو "أعتقد أنه أمر غير متصور الإيحاء الآن بأن من يقف وراء هذا القتل ليس نفس الجماعة التي قتلت وزير الأمن ونفس الجماعة التي هاجمت قوات حفظ السلام والتي رجمت نساء وأطفالا حتى الموت".