الصومال

كانت مريم عثمان تملك محلاً لبيع الذهب في ايلاشا بياها حتى شهر أيار/مايو 2012 عندما اضطرت لإغلاقه والهرب جراء المعارك التي وقعت بين مقاتلي الشباب وقوات الحكومة الصومالية للسيطرة على المنطقة.


ومع أن القوات الحكومية وقوة بعثة الاتحاد الأفريقي (الأميصوم) تمكنت من إخراج عناصر الشباب من ايلاشا بياها خلال الشهر نفسه، يقول العديد من السكان بعد مرور أكثر من سنة على ذلك إنه تعذرت عليهم العودة إلى ديارهم بسبب الوضع الأمني الذي لا يزال متردياً.

وتعيش عثمان التي تبلغ من العمر اليوم خمسين عاما والتي طلبت استعمال اسم مستعار خوفاً من الشباب، في هودان بمقديشو، وتقول إن الوضع ليس مستقراً أبداً ولا يسمح لها بإعادة فتح محلها التجاري.

وأوضحت لصباحي "لا يمكننا العودة لأننا نخشى على حياتنا ذلك أن المعارك يمكن أن تندلع في أي وقت. فعناصر الشباب ليست بعيدة ويمكن أن تشنّ عمليات في أي وقت".

يُذكر أن ايلاشا بياها تقع شمال غرب مقديشو في منطقة لافولي في شابيلي السفلى.

وذكرت عثمان "من المشاكل التي تواجهها تلك المنطقة الكمائن التي تنصبها عناصر الشباب وميليشياتها التي تختبئ بين السكان".

وحصلت مثل هذه الهجمات في 14 تشرين الأول/أكتوبر عندما واجه مقاتلو الشباب الحكومة والقوات الحليفة لساعات طويلة.

وشرح حاكم مقاطعة لافولي، ابراهيم جيدي، لصباحي أن "مجموعة مؤلفة من حوالي 20 عنصراً من الشباب هاجمونا من الجزيرة. تمكنا من الدفاع عن أنفسنا ولم نتضرر ولكننا لا نعرف إذا ما وقعت أي إصابات في صفوفهم".

وأشار جيدي إلى أن منطقته لا تزال عرضة للهجمات الإرهابية وأنه لا يزال على الحكومة الفيدرالية إرسال تعزيزات أمنية لتحسين الوضع الأمني في لافولي.

وأضاف أنه في هذه الأثناء، تمكنت عناصر الشباب من الاختباء بين السكان المحليين.

وقال جيدي "ثمة فرق عسكرية فقط هنا وهي غير قادرة على التسلل بين أفراد الشعب والقضاء على الشباب لأن هذه ليست وظيفتها. فالجيش يعمل كالشرطة هنا. ولا يعتبر ذلك حلاً وبالتالي يتوجب على الحكومة نشر عناصر الشرطة هنا".
خطر متواصل في بنادير

وعبّر سكان يقشيد وهيليوا وداينيلي وهي ثلاث مقاطعات تم تحريرها من سيطرة الشباب السنة الماضية، عن مخاوف مشابهة بشأن الخطر المستمر الذي تشكله الحركة.

وقالت فرحية عبدي، 43 عاماً، وهي من سكان داينيلي إن "قوات الأمن والشرطة لا تعمل هنا ولا تملك أي مركز حيث يمكن الاتصال بها. نحتاج إلى جهاز شرطة في المنطقة يضمن الأمن".

ومع أنه تم تحرير المنطقة من الشباب، لا يزال يغيب عنها الاستقرار الذي ينعم به المواطنون في أجزاء أخرى تسيطر عليها الحكومة في بنادير، حسبما ذكر حسن غال، 25 عاماً وهو من سكان داينيلي.

وقال لصباحي "لا يعيش الأشخاص العاملون في الحكومة كالوزراء هنا لأنهم يخشون على سلامتهم".

وقالت فاطمة هرسي، 26 عاماً وهي من سكان يقشيد، إن القوات الحكومية بدأت خلال الشهرين الماضيين تخرج من بعض القواعد التي استولت عليها بعد أن كانت تحت سيطرة الشباب العام الماضي، مما ترك السكان عرضة لخطر الإرهاب مجدداً.

وذكر السكان أنه زاد انتشار الشباب في حي غوبطا في يقشيد إلى درجة أن هؤلاء المتشددين بدأوا يعدمون الناس علناً.

وقال الشيخ عبدالله، 66 عاماً، لصباحي "نرى أن الشباب تنفذ عمليات هنا. فتقتل الناس وتفعل ما تشاء. ومنذ شهرين أتت هذه العناصر إلى محل أحد الشبان وأمرته بإغلاقه وبالخروج منه. ثم قتلته أمام المحل ولم يحضر أحد لمساعدته".
جهاز الاستخبارات في حالة تأهب

في هذا السياق، قال المتحدث باسم إدارة بنادير الإقليمية، محمد يوسف عثمان، لصباحي إن الإدارة نشرت عناصر استخباراتية باللباس المدني في المقاطعات لضمان أمن المنطقة، وذلك عوضاً عن نشر جنود مزودين بالأسلحة بين أفراد الشعب.

وأضاف أن ثمة ما يكفي من القوات الاستخبارية في الأحياء لضمان الأمن.

وأعلن عثمان "لا يعرف الناس أن [ثمة] قوات استخبارات [في أحيائهم] ذلك أن هذه القوات تضمن السلام بالسر، ونحن لم نتركهم. تعيش عناصر الاستخبارات في الأحياء كالمدنيين. فتملك محلات و[تعمل متخفية] لضمان الأمن، وهذه هي خطة حفظ السلام التي نعتمدها لتأمين تلك المناطق".

وذكر عثمان عن نقل قوات الجيش إلى قواعد خارج المناطق السكنية بعد ورود شكاوى من السكان الذين عبروا عن شعورهم بالاضطراب حيال عيش الجنود في مناطقهم.

وأضاف "لقد نقلنا القوات إلى قواعد منفصلة لئلا تتنقل في الأحياء، وذلك نزولاً عند طلب الشعب".

وأوضح عثمان أن ثمة عصابات في الأحياء تدعي أنها تابعة للشباب بهدف إخافة السكان. وقد اعتقلت الشرطة البعض من عناصرها ولكن لم توجه إليها تهماً بارتكاب جرائم كبرى.

وقال "نقوم بتوعية [هذه العناصر] وإعادة تأهيلها ذلك أننا لم نجدها مذنبة بارتكاب أي جريمة كبرى".
الصباحي


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 10:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 6:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 6:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 10:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 10:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 10:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 5:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 5:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 11:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 11:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 8:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 4:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 9:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 7:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 8:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 11:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 6:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 6:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 5:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 5:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 8:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 10:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 10:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 10:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 11:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 11:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 11:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 10:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 7:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 7:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو