الصومال

نفى مسؤولون صوماليون محليون ادعاء حركة الشباب بإن العملية الانتحارية التي نفذتها يوم السبت، 19 تشرين الأول/أكتوبر، في سوق مزدحم في بلدوين، قد قتل فيها جنود من قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) وجنود اثيوبيين، مؤكدين أن الاعتداء أودى بحياة مدنيين أبرياء وعناصر من الشرطة المحلية.


وكانت حركة الشباب قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم فور وقوعه، مدعية أنها استهدفت القوات المتحالفة في الصومال.

وقال المتحدث باسم وحدة العمليات العسكرية في حركة الشباب، الشيخ عبد الأسيس أبو مصعب في تسجيل صوتي بث على موقع صوماليميمو، "استهدف الهجوم إثيوبيين وجيبوتيين ومرتدين. كانت المهمة رائعة ونفذت كما خطط لها وأسفرت عن مقتل ما مجموعه 25 [شخصا]، بينهم 13 إثيوبيا وستة جيبوتيين وستة من المرتدين".

وأضاف، "إنهم يقاتلوننا بسبب الدين وقدرتنا على أن نحكم أنفسنا. على الشعب الصومالي عن يدافع عن نفسه".
'حركة الشباب تكذب'

في المقابل، قال النائب الصومالي عن منطقة هيران، ضاهر أمين جيسو، "الشباب هم إرهابيون. الذين فقدوا حياتهم هم مدنيون ولا يختلف هذا الهجوم عن ضربهم السكان بالقنابل في حين كانوا يدعون أنهم قتلوا جنودا حكوميين أو عاملين تحت مظلة الأميصوم".

وأكد لصباحي أن 17 مدنيا قتلوا في الاعتداء وأصيب أكثر من 30 أخرين بجروح بالغة حيث فقد معظمهم رجله أو ذراعه.

وأضاف جيسو الذي كان موجودا في مكان الحادث وساهم في إغاثة الجرحى، أنهم يعملون على نقل المصابين بإصابات بالغة إلى مستشفيات مقديشو، إذ لا تتوفر الإمكانات اللازمة للعناية بهم في مؤسسات بلدوين الطبية.

وتابع، "استجابت الحكومة الصومالية فورا لطلبنا بارسال طائرة لنقل الجرحى المدنيين إلى مستشفيات مقديشو، إذا لا تتوفر في مستشفى منطقة بلدوين الأدوية بشكل كاف. نعمل الأن على فرز المصابين بين من لا يمكن علاجه في بلدوين ومن يمكن له تلقي العلاج فيها".

ونفى جيسو بشدة ادعاء حركة الشباب بأنها قتلت جنودا إثيوبيين.

وأوضح قائلا، "لا يرتاد الجنود الإثيوبيون هذا المكان أو أي جنود أخرين. هذا السوق مخصص للناس الذين يجلبون الحليب من الريف لبيعه وكان يوجد فيه مقاهي لتناول الشاي وشجرة يستظل تحتها الفلاحون عند قدومهم إلى المدينة".

وأضاف، "لذلك فإن حركة الشباب تكذب وهذا أمر معتاد إذ أنها لا تفصح أبدا عن الحقيقة".

من جانبه، قال قائد الشرطة في منطقة هيران، إسحاق علي عبد الله لصباحي، إن القوات الأمنية في المدينة قد وضعت في حالة التأهب القصوى.

وأضاف، "نقوم بتفتيش السيارات والمارة ليلا نهارا ونأمل أن نتمكن [مستقبلا] من إحباط أي اعتداء يستهدف المدنيين"، مؤكدا أن خمسة عناصر من الشرطة الصومالية كانوا خارج الخدمة قد قتلوا في الهجوم.

وتابع، "كانوا خارج الخدمة ويرتدون الملابس العادية. لم يسفر الهجوم عن خسائر أخرى في صفوف العسكريين وما تقوله حركة الشباب عار عن الصحة، إذ لم يقتل في الانفجار لا جنود إثيوبيون ولا جنود جيبوتيون".

وأكد المتحدث باسم القوات الجيبوتية النقيب رشيد هاشي عدم وقوع أي خسائر في صفوف قواته العاملة في الصومال.

وقال لصباحي، "على الرغم من إن مدينة بلدوين تحت سيطرة الوحدة الجيبوتية العاملة ضمن قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، لم نتكبد أي خسائر بشرية في هذا الهجوم".
السكان يتعهدون بالبقاء موحدين

بدوره، أكد محافظ هيران، عبدي فارح لاقانيو، أن الهجوم الانتحاري الذي نفذته حركة الشباب لن يصرف سكان بلدوين عن المضي في طريق التقدم. ووصف الهجوم بالعمل الجبان، داعيا السكان إلى التعاون مع القوات الأمنية.

وقال في مقابلة لإذاعة مقديشو، "هذا الهجوم بغيض، وهم يستهدفون أي مكان ينعم بالسلام. لكننا نعرف أن سكان هيران متحدون، وهم حريصون على مصالحهم ولن يتلهوا عن المضي في طريق السلام والتقدم".

ورحب صاحب محل بقالة في سوق بلدوين، يوسف أحمد (32 عاما)، بكلام المحافظ.

وقال لصباحي، "ما قاله لاقانيو حقيقة أويدها. علينا ألا ندع هذا الهجوم يثبط من عزيمة الناس".

وأضاف، "على الرغم من إن حركة الشباب قد قتلت العديد من المدنيين في منطقتنا، سنبقى كسكان هيران متحدين وسنقف إلى جانب القوات الأمنية "، مضيفا أن الهجوم قد زاد من عزم المواطنين على إنشاء حكومة محلية مستقرة.

من جانبه، قال نائب محافظ هيران، محمد إبراهيم علي، إن على سكان هيران المضي قدما في عملية إنشاء حكومة محلية.

وأضاف لصباحي، "لن تعرقلنا [حركة الشباب]... ولن تثنينا عن المضي في الطريق الصحيح"، مؤكدا تشديد الإجراءات الأمنية.

وقال، "500 عنصر من الجنود الصوماليين مستعدون لتوفير الأمن. وسنتلقى أيضا المساعدة من قوات الأميصوم".

ومع ذلك، أكد أحد المشايخ، عمر ضاهر، أن الهجوم هز سكان بلدوين.

وقال ضاهر لصباحي، "إن حركة الشباب هي كارثة سقطت على رأس الشعب. أدعو المواطنين إلى البقاء موحدين للقضاء على حركة الشباب في هيران. إن هدف [حركة الشباب] هو قتل المدنيين أو جعلهم إرهابيين مثل عناصرها".

وأضاف ضاهر أن المشايخ التقليديين في هيران سيساعدون على منع وقوع هجمات حركة الشباب الإرهابية في المستقبل.
الفكر المتطرف السام

وصفت أمينة مؤمن، 42 عاما، وهي من سكان بلدوين، سماعها بخبر إصابة ابنها البالغ من العمر 16 سنة في الانفجار.

وقالت لصباحي، "كان هذا اليوم الأكثر رعبا في حياتي إذ أتى أصدقاء ابني من الطلاب في المدرسة وقالوا لي أنه بين الجرحى الذين أصيبوا في الانفجار إلى جانب ثلاثة طلاب آخرين".

وأضافت، "توجهت ركضا إلى مستشفى بلدوين حيث وجدته مصابا في كتفه"، وتابعت أنها شعرت براحة عندما أكد لها الأطباء أن الإصابة ليست خطيرة فأخرجت ابنها من المستشفى ونقلته إلى المنزل.

وقالت، "بفضل الله، لم تكن إصابة إبني بالغة مقارنة مع الجرحى في مستشفى بلدوين الذين تمزق جسدهم أربا أربا. كل من يراهم سيشعر بالأسى إلا أن الحالة الأكثر إثارة للصدمة هي وضع فتاة في العشرينات من عمرها إصيبت بجروح بالغة في وجهها. لقد خسرت عينيها وقطع أنفها وتشوه فمها. لا أستطيع حتى أن أصف حالتها".

وختمت قائلة، "أدعو إلى الله أن يصيب حركة الشباب بنفس الألم الذي تسببه للمواطنين".

ودان كل من الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الهجوم.

وقال الرئيس حسن شيخ محمود في بيان يوم السبت، "من نفذ هذا العمل الجبان هم مجموعة من المجرمين غير الملمين بأبسط قواعد الفكر الإسلامي".

وأضاف، "يثبت هذا الهجوم أن حركة الشباب اختارت طريق التطرف فقط بعد خسارتها في المعركة".

من جهته، أعرب رئيس الوزراء، عبدي فارح شردون، عن "الحزن العميق لمقتل أشخاص أبرياء في بلدوين".

وقال، "إن الإرهابيين لا يهزمون إلا أنفسهم عندما يرتكبون هذه الفظائع. لقد فقدوا منذ فترة طويلة كل الدعم الشعبي، إذ اكتشف الصوماليون بأنفسهم كم إن الفكر المتطرف هو سام".

ساهم في إعداد هذا التقرير عبدي معلم من مقديشو وحربي عبد الله من جيبوتي.
الصباحي


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 9:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 5:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 5:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 9:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 9:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 9:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 4:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 4:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 10:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 10:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 7:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 3:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 8:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 6:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 7:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 10:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 5:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 5:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 4:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 4:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 7:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 9:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 9:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 9:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 10:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 10:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 10:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 9:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 6:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 6:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو