اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد ان بلاده عازمة على مواصلة العمل مع السلطة الانتقالية في مصر في اول زيارة يقوم بها الى الحليف العربي المهم للولايات المتحدة منذ اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي.
ووصل كيري الى القاهرة ظهرا عشية بدء محاكمة رئيس الدولة المعزول، بهدف اعادة تعزيز العلاقات بين واشنطن ومصر حليفة الولايات المتحدة منذ وقت طويل، والتي اضطربت بفعل عزل الرئيس المنتخب ديمقراطيا والقمع الدموي الذي تلاه ضد انصاره.
وقال كيري في مؤتمر صحافي في القاهرة والى جانبه نظيره المصري نبيل فهمي “نلتزم بالعمل سويا ومواصلة تعاوننا مع الحكومة الموقتة”، داعيا الى انتخابات “حرة وعادلة وتشمل الجميع″.
وايد كيري خطوات الحكومة الموقتة لاعادة الديمقراطية في مصر، وقال ان “خارطة الطريق يتم تنفيذها بشكل جيد بحسب ما نراه”.
وتابع “اننا نؤيدكم في هذا التحول الهائل الذي تمر به مصر ونحن نعرف انه صعب ونريد المساعدة ونحن مستعدون لذلك”.
ووفقا لخارطة الطريق التي اعلنها الجيش عقب عزل مرسي فان دستورا جديدا في البلاد سيقر نهاية العام الجاري او مطلع العام المقبل ويتم الدعوة بعدها لانتخابات تشريعية تليها انتخابات رئاسية بحلول منتصف 2014.
واضاف الوزير الاميركي “لدينا العديد من المواضيع للعمل عليها والوزير (فهمي) وانا بحثنا هذا الصباح بكل صراحة مسائل وتحديات نواجهها سويا”.
واكد انه يريد ان يقول للمصريين “باوضح العبارات واشدها ان الولايات المتحدة هي صديقة المصريين ومصر واننا شركاء”.
وفي ما يتعلق بالتجميد الجزئي مؤخرا للمساعدة الاميركية – 1,5 مليار دولار منها 1,3 مليار من المساعدات العسكرية – اعتبر “ان العلاقات الاميركية المصرية لا يمكن ان تختصر بالمساعدة”.
ولم يشر اي من المسؤولين الى محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي التي تبدأ الاثنين والتي يواجه فيها، مع 14 شخصا اخرين، اتهامات بالتحريض على قتل ثمانية متظاهرين امام قصر الرئاسة في كانون الثاني/ديسمبر 2012.
وقال كيري ان “احدا لا ينبغي ان يسمح له باللجوء الى العنف بلا محاسبة” مدينا الاعتداءات والمواجهات الدامية التي شهدتها البلاد اخيرا.
من جهته، قال فهمي انه “منذ ايام قليلة” وصف العلاقات المصرية الاميركية بأنها تمر بمرحلة اضطراب (ولكن) “أظن ان حديث وزير الخارجية الاميركي اليوم في الجلسة المغلقة وحديثه الان عن دعم الولايات المتحدة للشعب المصري كلها مؤشرات اننا نسعى جميعا لاستئناف العلاقات الطبيعية في شكلها المعتاد واننا نسير نحو هذا التوجه”.
ومن المقرر ان يلتقي كيري كذلك في القاهرة الرئيس الموقت عدلي منصور والرجل القوي في البلاد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.
وستتركز محادثاتهم خصوصا على العملية الانتقالية السياسية الواردة في خارطة الطريق التي وضعها العسكريون ومدى تقدمها بهدف تحديد متى “سيكون ممكنا رفع تجميد (تسليم) بعض المعدات”، كما اعلن مسؤول كبير في الخارجية الاميركية.
وسيدعو كيري خصوصا، بحسب مسؤول كبير في الخارجية الاميركية، السلطات الجديدة الى ان تكون هذه العملية الانتقالية “ديمقراطية” وان “تشمل كل الاطراف”، في حين تواصل السلطات قمعها لجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي وفازت بالغالبية الساحقة في الانتخابات التشريعية التي نظمت في نهاية العام 2011.
وايدت الولايات المتحدة خلال العقود الثلاثة الماضية رئاسة سلف مرسي – الرئيس حسني مبارك الذي اطيح اثر حركة احتجاج شعبية في بداية 2011- ما جعل من اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان حليفا قويا للمحافظة على الاستقرار في المنطقة المضطربة.
وقررت واشنطن في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر “اعادة تقويم” مساعدتها للقاهرة ما ادى فتور في العلاقات ودفع مصر الى التأكيد انها انها تريد منح نفسها المزيد “من الخيارات” عبر اضفاء توجيهات جديدة على سياستها الخارجية.
وهكذا اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي للصحافيين ان مصر التي تقيم علاقات متينة مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ستنفتح على دول اخرى لتوسيع خياراتها بهدف خدمة مصالحها القومية.
ووصل كيري ظهرا الى العاصمة المصرية عشية بدء محاكمة مرسي، بهدف تحسين العلاقات بين واشنطن ومصر الحليف منذ زمن بعيد والتي اضطربت على اثر عزل اول رئيس منتخب ديمقراطيا والقمع الدامي لانصاره.
وستتم محاكمة مرسي نفسه اعتبارا من الاثنين مع 14 متهما اخرين – بينهم مسؤولون في جماعة الاخوان المسلمين – بتهمة “التحريض على قتل” متظاهرين امام القصر الرئاسي في نهاية 2012.
وكيري الذي سيمضي ست ساعات في القاهرة، سيلتقي ايضا بعض فعاليات المجتمع المدني ويتباحث معهم في لقاءات مغلقة بشان هواجس المدافعين عن حقوق الانسان.
وعلى الرغم من ان واشنطن طالبت بالافراج عن مرسي وانهاء المحاكمات السياسية، الا ان الولايات المتحدة رفضت دائما وصف عزل مرسي بانه “انقلاب عسكري”.
واعتبرت مساعدة وزير الخارجية الاميركي بيث جونز اخيرا امام البرلمانيين الاميركيين ان “مرسي اظهر انه لا يريد او لا يمكنه الحكم بمشاركة كل الاطراف ما اثار غضب العديد من المصريين”.
واستجاب الجيش “لرغبات ملايين المصريين الذين كانوا يعتقدون ان الثورة تاخذ منحى سيئا”، كما اضافت جونز في اشارة الى التظاهرات الحاشدة التي طالبت في نهاية حزيران/يونيو برحيل مرسي وهو ما استند اليه الجيش.
وتجميد المساعدة الاميركية للقاهرة لم يلق استحسانا ايضا في الرياض – الحليف الكبير الاخر للولايات المتحدة – حيث سيصل كيري في وقت لاحق الاحد لاجراء محادثات يبدو انها ستكون صعبة مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
والقاهرة هي اول محطة من جولة لكيري تستغرق 12 يوما وتشمل السعودية واسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن والامارات العربية المتحدة والجزائر والمغرب.
القدس العربي