أمرت قيادات عسكرية الوحدات الميدانية للجيش والدرك الوطني الموجودة على طول الحدود مع ليبيا، بعدم التعاون أو تبادل المعلومات أو التنسيق الأمني مع كل وحدة عسكرية غير نظامية موجودة على الحدود، بعد سيطرة فصائل وكتائب مسلحة أغلبها غير نظامي على مناطق واسعة من الحدود البرية بين الجزائر وليبيا.
حذرت تقارير أمنية جزائرية من سيطرة كتائب ليبية سلفية متشددة على الحدود البرية بين الجزائر وليبيا، في ظل حالة الفوضى التي تشهدها الحدود. وتسيطر مجموعات مسلحة ليبية لا يخضع أغلبها للسلطة المباشرة للحكومة المركزية على نصف الحدود البرية بين الجزائر وليبيا تقريبا، وأحصت تقارير أمن جزائرية وجود 14 فصيلا مسلحا يسيطر على أجزاء مهمة من الحدود البرية بين الجزائر وليبيا. وقد أرغم هذا الوضع وحدات الجيش والدرك على وقف كل أشكال التعاون والتنسيق الأمني مع الجانب الآخر من الحدود.
وقد فقدت الحكومة المركزية في طرابلس السيطرة فعليا على أغلب الحدود البرية التي تربطها بالجزائر التي يبلغ طولها 982 كلم، وقال مصدر عليم إن كل الوحدات المسلحة التي تنتشر في الحدود البرية مع الجزائر تقول إنها تدين بالولاء للحكومة المركزية لكن بالاسم فقط، حيث لا ترتبط هذه الوحدات بأي رابط مركزي، كما أنها لا تتلقى الأوامر من جهة مركزية واحدة، ولا تتشابه ألبستها وسياراتها ووسائلها القتالية، وهي بالتالي وحدات غير نظامية تورط بعضها في أعمال وأنشطة غير قانونية، مثل تسهيل تسلل مهربي المخدرات والسلاح، بالإضافة إلى ارتباط مجموعات مسلحة بالفكر السلفي. وأضاف المصدر ذاته أن الوضع على الحدود الليبية التونسية لا يختلف كثيرا، حيث تسيطر بعض الفصائل المسلحة الليبية غير النظامية على أجزاء من هذه الحدود خاصة في الجنوب، لكن الوضع بالنسبة للحدود بين ليبيا والنيجر كارثي حيث تغيب سيطرة الدولة المركزية على هذه الحدود وباتت المنطقة ملاذا لمهربي السلاح والمخدرات.
وأفادت تقارير أمنية من الحدود بأن سيطرة الحكومة الليبية على الحدود البرية مع الجزائر تراجعت، بصفة خاصة خلال عام 2013، بشكل كبير بسبب زيادة نفوذ 14 كتيبة مسلحة تتنقل على طول الحدود وتسيطر على بعض نقاط المراقبة التابعة للجيش الليبي. وجاءت تقارير الأمن التي رفعت إلى قيادات أمنية في العاصمة الجزائر وقيادة أركان الجيش، بناء على اعترافات مهربين وإرهابيين موقوفين، بالإضافة إلى شهادات مواطنين جزائريين ولاجئين ليبيين، بالإضافة إلى تقارير الاستطلاع والمراقبة في النقاط المتقدمة، بأن بعض الكتائب المسلحة التي يعود تاريخ إنشائها إلى ثورة 17 فيفري، قد ارتكبت الكثير من التجاوزات، حيث جردت مواطنين جزائريين في عدة مرات من سياراتهم. وتعد كتائب التبو أهم المجموعات المسلحة التي تسيطر على بعض نقاط الحدود، بالإضافة إلى كتائب ثوار غدامس والتوارڤ وكتيبة التولي التي يقودها سجين سلفي سابق يدعى حمزة توايل من سكان زويلة في جنوب ليبيا، وكتائب من مناطق زويلة وبارجوج والقطرون. وحسب نفس المصادر، فقد بلغ عدد هذه المجموعات المسلحة غير النظامية 14 فصيلا، وتكمن المشكلة في كون بعض هذه المجموعات تتنافس فيما بينها، خاصة في ظل النزاع القائم بين بعض مكونات جنوب ليبيا مثل العرب التبو والتوارڤ.
الخبر