تعمل قوات الأمن الصومالية حالياً على تفتيش كل شخص بمن فيهم المواطنين الأجانب الذين يزورون المباني الحكومية والأماكن العامة التي تخضع لبروتوكولات الأمن الحكومية.
وكان يتم في السابق إعفاء الأجانب وخاصةً من أصلهم من الغرب أو أصلهم قوقازي، من عمليات التفتيش الأمنية المفروضة على الزوار، في حين كان المواطنون الصوماليون يخضعون لها.
ولكن بدءاً من شهر كانون الأول/ديسمبر، بدأت القوات الأمنية بتنفيذ عمليات التفتيش من دون تمييز، حسبما أعلن نائب رئيس جهاز الأمن لمنطقة بنادير، ورسامي محمد جوده، لصباحي.
وقال جوده، "لقد وجهنا أوامر للشرطة بتفتيش كل شخص أكان أجنبياً أو مواطناً محلياً وذلك لضمان الأمن، وهذا أمر مهم لنا جميعاً".
وأوضح جوده أن قرار تنفيذ عمليات التفتيش من دون تمييز لم يأت نتيجة اعتقال أي مواطن أجنبي أو نتيجة أي حادث آخر، بل اتُخذ عندما لاحظ المسؤولون أثناء مراجعة بروتوكولات الأمن أن الحراس يهتمون بمن هم غير صوماليين لإظهار الاحترام لهم.
وقال "ما يحصل هو أن الأجنبي الذي لا يخضع للتفتيش قادر على دخول أي مكان لأي غاية كانت".
وأضاف أن حركة الشباب على اتصال بشبكات إرهابية دولية وتستعمل أشخاصاً من جنسيات مختلفة لتنفيذ الهجمات "ولهذا السبب، لا نزيد أن تُسنح الفرصة للإرهابيين" لتنفيذ مخططاتهم.
وتابع قائلاً "وبما أن القانون يسري على الجميع، إني أطلب من المواطنين الأجانب أن يتحلوا بالصبر في حال اضطروا إلى قضاء ساعات طويلة خلال العمليات الأمنية التي يتم فيها تفتيش الجميع".
اعتراض من البعض على الإجراءات الأمنية الجديدة
محيي الدين سيراد إسحق، 29 عاماً، يعمل كحارس أمن في قصر العدل الإقليمي في بنادير، هو من الأشخاص الذين واجهوا مشاكل مؤخراً عندما طلب تفتيش رجلين قوقازيين دخلا إلى المحكمة.
وأوضح "يتوجب علينا تفتيش كل شخص يريد دخول المحكمة بغض النظر عما إذا كان صومالياً أو أجنبياً. فنقول للناس 'من مسؤوليتنا تفتيشكم ونطلب منكم بكل احترام الامثتال للتفتيش'".
وأضاف لصباحي "ولكن تحصل مشاكل في بعض الأحيان مع المترجمين الصوماليين الذين يرفضون أن يتم تفتيش الأجنبي الأبيض الذي يرافقهم كونهم لا يدركون [أهمية ذلك]. ولكننا نعتقد أنه أمر ضروري لضمان سلامة الجميع".
وشرح إسحق أنه دخل في جدال في 10 كانون الأول/ديسمبر مع مترجم صومالي كان يرافق صحافيين أجانب يزورون محكمة بنادير الإقليمية.
وقال "عندما طللبت تفتيش الحقائب التي كانت بحوزتهم لإجراء عملية تفتيش أدق، قال لي المترجم الصومالي عدم تفتيش أولئك الأشخاص كونهم من العرق الأبيض ولا علاقة لهم بما نبحث عنه".
وشرح إسحق أن عمليات التفتيش هي جزء من عمليات أمنية روتينية وأن الهدف لا يتمثل فقط في تفتيش المشتبه بهم، إلا أن المترجم لم يتراجع عن موقفه.
وقال "تفاقمت المشكلة ووصلت إلى المسؤولين عني. وتبيّن لي في وقت لاحق أن الرجال الذين كانوا معه هم صحافيون معروفون ولكن يستحيل علي التعرف على شخص أجنبي لم أر وجهه من قبل. علي تنفيذ مهامي وعدم التراجع أثناء أدائها. وقد أشاد مديري بالصرامة التي أظهرتها عندما يتعلق الأمر بالأمن".
بدورها، رحّبت صحرا يوسف، 27 عاماً وتخصصت في مجال الإدارة والتجارة في جامعة سيماد، بقرار زيادة عمليات التفتيش.
وقالت في حديث لصباحي "إنه لتقدم ملحوظ أن يتم التفتيش من دون تمييز. وأعتقد أننا بهذه الطريقة نستطيع مواجهة الإرهابيين الذين يتخذون هويات مختلفة لقتلنا. يجب أن ندرك أن المواطنين الأجانب هم جزء من العمليات المسلحة التي تنفذها الشباب. ويجب منع هؤلاء الأشخاص من انتحال شخصية غير شخصيتهم".
الصباحي