تعاني العاصمة السودانية الخرطوم من أزمة حادة في الخبز أغلقت على إثرها أغلب المخابز أبوابها في وجه المواطنين.
وعادت الى السطح ظاهرة تكدس المواطنين امام المخابز وانتظارهم في صفوف لأوقات طويلة من أجل الحصول على الخبز.
وكشف عدد من أصحاب المخابز عن وجود ازمة حادة في الدقيق تفاقمت بعد تناقص الكميات الممنوحة من الوكلاء الى المخابز بنسبة 50%.
وقال صاحب مخبز بمنطقة الصحافة الواقعة شرق الخرطوم ـ فضل حجب اسمه – إن ازمة الدقيق بدأت منذ ما يقارب الشهرين بعد ان قام وكلاء الدقيق بانقاص الكميات الممنوحة الى المخابز بنسبة 25% ثم الى 50% قبل يومين مما أدى الى ظهور الازمة.
وأوضح صاحب المخبز أن عدم توفر القمح يرجع لعدم توفره في الشركات التي تمتلك توكيل استيراد القمح وهي ثلاث شركات أحدها تتبع للحكومة.
ونقلت صحيفة “السوداني” المقربة من الحكومة عن مصدر في إحدى الشركات المستوردة قوله إنه يحمل البنك السودان المركزي أزمة الدقيق لعجزه عن توفير النقد الاجنبي لشركات الغلال مما أدى الى ارتفاع ديون الشركات بالخارج الى 280 مليون دولار .
وتحاول الحكومة السودانية رفع الدعم عن القمح ولكنها تتراجع عنه وسط مخاوف من تجدد الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بإسقاط النظام.
وقامت الحكومة السودانية بتطبيق اجراءات اقتصادية في شهرأيلول / سبتمبر الماضي شمل رفع الدعم عن المحروقات مع ابقاء الدعم على سلعة القمح .
واتهم صاحب المخبز احدى شركات الغلال بتعمد تخزين القمح وافتعال الازمة وتسريب السلعة الى السوق السوداء لبيعها بغير الاسعار الرسمية.
وقال إن حل مشكلة الدقيق يكمن في زيادة الشركات المستوردة الى 10 شركات بدلا عن 3 شركات لتوفير السلعة بالأسواق بالأسعار المطلوبة.
واتفق عبدالرحمن ادم صاحب مخابز بمنطقة الكل أكلة جنوب الخرطوم على وجود أزمة في الدقيق وتناقص الكميات الممنوحة للمخابز عبر وكلاء التوزيع، مشيرا إلى اللجوء إلى السوق السوداء لشراء الدقيق بأسعار مضاعفة لتغطية العجز وصناعة كميات كبيرة من جوالات الدقيق.
واكد في حديثه مع وكالة الأناضول أن معظم المخابز قللت في أوزان الخبز المفروضة من الحكومة مع الإبقاء على السعر القديم (4) أرغفة بجنيه.
وانتقد عدد من المواطنين ازمة الخبز وحملوا الحكومة المسؤولية لعدم استطاعتها توفير النقد الاجنبي للشركات المستوردة للقمح.
ويعاني السودان من ازمة في النقد الاجنبي منذ انفصال الجنوب عنه في يوليو/ تموز 2011 وفقدانه 75% من ايرادات النقد الاجنبي بسبب فقدانه للموارد النفطية.
وقال المقداد فتح الرحمن مواطن يسكن بحي اللاماب بجنوب الخرطوم إن منطقته تعاني من ازمة حادة في الخبز الذي لا يتوفر في المحلات التجارية او المخابز.
واكد في حديثه مع وكالة الأناضول خفض المخابز لعملها مع تناقص الكميات الممنوحة لها ، قائلا ” أصبحت المخابز تعمل وردية صباحا واخرى مساء مقارنة بثلاث ورديات صباحا وورديتين مساء قبل الازمة”.
وأكدت هاجر عبدالله مواطنة تسكن بوسط الخرطوم على اختفاء الخبز من المخابز منذ نهاية الاسبوع الماضي الامر الذي اضطر بعض الاسر لأن تلجأ إلى البدائل الشعبية المتعارف عليها في السودان والمتمثلة في صنع (الكسرة) وهي نوع من المخبوزات يصنع من دقيق الذرة.
وشهدت الفترة الماضية خلافات حادة بين حكومة ولاية الخرطوم واتحاد المخابز التابع لاتحاد الغرف الصناعية وهو الذراع الفنية للقطاع الصناعي بالسودان حول اسعار الخبز ابان القرارات الاقتصادية الاخيرة.
وحاول اتحاد المخابز تعديل تسعيرة الخبز من عدد (4) من الخبز بسعر جنيه واحد الى (3) بجنيه او انقاص الوزن المحدد من الولاية ب 70 جرام للرغيف إلا أن حكومة الخرطوم رفضت المقترح وشددت على الابقاء على السعر والوزن في وقت واحد.
الاناضول