لم تخرج نتائج انتخابات نقابة الصحفيين في مصر والتي تنافس فيها النقيب المنتهية ولايته مكرم محمد أحمد الذي يحظى بدعم الحكومة والمرشح المستقل ضياء رشوان نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام عما كان متوقعا ، حيث حسم مكرم جولة الإعادة لصالحه وفاز بمنصب النقيب لدورة جديدة مدتها عامين بعد أن حصل على أغلبية 2419 صوتا ، مقابل 1561 لمنافسه رشوان .
وما يثير الانتباه أن الأمر يبدو أنه حسم مبكرا حتى قبل انطلاق جولة الإعادة ، حيث تدفق صحفيو المؤسسات الصحفية القومية مثل الأهرام والأخبار والجمهورية منذ صباح الأحد الموافق 13 ديسمبر / كانون الأول لمؤازرة مكرم محمد أحمد نظرا لإدراك الحكومة لصعوبة موقفه بعد الجولة الأولى والنتيجة المفاجئة التي حققها ضياء رشوان.وكانت الجولة الأولى أسفرت عن فوز النقيب الحالي لكن بفارق نحو عشرين صوتا فقط كما أن ثلاثة أصوات فقط حالت دون حصوله على نسبة الخمسين بالمائة اللازمة لإعلان فوزه.
وحصل مكرم محمد أحمد فى الجولة الأولى للانتخابات التى عقدت في 6 ديسمبر على 1497 صوتا ، فيما حصل منافسه ضياء رشوان على 1458 صوتا.ونظرا لعدم حصول أى منهما على نسبة 50 % + 1 من عدد الأصوات الصحيحة فقد تقرر إعادة الانتخابات على منصب نقيب الصحفيين.وأدت هذه النتيجة المفاجئة إلى أن تشحن قيادات صحفية موالية للحكومة كل طاقاتها لدعم النقيب المنتهية ولايته خوفا من ذهاب النقابة إلى أيدي رشوان.
كما أنه مع انتهاء الجولة الأولي من الانتخابات وإعلان الإعادة ، تبارى كل من مكرم ورشوان في انتقاد الآخر تلميحاً أو تصريحاً وهرول النقيب الحالي المنتهية مدته لحل أزمة صحفيي جريدة الشعب المعتصمين في نقابة الصحفيين منذ أشهر احتجاجاً علي إغلاق صحيفتهم ووقف التأمينات الاجتماعية الخاصة بهم وعدم حصولهم علي رواتب تؤمن حياتهم هم وأبناؤهم.وضغط مكرم محمد أحمد في اتجاه حل الأزمة واستخدام ذلك كدعم له في حملته الانتخابية خاصة بعد أن نجح في حلها بالفعل عن طريق وزارة المالية .
وخلال جولته بالصحف القومية لحث الصحفيين علي انتخابه ، أشار مكرم أيضا إلى أنه حصل علي وعد من وزير الإسكان لزيادة مساحة مدينة الصحفيين المقرر إقامتها بمدينة 6 أكتوبر بـ 20 فدان لتصبح مساحة المدينة 84 فدانا.وفي المقابل ، انتقد ضياء رشوان والذي يعتبره البعض مرشح الاستقلال والتغيير تسييس العملية الانتخابية ، قائلا :" هناك حملة كاذبة شنها البعض ضده من خلال زعمهم بأنه مرشح جماعة الإخوان المسلمين ، هناك حملة ترويع وتخويف لدفع الصحفيين خاصة في الصحف القومية للتصويت لصالح منافسه مكرم محمد أحمد في جولة الإعادة".
ويرى البعض أنه رغم فوز مكرم المحسوب على الحكومة إلا أن هذا لا ينفي حقيقة أن نقابة الصحفيين تعد النقابة الأشهر في مصر حيث تضم العديد من المفكرين وقادة الرأي كما تعتبر انتخاباتها عادة ساحة للتجاذب بين المحسوبين على الحكومة ومن ينتمون إلى التيار المستقل أو اللبيرالي.وهناك حقيقة أخرى وهى أن الفائز بمنصب النقيب لا يستمر على رأس النقابة سوى عامين فقط وسرعان ما تجري انتخابات جديدة وهو أمر يصب في النهاية في مصلحة الصحفيين لأن النقيب يمارس مهامه وعينه على الانتخابات التي على الأبواب وبالتالي فإن أي تقصير في تنفيذ مطالب الصحفيين قد يطيح به سريعا .