في سياق المواقف المتوالية من رحيل الزعيم الجنوب افريقي الخالد نيلسون ماندلا الذي قضى عمره الذي ناهز الـ 95 في سبيل مكافحة العنصرية والدفاع عن شعبه وكل الشعوب المظلومة ،
اشاد سياسي لبناني بشخصية الزعيم الجنوب افريقي الراحل نيلسون مانديلا ووقوفه الى جانب قضايا الشعوب ، وضد القوى الاستكبارية والاحتلالية ، ومناصرته للقضية الفلسطينية ، واعتبر ان العالم اليوم بحاجة الى شخصيات من امثال مانديلا ، منوها الى موقف ايران الداعم للقضية الفلسيطينية،ـ فمن هو مانديلا ؟ ، وكيف اصبح الزعيم الرمز ؟ .......
فمانديلا الشخصية التغييرية انخرط منذ صغره في السياسة المناهضة للاستعمار، مع بدء تنفيذ سياسة الفصل العنصري / الابارتايد/ المفروض من الاقلية البيضاء في جنوب افريقيا في اواخر اربعينيات القرن الماضي.
وبرز نجم مانديلا الذي ناهض تلك السياسة تحت لواء حزب المؤتمر الوطني الافريقي الذي تولى رئاسته، واعتقل مرارا وحكم مرة اولى بتهمة الخيانة قبل تبرئته عام ستة وخمسين.
وبعد عام قاد مانديلا النضال المسلح واعتقل وحوكم بتهمة التخريب والتآمر ضد الدولة في إطار محاكمة ريفونيا ، حيث صدر عليه حكما بالسجن مدى الحياة ، وحينها اعلن مبدأه بقوله الخالد : " إن مثلي الاعلى كان مجتمعا حرا وديموقراطيا ، اني مستعد لأن اضحي بحياتي في سبيل ذلك."
وفي هذا الاطار قال امين سر لقاء الاحزاب والقوى الوطنية في لبنان خالد الرواس لقناتنا الجمعة : فضلا عن انه قومي افريقي وديمقراطي اشتراكي ، هو مناضل من اجل الحرية والمساواة والعدالة ونادى بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، وطالب "اسرائيل" بالانسحاب من الاراضي العربية المحتلة.
وتابع الرواس : كما عارض الغزو الاميركي للعراق وخارج حدود الولايات المتحدة ، ووصف جورج دبليو بوش بانه غير ذكي وينتهج سياسة استعمارية ، وكانت له مواقف عديدة جعلت منه نموذجا كفاحيا تحرريا لكل المناضلين والشرفاء في العالم.
ولم تفقد قرابة ثلاثة عقود قضاها خلف القضبان مانديلا ايمانه بحق جنوب افريقيا في نيل حريتها رغم اضطهاد اميركا وبريطانيا وكل القوى الغربية له واتهامه له ذات يوم بالارهاب ، ودعمها لنظام الفصل العنصري ، ليخرج عام الف وتسعمئة وتسعين بعد حملة دولية عملت للضغط على اطلاق سراحه وسط حرب اهلية متصاعدة.
وبعد خروجه قاد مانديلا المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق، وبعد اربع سنوات، اصبح السجين رئيسا للجمهورية لدورة واحدة من خمس سنوات، مطلقا مسيرة مصالحة وطنية في جنوب افريقيا من خلال اعادة الاعتبار للاكثرية السوداء في البلاد وطمأنة البيض لعدم وجود ما يخشونه بسبب التغيير.
ورغم انسحابه من المشهد السياسي في بلاده عام تسعة وتسعين وتدهور حالته الصحية، الا ان مانديلا كرس وقته لمهام وساطة في نزاعات مختلفة خصوصا في حرب بوروندي ، واعلن وقوفه الى جانب القضية الفلسطينية، ووجه نصاله لمحاربة مرض الايدز وتحسين حياة الشباب.
واشاد امين سر لقاء الاحزاب والقوى الوطنية في لبنان خالد الرواس بموقف مانديلا من القضية الفلسطينية ووقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني ، معتبرا ان كل الشرفاء في العالم يتمسكون اليوم بمحور المقاومة في المنطقة والتي تدعو الى رفع الظلم عن المظلوم، ومناصرته في قضاياه العادلة ، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
واكد ان الثورة الاسلامية في ايران كانت ومازالت في مقدمة الداعمين للشعب الفلسطيني ومقاومته ، وقد عملت على إرساء اسس صحيحة لقواعد الكفاح العادل في المنطقة ، معتبرا ان مثل هذه الظواهر والشخصيات لم تعد منتشرة في العالم.
وحذر من ان الاستكبار له ادوات عديدة وهو ينتشر كالسرطان في مجتمعاتنا عبر محاولة زرع الفتن بين الشعوب لكي يكون هو بمأمن ، على حساب إفقار الشعوب واعادة استعمارها لنهب خيراتها ، معتبرا ان نهج مانديلا هو نمط حياة كفاحي يمكن ان تنتهجه الشعوب لمواجهة الاستعمار والاستكبار.
مانديلا الذي نال العديد من الجوائز واعلنت الامم المتحدة يوم ميلاده يوما عالميا في اول تكريم من نوعه لفرد ، غادر الدنيا بهدوء ليبقى رمزا للتحرر ومحاربة العنصرية والتمييز.
العالم