بالرغم من الكلفة الأساسية العالية لشراء هاتف ذكي، ينفق الصوماليون مزيداً من المال للحصول على اتصال إنترنت فوري ، مما يسهل الاتصال بأفراد العائلة خارج البلاد والاطلاع على الأخبار والمعلومات بكلفة أقل بالمقارنة مع الطرق التقليدية المستعملة للوصول إلى الإنترنت.
وقال فيصل عبدالله، 34 عاماً ويملك محلاً لبيع الهواتف المحمولة في سوق حمروين بمقديشو، "إن أعلى سعر لهواتف iPhones هو 800 دولاراً فيما تباع [هواتف] Samsung بسعر 500 دولاراً وثمة بعض الأجهزة الأخرى التي تباع بسعر أعلى". وأوضح أن سعر الهواتف الذكية الأقل ثمناً بيلغ حوالي 250 دولاراً.
وأشار عبدالله إلى أن المبيعات في مجال الهواتف الذكية تزداد بصورة منتظمة، ذاكراً أن محله باع 15 هاتفاً ذكياً في 2012 وحوالي مائة هاتف خلال العام الجاري.
وأضاف عبدالله أن معظم عملائه يطلبون هواتف ذكية ولا سيما هواتف Samsung المحمولة التي هي شائعة كونها أقل ثمناً من أجهزة iPhones وتضم مزيداً من التطبيقات المجانية.
وقال إن "بعض هذه الهواتف مكلفة للغاية مع أنها تباع حالياً بسعر أقل من السعر الذي كان محدداً لها عندما أُطلقت في السوق. ويمكن أن تعتبرها مكلفة جداً، ولكننا نبيعها بشكل مستمر".
كلفة أقل لاستهلاك البيانات
في هذا السياق، أعرب عبدالسلام ورسامي، 20 عاماً وهو من طلاب مدرسة جيبوتي في منطقة واداجير، عن تقديره لشقيقته المقيمة في السعودية والتي أرسلت له المال لشراء هاتف ذكي منذ أربعة أشهر.
وأوضح لصباحي "كنت أتردد إلى أحد مقاهي الإنترنت حيث كنت أدفع 18 ألف شلن صومالي في الساعة الواحدة عندما كنت بحاجة إلى استعمال الإنترنت وكان من الممكن أن أحتاج إليه مرات عديدة في اليوم. وإني أدفع الآن دولاراً واحداً (20 ألف شلن لأكثر من 24 ساعة على هاتفي الذكي".
وقال ورسامي إنه بعد تمكنه من استعمال الإنترنت على هاتفه الذكي، يستطيع البقاء متصلاً ببقية العالم في كافة الأوقات.
وبدوره، قال يوسف ابراهيم، 32 عاماً وهو من سكان مقديشو، إنه من المستخدمين الدائمين للإنترنت على الهاتف المحمول منذ خمسة أشهر.
وأشار إلى أن هذه الخدمة سهّلت عليه البقاء على اتصال بأفراد عائلته المقيمين في فنلندا.
وقال ابراهيم لصباحي "أتواصل مع زوجتي وأولادي عبر خدمة WhatsApp كل يوم. [فأشعر] وكأنني معهم وهذه وسيلة أقل كلفة من التحدث إليهم مباشرةً. كنت أدفع في السابق أكثر من 50 دولاراً لمجرد التحدث إليهم ولكني اليوم أدفع أقل من 10 دولارات في الشهر، مع أنني أتواصل معهم كل ساعة".
ومن جانبه، قال عبدالرشيد حسين، وهو موظف في شركة الإنترنت والهواتف المحمولة هورمود تيليكوم، إن سعر 1 غيغابايت من بيانات الإنترنت يبلغ 25 دولاراً، وتتوقف فترة استعمالها على مدى استعمال الأشخاص لها.
وإلى جانب هورمود، تُعتبر شركة سومتيل ومقرها هرجيسا الشركة الأخرى الوحيدة التي توفر وصولاً إلى الإنترنت عبر الهواتف الخلوية في جنوب الصومال.
وقال أويس عبدالرحمن، 23 عاماً وهو طالب في مدرسة العمرة في حي هودان في مقديشو، إن الهواتف العصرية تسهّل بقاء الصوماليين متصلين بالإنترنت مع أن النقاد يعتبرون أن الشباب يعيرون أهمية كبيرة جداً للهواتف الذكية.
وأضاف أن الصومال لا تزال متخلفة على صعيد اتصالات الإنترنت ولكن الاستخدام المتزايد للإنترنت ذات الكلفة المنخفضة نسبياً على الهواتف المحمولة يساعد البلاد على التقدم سنة بعد سنة.
وقال عبدالرحمن "من ناحية أولى، ليس مكلفاً جداً لأن المبلغ المالي الذي أنفقه لاستعمال الإنترنت اليوم هو [أقل من المبلغ] الذي كنت أنفقه على المكالمات [فقط]"، مضيفاً أنه يوفر المال عبر إرسال الرسائل النصية إلى أصدقائه وأفراد عائلته عوضاً عن الاتصال بهم.
وفيصل موسى محمد، وهو صحافي في الرابعة والعشرين من العمر يعمل في راديو مقديشو، هو ممن بدأوا باستخدام الإنترنت على الهاتف الذكي منذ سنة تقريباً.
وقال إنه يستعمل جهاز Samsung Galaxy بشكل خاص للوصول إلى مواقع تواصل اجتماعي مثل موقع فيس بوك حيث يتواصل مع الأصدقاء ويطلع على آخر الأخبار.
وشرح لصباحي "أستعمل فيس بوك كثيراً لأنه يسمح لي بالتواصل مع الأصدقاء والبقاء على اطلاع على الأخبار والصور التي يتم نشرها". وتابع قائلاً إنه يستعمل أيضاً خدمة Whatsapp مع أصدقائه لأنها غير مكلفة ولا تتطلب استهلاكاً كثيراً للبيانات.
الهواتف الذكية تحل محل مقاهي الإنترنت
وقال حسن محمد، 30 عاماً وهو من سكان مقديشو ويتخصص في علم الاجتماع في جامعة الصومال، إن الهواتف الذكية هي طريقة خاصة أكثر لاستعمال الإنترنت والتواصل مع الأشخاص والبقاء على اطلاع على ما يدور في العالم.
وأوضح محمد الذي يستعمل هاتف Samsung Galaxy منذ حوالي سبعة أشهر، "أشعر الآن أنني قادر على الوصول إلى الإنترنت في أي وقت عندما أحتاج إليه عوضاً عن الاعتماد على [موفري] الإنترنت الآخرين كما في السابق".
وقال لصباحي "أستعمله لإرسال البريد الإلكتروني ومتابعة الأخبار ولتنزيل الدروس والمعلومات من غوغل وزيارة مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضاف "أريد أيضاً أن أكون قادراً على قراءة ومشاهدة ما أريده بمفردي. وبما أن مقاهي الإنترنت هي أماكن عامة، فلا نستطيع الوصول إلى كل ما نريده ومشاهدته".
الصباحي