تباينت وجهات نظر خبراء السياسة في السودان بين مستحسن ورافض لمقترح قديم جدده زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم بالدعوة لاختيار أحد قادة جنوب السودان لحكم البلاد في المرحلة المقبلة تجنبا لانفصال الإقليم ودعما للوحدة بين شطري السودان.
ففي حين اعتبره سياسيون خطوة إيجابية ربما ساهمت في معالجة كثير من حالات الاحتقان بين المواطنين الجنوبيين ونظرائهم الشماليين، استبعد آخرون الفكرة بل اعتبروها حيلة سياسية لن يكتب لها النجاح، حسب قولهم.لكنهم لم يستبعدوا أن يساهم المقترح في تقريب وجهات النظر بين مكونات السودان الجنوبية والشمالية للدفع بكثير من المحفزات وطرح مزيد من عناصر الثقة بين تلك المكونات.
ترجيح الانفصال
وتجددت الدعوة لاختيار أحد الجنوبيين لحكم البلاد بعد تقارير وقياسات للرأي العام رجحت اختيار جنوبيي السودان للانفصال عن الشمال في الاستفتاء على حق تقرير المصير الذي سيجرى في الجنوب عام 2011 وفق اتفاق السلام الشامل.فقد اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة جوبا الأمين عبد الرازق أن نجاح المقترح سيؤكد وحدة السودان، مشيرا إلى أن ذلك سيسد الطريق أمام الانفصاليين.وقال للجزيرة نت إن المرشح الجنوبي سيكون أقوى مرشح لمواجهة الرئيس البشير في أي انتخابات مقبلة، لكنه أشار إلى "أن الوقت لم يحن بعد لاتفاق القوى السياسية السودانية على هذا الهدف"، حسب تعبيره. وأكد عبد الرازق أن الدين لن يكون عائقا أمام أي جنوبي لكسب المواطنين من الشمال "لأن ذلك لا يتجاوز المعايير الدستورية والقانونية في البلاد".
حيل عاطفية
أما الكاتب الصحفي عبد الله علي إبراهيم الذي أعلن عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة لمنافسة الرئيس عمر البشير، فقد اعتبره مجرد مواقف وحيل عاطفية، مشيرا إلى تجاوز الجنوبيين "لمثل هذه الدعوات التي وصفها بالتمييز الإيجابي الذي تخطاه السودان في مجال الحقائب الدستورية".
وقال إن الجنوبيين ناضلوا لأجل تعزيز حقوق المواطن "وبالتالي لا يحتاجون لمثل هذه المعاملة التفضيلية" بعدما كسبوا كامل حقوق المواطنة التي كانوا ينشدونها.ودعا إبراهيم في حديثه للجزيرة نت، القوى السياسية السودانية صاحبة الدعوة إلى التفكير بعمق وبطريقة أفضل لجهة الوحدة، وقال "من الممكن تسويق فكرة المرشح الجنوبي في إطار ديمقراطي وليس عاطفيا".
غير مفيد
أما أستاذ العلوم السياسية أبينقو أكول فقد اعتبرها مقترحات غير مفيدة "لأن لا علاقة لها بالوحدة أو الانفصال الذي سيقرره المواطن الجنوبي في الاستفتاء المقبل"، مشيرا إلى أن ذلك ربما فهم على أنه إحدى المناورات السياسية بسبب الخلفية السياسية لزعيم حركة العدل المساواة صاحب المقترح.
واستبعد أبينقو في حديثه للجزيرة نت، أن تأتي الانتخابات المقبلة بجديد "رغم كثرة المقترحات المطروحة". وقال "ليس الحل اختيار أحد الجنوبيين لقيادة البلاد وإنما الحل يكمن في عقد مائدة مستديرة للقوى السياسية الرئيسة في البلاد للتوافق على القضايا الإستراتيجية والرؤى تدفع باتجاه حل كافة المشكلات السودانية".