قال وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار إنه “لا حدود مغلقة لبلاده”، وأن المغرب يعتبر جميع حدوده “مفتوحة”.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقد في ختام المؤتمر الوزاري الثاني لأمن الحدود بالعاصمة المغربية الرباط، الذي استغرق يوما واحدا الخميس، أن المغرب “يتجاوز نظارات الماضي في التعامل مع جيرانه، ويتجه عوض ذلك إلى البناء” .
يأتي ذلك بينما يستمر إغلاق الجزائر لحدودها البرية مع المغرب منذ عام 1994، بعد إعلان السلطات المغربية فرض تأشيرة دخول على الجزائريين، ردًا على ما قالت إنه هجوم دبرته الاستخبارات الجزائرية في فندق (أطلس إسني) بمراكش (وسط المغرب) عام 1994، لتحكم هذه الواقعة على العلاقات بين البلدين بسنوات من الجفاء.
وأدى هذا الإغلاق، إلى جانب موقف الجزائر من قضية النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو على إقليم الصحراء، إلى تعطيل تفعيل اتحاد المغربي العربي، الذي قام بهدف “تعزيز التعاون والتنسيق بين دول المنطقة”، حيث لم يتمكن من عقد أي قمة له منذ تاريخ إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر.
وأضاف مزوار في تصريحاته أن بلاده “مقتنعة بالضرورة الاستراتيجية للاندماج المغاربي، الذي تفرضه التطورات المتلاحقة التي تعرفها المنطقة، وأن تفعيل هذا الاندماج يستجيب لآمال شعوب دول المغرب العربي”.
واعتبر الوزير المغربي أن الشراكة بين الاتحاد المغاربي ودول الساحل والصحراء “أمر ملح” لدرء الأخطار التي تهدد أمن واستقرار هذه المنطقة، وتأمين حدودها.
وتأسس اتحاد المغرب العربي، فى 17 فبراير/ شباط 1989، بمدينة مراكش، وسط المغرب، ويتألف من 5 دول تمثل في مجملها الجزء الغربي من العالم العربي، وهي: المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا.
وتعيش العلاقات الجزائرية المغربية توتراً مستمراً منذ سبعينيات القرن الماضي، على خلفية ملف الصحراء، الذي تتهم فيه الرباط جارتها الشرقية بدعم من تسميهم الانفصاليين، فيما ترد السلطات الجزائرية بأنه “ملف أممي”، وإنها تدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، الذي تنص عليه المواثيق الدولية.
وكان المغرب استدعى سفيره في الجزائر الشهر الماضي، احتجاجًا على تصريحات للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة دعا فيها إلى توسيع مهام بعثة الأمم المتحدة لإقليم الصحراء، المعروفة اختصارا بـ”المينورسو”، إلى مراقبة وضعية حقوق الإنسان، وهو ما اعتبره المغرب “خطابًا عدائيًّا”.
كما استدعت الجزائر، بعدها بأيام، القائم بأعمال السفارة المغربية؛ احتجاجًا على اقتحام مقر قنصليتها بالدار البيضاء (جنوب الرباط) وإنزال العلم الجزائري من قبل أحد الأشخاص.
ويوجه المغرب من حين لآخر دعوات للجزائر لفتح حدودها البرية معه، إلا أن السلطات في الجزائر تقول إن “الأسباب التي أدت إلى غلقها لم يتم حلها”.
القدس العربي