طغى جو أمني متوتر على غاروي، عاصمة بونتلاند، مع تطويق المدينة استعدادا للانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 8 كانون الثاني /يناير.
وأغلق المنفذان المؤديان إلى المدينة في 2 كانون الثاني/يناير، ومن حينه، منع السكان من دخولها أو مغادرتها. وقد حظر مرور السيارات في بعض الطرق الرئيسية فيها مع السماح فقط للقوات الأمنية وسيارات الحالات الطارئة بعبورها.
وعن التدابير الأمنية، قال رئيس لجنة أمن الانتخابات في بونتلاند، اللواء سعيد محمد هيرسي لصباحي، "المدينة آمنة بأكملها وسنواصل إتخاذ الإجراءات الأمنية. زدنا عدد عناصر الأمن في المدينة حتى يمكن إجراء الانتخابات بسلام. ندعو السكان إلى التعاون معنا لحفظ الأمن وإلى التحلي بالصبر خلال الفترة التي ستغلق الطرقات فيها، إذ لن يسمح لأي سيارة بالمرور في المدينة إلا في الحالات الطارئة".
وتم نشر قوات أمنية خاصة في جميع أنحاء المدينة لتقوم بدوريات في شوارعها وبتفتيش السيارات على طول طرق غاروي الرئيسية وأحيائها السكنية.
كما شهدت الأيام القليلة الماضية قيام قوات المخابرات وعناصر من الشرطة بلباس مدني بتفتيش الفنادق ليلا، مع الإيعاز لمديريها بمراقبة تحركات النزلاء والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة.
وتقوم بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في الصومال (أميصوم) بدعم قوات حفظ أمن الانتخابات عبر تزويدها بزي يختلف عن زي عناصر الشرطة في بونتلاند. وقد سلمت هذه البزات إلى اللجنة الأمنية وبينها حلة عسكرية.
وعن هذا الموضوع قال هيرسي، "لقد تعاونوا معنا بشكل جيد ونحن ممتنون للأميصوم".
وشددت الإجراءات الأمنية أيضا حول المباني الحكومية، كما نشرت عناصر أمنية إضافية حول منازل المرشحين الرئاسيين لحراستها.
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية 11 مرشحا بينهم الرئيس الحالي لإقليم بونتلاند، عبد الرحمن محمد فارولي، ورئيس الوزراء السابق للحكومة الاتحادية الصومالية، عبد الولي محمد علي. أما الآخرون فهم، علي حاجي ورسامي وعلي عبد القادر يوسف وعبد الولي محمود غوراي وشيري حاجي فارح ومحمود عبد الرحمن يوكي وعبد الله سعيد ساماتير ومحمد عبد النور هيرسي وعبد الضاهر محمد يوسف ييئي وعلي عبدي أواري.
ويتنافس على منصب نائب الرئيس كل من أحمد علمي عثمان جاراش وعبد الحكيم عبد الله حاجي عمر وحسين هاشي حسن وعبد الصمد علي شيري وعبد الله علي هيرسي وضاهر حاجي خليف محمد وعبد الرزاق محمد ومحمد هيرسي دوالي ومحمود عيديد ديرير وعبد الله ضاهر محمود.
وسينتخب الرئيس ونائبه أعضاء برلمان الإقليم الجديد، الذين أقسموا اليمين في 1 كانون الثاني/يناير، في جلسة يتراسها رئيس البرلمان سعيد حسن شيري.
وسيفوز من المرشحين لكلا المنصبين كل من ينال ثلثي أصوات النواب. وفي حال عدم فوز أي مرشح في الجولة الأولى، يتنافس في الجولة الثانية من التصويت المرشحين الثلاثة الذين نالوا العدد الأكبر من الأصوات ويفوز من يحصل منهم على 45 صوتا. وإذا لم تسفر الجولة الثانية أيضا عن أي فائز، يتنافس المرشحين اللذين حصدا فيها العدد الأكبر من الأصوات في جولة ثالثة وأخيرة، يفوز فيها من يحصل على أكثرية الأصوات.
وختم المرشحون يوم الثلاثاء حملاتهم الانتخابية بإلقاء كلمتهم الأخيرة أمام أعضاء البرلمان الـ 66.
شباب بونتلاند يحللون القضايا
وحفلت مقاهي غاروي بالنقاشات السياسية، حيث يعمد السكان وبخاصة الشباب منهم إلى تقصي أخر أخبار الانتخابات ويتداولون حول مدى تأثير القضايا الرئيسية كالأمن والاقتصاد والحوكمة على حياتهم.
ومن مقهى نيويورك، واحدة من المقاهي التي يتوجه إليها المهتمون بالنقاشات السياسية، قال المقيم في غاروي فيصل مورسال أحمد، الذي يبلغ من العمر 22 عاما وهو عاطل عن العمل الآن، لصباحي، "أقصد المقاهي كلما أردت معرفة أخر الأخبار التي تتداول في المدينة من سياسية وغيرها".
وأضاف، "اعتقد أنه يجب إعادة انتخاب فارولي [لتأمين الاستمرارية]، لأنني أرغب بتحقيق التقدم. سيتحتم على أي إدارة جديدة أن تبدأ من الصفر وهذا لا يصب في مصلحتنا"، مؤكدا أن الأمن وتأمين فرص العمل يتصدران سلم اهتماماته.
أما المواطن شيني حسين يوسف، فيعتبر أن بونتلاند بحاجة في هذه المرحلة الفاصلة إلى التغيير، على الرغم من ثنائه على ما حققته إدارة فارولي على صعيد حل الخلافات وتأمين إجراء انتخابات سلمية.
وقال يوسف، 24 عاما، "توقع العديد من الناس أن تتداعى بونتلاند، لذلك، يعد ما جرى بالنسبة لنا نحن الشباب أمثولة لا تنسى حول كيفية التراضي للتوصل إلى حلول سلمية".
وأضاف، "أتمنى بعون الله أن تجري الانتخابات بشكل جيد. إلا أنني اعتقد بوجوب حصول تغيير لأن الدولة مفككة ولا تنعم كل المناطق بالسلام"، موضحا أن إدارة فارولي فشلت في تأمين الخدمات خارج المراكز الحضرية.
من جانبه، يعتقد أحد سكان غاروي، جمعة أويل عبدي، 30 عاما، أنه بغض النظر عن هوية الفائز، المهم أن يضع المسؤولون في الحكومة الجديدة مصلحة الناس نصب أعينهم ويبدونها على مصالحهم الشخصية.
وقال، "إن المجتمع في بونتلاند ضعيف، إذ أصبح مقرا للنازحين. هناك الكثير من الأعداء أشرسهم حركة الشباب التي تتطلب ملاحقة خاصة. من المهم [للرئيس الجديد] أن يعمل باتجاه تأمين المصلحة العامة، ونطلب عدم إيلاء الأفضلية للمصالح الخاصة بتاتا".
وجذبت الانتخابات انتباه الصوماليين في جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى الأجانب الذين توجهوا إلى غاروي لرصد العملية الانتخابية، وهي الأولى التي تشهدها بونتلاند منذ إقرارها لأول دستور دائم عام 2012. وسيكون الرئيس الجديد الرئيس الرابع للإقليم منذ تأسيسه عام 1998.
وقالت عضوة منتدى بونتلاند الإغترابي، زينب شارماركي هاشي، "منذ قدومنا [إلى غاروي] شهدنا أمورا إيجابية عدة. فكل مرشح منصب على عمله بشكل مستقل ويجتمع مع من يريد في أي وقت، مع قيام الحكومة بضمان أمن الانتخابات والمرشحين. وعلى الرغم من إن الاستحقاق سياسي بامتياز، فكون كل مرشح مهتم بشؤونه يؤشر إلى إن الجميع توافقوا على إعطاء الأولوية للمصلحة العامة".
وأضافت، "نتوقع أن تجري الانتخابات الرئاسية بشكل جيد وأن تتسم لجنة الانتخابات بالعدل. وندعو أيضا السياسيين إلى التعاون مع الفائز أيا تكن هويته وإلى القبول بالنتائج".
الصباحي