اتهمت الخرطوم باريس بالوقوف وراء تنظيم التظاهرة التي منعتها السلطات السودانية في العاصمة الأسبوع المنصرم، والتي دعت إليها القوى السودانية المعارضة المتحالفة مع "الجبهة الشعبية لتحرير السودان" الشريكة في الحكم.
ونقلت جريدة "الخليج" الإماراتية عن مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل قوله خلال اجتماع لأعضاء حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في الخرطوم :" إن مسيرة الاثنين الماضي تم الترتيب لها من باريس".وقال نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني في اجتماع مماثل عقد في أم درمان :" إن مسيرة الاثنين نسجت في إحدى العواصم الغربية التي زارها شيخ كبير من قوى المعارضة"، في تلميح إلى زيارة زعيم المعارضة الإسلامية السودانية حسن الترابي الأسبوع الماضي إلى فرنسا.
وكان من المقرر إجراء تجمع للمعارضة في السابع من ديسمبر الجاري، للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية، لكن الشرطة منعت التظاهرة وأوقفت قادة من "الحركة الشعبية" وعشرات المتظاهرين.وقد تشنجت العلاقات بين باريس والخرطوم بسبب دعم فرنسا للمحكمة الجنائية الدولية في إصدارها مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، واستقبالها زعيماً متمرداً كبيراً من دارفور، ووجودها العسكري في تشاد المجاورة.
على صعيد آخر، أعلنت قيادات رفيعة في "المؤتمر الوطني" الحاكم من ولاية شمال كردفان، انسلاخها عن الحزب وانضمامها إلى حركة "العدل والمساواة" المتمردة في دارفور.وأعربت هذه القيادات عن قناعتها لحمل السلاح لتغيير النظام في الخرطوم، وعزت خطوتها تلك إلى ما أسمته "التهميش" داخل الحزب الذي يتزعمه البشير. وتوقع نائب رئيس المجلس التشريعي لولاية كردفان أحمد وادي، وهو أحد القياديين المنشقين عن الحزب الحاكم، في تصريحات صحفية نشرت أن يخرج الكثيرون من حزب البشير لأنهم تجرعوا المرارات.