أخذت تداعيات إعلان التلفزيون الرسمي الليبي عند الساعة الثانية من صباح الخميس 26 /11 باعتباره أول أيام عيد الأضحى المبارك الموافق وقوف الحجيج بعرفة تتدحرج ككرة ثلج تكبر شيئا فشيئا بدءا من خلو المساجد من مصليها صبيحة العيد المفترض ومرورا بإقامة صلاة العيد صبيحة الجمعة 27 /11، وانتهاء بقرار فصل المشايخ الذين أموا الناس ذلك اليوم.
ويصر المشايخ أن الهيئة العامة للأوقاف وشئون الزكاة أصدرته التي نفت بدورها في بيان صدر باسم أمينها إبراهيم عبد السلام الثلاثاء 1 /12 ، وهو ما دفع بالمشايخ " المتضررين" بمخاطبة نجل القذافي (سيف الإسلام) ووضعه في صورة ما حدث صبيحة الأربعاء .
وجاءت استجابة سيف الإسلام القذافي سريعة وحاسمة لصالح المشايخ وهو ما أكده لصحيفة " ليبيا اليوم " في اتصال هاتفي أمين الهيئة العامة للأوقاف وشئون الزكاة إبراهيم عبد السلام إبراهيم جاء فيه :" أبلغني الدكتور سيف الإسلام رئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية هذا المساء بأنه قد استلم رسالة الأخوة الوعاظ والأئمة والمشايخ في منطقة بنغازي بخصوص موضوع الصلاة يوم عيد الأضحى المبارك وقد أكدت له ما جاء في بيان الهيئة العامة للأوقاف السابق بأن موضوع فصل أي من الأخوة الوعاظ والأئمة والمشايخ غير صحيح لأن ذلك إجراء تختص به الهيئة العامة للأوقاف وليس مكاتبها في الشعبيات" .
وفي إشارة لامتعاض سيف الإسلام مما حدث في حق المشايخ قال عبد السلام :" أخبرته أنه ليس هنالك ضرورة لأي إزعاج أو سوء فهم لأننا في الهيئة العامة للأوقاف نتابع الأمر عن قرب ولا نسمح بظلم أي كان وأكدت له حرص الهيئة على احترام كل الأخوة الأئمة والوعاظ و المشايخ المتعاونين معها والعاملين فيها وأنها لن تسمح بأن تٌساء معاملة أي منهم مهما كانت المبررات".
واختتم قائلا :" أود أن أشكر الدكتور سيف الإسلام على متابعته القريبة والدقيقة لعمل الهيئة العامة للأوقاف على مستوى الجماهيرية العظمى مما يدل على حرصه الشديد على دورها في خدمة المجتمع الليبي المسلم ".
لكن لمشايخ مدينة بنغازي الذي وقعوا على رسالة المناشدة لنجل القذافي (سيف الإسلام) رأي آخر ، فالشيخ عبد العظيم الفراوي إمام مسجد بحي رأس عبيدة ببنغازي رد على موقف الأوقاف بالقول :" استنكر موقف الأوقاف وتنصلها من قرار فصلنا، كان الأجدر بها أن تنسب الفضل لأهله وتعترف بالحقيقة أنها تراجعت عن قرارها التعسفي بعد تدخل مباشر من الدكتور سيف الإسلام القذافي الذي نجزل له الشكر لانصافه للمشايخ ووقوفه معهم ".
وعلى ذات المعنى أكد الشيخ عبد الرحمن الدلح إمام جامع غزوة الأحزاب بأرض قريش ببنغازي مضيفا: "نحن لا نكذب ولا نفتري!! لقد تم إبلاغنا بقرار الفصل!! ليعلنوها صراحة لقد تراجعوا عن قرار الفصل بناء على تدخل من الدكتور سيف الإسلام القذافي حفظه الله !! هذا ما حدث !!.
من جهته تحدث الد أسامة الصلابي المتحدث باسم المشايخ الذين تم فصلهم في بنغازي إلى (ليبيا اليوم) قائلا:" الشيوخ لا يفترون ولا يكذبون هم صمام أمان للمجتمع !! الحقيقة أننا توجهنا بخطاب إلى الدكتور سيف الإسلام القذافي نشرح له حقيقة ما جرى مع المشايخ ونضعه في صورة ما حدث صبيحة يوم الجمعة 27 /11 ، وقد تفضل مشكورا بالاطلاع على هذا الخطاب الموقع من قبل المشايخ المتضررين وتدخل لصالحهم ".
وتوجه الصلابي توجه بأجزل الشكر والتقدير لسيف الإسلام القذافي وذلك لـ:"انصافه لأهل العلم والوقوف معهم ضد عقلية الاقصاء التي تعسفت في استعمال سلطاتها"، وناشده التدخل الشخصي: "لصالح إنشاء هيئة شرعية من ثقات العلماء" تتولى الفصل في الأمور الشرعية وتحديد مواقيت العبادات من تحديد بداية شهر رمضان وشوال وذو الحجة وسائر الأشهر القمرية، "وأن يقتصر دور مركز الاستشعار عن بعد على تقديم الحسابات الفلكية دون أن يتدخل في أمر هو من اختصاص علماء الشريعة ".