فاضت مياه الأمطار الغزيرة التي رافقت الاعصار، الذي ضرب منطقة بونتلاند في الصومال وترك 300 قتيلا، على أنحاء من أرض الصومال وألحقت الكثير من الأضرار بمنطقة ميناء بربيرا.
وفي آخر إحصاء أعلن وزير الدولة لشؤون الحوكمة، محمد فارح عيسى لصباحي يوم الأربعاء، 13 تشرين الثاني/نوفمبر في بونتلاند، أن عدد ضحايا الاعصار المؤكد قد وصل إلى 143 قتيلا. وأعلنت الحكومة المحلية أن ثمة 300 شخص يعتقد أنهم توفوا بينما يبقى المئات في عداد المفقودين.
وتابع عيسى القول إن حوالي 100 ألف رأس ماشية معظمها من العنز قتل خلال العاصفة.
وأضاف، "ترافقت الأمطار ببرد شديد ورياح عاتية ومياه غزيرة أدت إلى مقتل أعداد من السكان والماشية. لا يمكننا الوصول إلى المناطق المتضررة لأن الوحل يعيق سير السيارات. لقد تمكننا من تقديم كمية صغيرة من المساعدات لمقاطعة دانغورايو لكن لا يمكننا الوصول إلى إييل وبندربيلا".
وعينت الحكومة المحلية في بونتلاند لجنة داخلية تتألف من وزراء محليين من الداخلية والصحة والتخطيط، إضافة إلى هيئة الاستجابة للكوارث لإدارة الجهود الانسانية ما بعد الاعصار، وفقا لعيسى.
من جانبه قال مفوض منطقة غرمل غوري صلاد قياد إن الاعصار أدى إلى مقتل 25 شخصا من بلدته، التي تبعد 80 كلم شرق دانغورايو في منطقة نوغعال في بونتلاند.
وقال قياد لصباحي، "من بين القتلى أم وستة من أطفالها من عائلة نجا فيها الأب وابنة أخيه"، مشيرا إلى أن البلدة تحولت إلى جزيرة معزولة تحيط بها المياه من كافة النواحي.
وعبر سكان في مناطق عانت من الاعصار عن مخاوف حول وفاة المزيد من الناس نتيجة انتشار الأوبئة.
وفي منطقة كركار في بونتلاند، أشار أحمد محمد حسن مدير القطاع الصحي في بلدة كولولي إلى أن الكثير من المصابين والمرضى بحاجة إلى رعاية طبية. وأضاف أن القليل من الطعام المتبقي في البلدة بدأ ينفد.
وقال لصباحي، "هنا في البلدة ثمة 1000 شخص عالق وقد نفقت ماشيتهم ولا يملكون ما يسد جوعهم".
وأضاف حسن أنه ممتن لقيام الحكومة الفيدرالية بالتعهد بمليون دولار لجهود الإغاثة، لكنه دعا المسؤولين للإسراع بتوزيع المساعدات.
وأوضح أن "تأخر المساعدات لن يحقق أي شيء جيد".
من ناحيته، أكد وزير الخارجية في أرض الصومال محمد بيهيه يونس ووزير الداخلية فيها علي محمد وارانادي يوم الثلاثاء، 12 تشرين الثاني/نوفمبر، أن المنطقة قد تشارك في الجهود الانسانية لإغاثة ضحايا الاعصار في بونتلاند.
الاعصار يخلّف الدمار
ولفت محمد موسى عوالي رئيس هيئة البحث البيئي والجهوزية للكوارث وإدارتها في أرض الصومال، أن الاعصار فقد من قوته الكثير إلى أن وصل إلى أرض الصومال لكن الأمطار الغزيرة أدت إلى "إحداث أضرار لا سيما عبر البرد القارس الذي رافقها والفيضانات التي نتجت عن كل ذلك".
وقد استمرت الأمطار لحوالي 48 ساعة متواصلة وصاحبها تلبد السماء بالغيوم والضباب الذي اجتاح الطرقات وأعاق حركة المطار يوم الثلاثاء.
وتم إلغاء عشرات الرحلات التجارية كما الرحلات الأميركية والأوروبية التي اضطرت إلى تحويل طريقها من مطار هرجيسا، بحسب ما قال عبد الله أحمد أرشي، رئيس البروتوكول في وزارة الطيران المدني والنقل الجوي في أرض الصومال.
وقال آرشي لصباحي، "إن الرحلات تم تحويلها إلى مطار ديري داوا [أثيوبيا] ومقديشو وبربيرا وجيبوتي"، مشيرا إلى أن الرحلات استؤنفت يوم الأربعاء.
لكن الأمطار اجتاحت أيضا مدينة بربيرا حتى إنها ألحقت أضرار جسيمة بالمباني وأدت إلى نزوح 500 عائلة، وفقا لمسؤولين. وأصيب عشرة أشخاص على الأقل جراء الأمطار والفيضانات وقد تم نقلهم إلى المستشفى المحلي.
وفي منطقة توغدير قتل شخصان نتيجة الأمطار، وفقا لما قال وارانادي يوم الأربعاء في مقابلة مع محطة صوت أميركا الناطقة بالصومالية.
وقال محافظ بربيرا عبد الشاكر محمد حسن في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء إلى جانب محافظ منطقة الساحل علي محمد علمي، "نحمد الله ليس هناك من ضحايا [في بربيرا]، لكن الأضرار هائلة".
وأضاف حسن، "فاضت المياه في المدينة وقد انهار حوالي 50 منزلا قديما"، مضيفا أنه تم توفير ملجأ للنازحين في مدارس المدينة.
وأردف علمي أن "[الحاجة] الأكبر هي الحاجة إلى الطعام والملجأ. ندعو الحكومة ومنظمات الإغاثة إلى توفير المساعدة العاجلة لهم".
آشا جامع، أم لخمسة أطفال، واحدة من بين النازحين الذين اضطروا إلى ترك بيوتهم وتقيم حاليا في مدرسة بورسادي الثانوية هي وعائلتها. وقالت، "أمضينا أنا وأطفالي ليلتين في العراء. أشعر بالقلق من أن يؤدي البرد إلى مرضهم".
.
وقال عبد الكريم سعيد صلاح، وهو مراسل محلي يعمل لدى محطة هورن كايبل تي في إن حيّ دارولي وبارواكو هما من الأكثر تضررا في بربيرا نظرا لانتشار المنازل القديمة هناك.
وأضاف، "إلى جانب المنازل التي انهارت، أدت الفيضانات إلى إحداث أضرار في المنازل الأخرى في المدينة. حاليا ثمة الكثير من المياه الراكدة في بربيرا. أضف إلى ذلك فإن السكان خائفون من أن هطول المزيد من الأمطار قد يؤثر على حياتهم".
الصباحي