اختُتمت يوم الأحد، 12 كانون الثاني/يناير، فعاليات ذكرى عيد استقلال زنزيبار الخمسين التي جرت في ملعب أمان، وقد شارك في الاحتفالات كبار الشخصيات وأثنوا على التقدم الذي حققته الجزر مطالبين بتعزيز الأمن والتعاون من أجل ضمان تقدم مستدام في المستقبل.
وتجمّع آلاف مواطني زنزيبار لمشاهدة الألعاب النارية والاستعراضات العسكرية والعروض التي نُظمت احتفاءً بذكرى سقوط نظام سلطنة زنزيبار في 12 كانون الثاني/يناير 1964. وفي نيسان/أبريل من السنة نفسها أي بعد مرور ثلاثة أشهر على اندلاع الثورة، اتحدت جمهورية زنزيبار وبمبا مع تنجانيقا لتشكيل جمهورية تنزانيا المتحدة.
وأعلن رئيس زنزيبار، علي محمد شين، في الخطاب الذي ألقاه أنه تم تحقيق تقدم ملموس خلال السنوات الخمسين الماضية، بما في ذلك تأمين خدمات صحية وتعليمية مجانية وتحسين البنية التحتية العامة والنمو الاقتصادي للجزر.
وأوضح شين، "لم يكن اقتصادنا متطوراً تحت السلطة الاستعمارية. أما الآن، فإننا نفخر بتحقيق الجزر نمواً [على مستوى إجمالي الناتج المحلي] يبلغ نسبة 7 في المائة سنوياً مع احتمال وصول النمو إلى 7.5 في المائة السنة المقبلة".
ولكن بالرغم من التقدم الملحوظ في مختلف المجالات، أشار شين إلى أنه لا يزال على زنزيبار مواجهة عدد من التحديات، مثل ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب والنقص الغذائي والأمن.
ومتطرقاً إلى النقاش المتواصل بشأن حكومة تنزانيا الاتحادية، جدد شين دعمه للاتحاد معتبراً أنه مهم لتطور الجزر، وطالب الزنزيباريين بتقديم توصيات خاصة بمسودة الدستور لتقوية الاتحاد.
وقال "أريد أن أؤكد للشعب أن حكومة زنزيبار الثورية ستستمر بالتعاون مع حكومة جمهورية تنزانيا المتحدة للمحافظة على وحدتنا وتعزيزها لخدمة الشعب".
وقد حضر حفل ذكرى عيد الاستقلال الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي والرئيس الأوغندي يويري موسيفيني والرئيس القمري اكليل ظنين وتوجهوا بكلمات شددوا فيها على أهمية التعاون بين حكوماتهم.
وقال موسيفيني بشأن التنقيب عن الموارد الطبيعية في شرق أفريقيا، إن على الشعب في المنطقة الحفاظ على وحدته ومشاركة ثروته الطبيعية.
وأضاف "ثروتنا الأهم هي شعبنا"، وقد اختار التكلم بالسواحلية واصفاً إياها بأنها لغة شعب شرق أفريقيا. وقال "علينا أن نتعاون مع بعضنا البعض".
حاجة إلى التفاصيل
في هذا السياق، قال عالم الاقتصاد محمد حفيظ في حديث لصباحي إنه مع أن خطاب شين كان إيجابياً ولا سيما دعوته إلى الحفاظ على السلام والاستقرار، كان يفتقر إلى تفاصيل مهمة حول كيفية تطوير الاقتصاد.
وأضاف حفيظ وهو محاضر في جامعة زنزيبار وعضو في مجلس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زنزيبار، "توقعت أن أسمع المزيد في خطاب الرئيس عن الاستراتيجيات التي ستُتبع لتطوير الاقتصاد. تقدّمنا بشكل جيد ولكننا بحاجة إلى مراجعة بعض مصادر دخلنا كالضرائب، وتحسين بيئة الأعمال والاستثمارات".
وكان لدادي كومبو معلم، رئيس منتدى شباب زنزيبار وهي منظمة محلية تُعنى بالمسائل المرتبطة بالشباب، الرأي نفسه. فقال إن الرئيس تحدث بشكل عام فقط وفوّت على نفسه فرصة الكشف عن خطته لمعالجة مشاكل مهمة كالبطالة.
وتابع قائلاً "يتخرج الشباب كل سنة [من الجامعات والمعاهد الفنية] ولكن فرص العمل محدودة. وعلى الحكومة التركيز على خلق وظائف في السياحة وتطوير الصناعات الخفيفة".
وبالنسبة لخديجة حسن، وهي تاجرة خضار في زنزيبار، كانت الفعاليات بكاملها مضيعة للمال".
وأوضحت لصباحي "إن تكلفة المعيشة في ارتفاع ولا يزال الفقر مشكلة. أتساءل لم أنفق السياسيون آلاف الدولارات على تلك الاحتفالات عوضاً عن تخصيص الأموال لحل مشاكل اجتماعية. وإن [كلفة] الألعاب النارية والنقل بما في ذلك المعدات العسكرية لمجرد التباهي هي إنفاق غير ضروري".
الصباحي