تدعو لجنة إعادة إعمار المكتبة الوطنية الصومالية الشعب الصومالي حول العالم إلى المساعدة عبر تقديم الدعم المالي لمعالجة مشكلة نقص التمويل التي يواجهها المشروع الذي تبلغ كلفة تنفيذه مليون دولار.
وقد أطلق معهد التراث لدراسات وضع السياسات مبادرة إعادة بناء المكتبة الشهر الماضي وفور جمع الأموال اللازمة، من المتوقع أن يتطلب تنفيذ المشروع ستة أشهر.
وأشار المسؤولون في اللجنة إلى أنه تم جمع نصف المبلغ المطلوب حتى الآن.
ويشارك مسؤولون من غرفة التجارة الصومالية وهم ينتمون إلى اللجنة المؤلفة من تسعة أعضاء، في الجهود الرامية إلى جمع ما تبقى من المال المطلوب لإعادة بناء المبنى المتضرر بشكل شبه كامل.
وقال وزير التربية محمد عبدالقادر نور وهو من أعضاء لجنة إعادة الإعمار، "سنبدأ بإعادة ترميم المكتبة الوطنية قريباً".
وأوضح لصباحي "جمعنا القسم الأكبر من المبلغ المطلوب. ومن المتوقع أن يأتي القسم المتبقي من الشعب الصومالي والحكومة الصومالية. وثمة مصادر أخرى ننتظر الحصول منها على التمويل، ولكننا حتى الآن لا نملك المبلغ الكامل الضروري لبناء المكتبة الوطنية مع أننا نبذل جهوداً كبيرة في هذا الصدد".
وقال نور إن الإطار الزمني اللازم لجمع الأموال المطلوبة يتوقف على مدى سرعة الأشخاص الذين تمت دعوتهم للمشاركة في هذه المباردة وبينهم رجال الأعمال والحكومة وأي جهة أخرى تريد المساهمة، في تحمل مسؤوليتهم في إعادة بناء المكتبة.
وأضاف "سننظم حفلات لجمع التبرعات بحيث يتمكن الجميع من المساهمة في إعادة إعمار المكتبة الوطنية". وتابع قائلاً إن للجنة التمويل المعنية بمشروع إعادة إعمار المكتبة الوطنية حسابات في داهابشيل يمكن للجميع المساهمة فيها.
وأشار نور إلى أن التبرعات التي تم جمعها لإعادة بناء المكتبة لن تُستخدم لأي غرض آخر، كما وأن الأشخاص المسؤولين عن جمع التبرعات هم رجال دين ورجال أعمال معروفين وسجلاتهم نظيفة.
ملء رفوف الكتب في المكتبة
وإن المكتبة الوطنية عبارة عن مبنى بثلاثة طوابق شُيد في العام 1986 وشكّل ملجأً للنازحين في الماضي وإن إعادة افتتاحه تأتي كجزء من إعادة إنعاش مواقع مهمة من مقديشو كانت قد تأثرت بانهيار الحكومة الصومالية منذ عقدين.
وفور إعادة فتحها، ستقدم المكتبة كتباً باللغة الصومالية والعربية والإنجليزية والإيطالية.
في هذا السياق، قالت مديرة مشروع المكتبة الوطنية، زينب حسن، إن المواطنين والطلاب بحاجة ماسة إلى المكتبة.
وللمساعدة في ملء رفوف هذه المكتبة، قام ممثل الولايات المتحدة، كيث إيليسون، الذي يمثل دائرة من الكونغرس في مينيابولس فيها جالية صومالية كبيرة بإرسال 22 ألف كتاب إلى مقديشو في حزيران/يونيو الماضي.
وقالت حسن إن المكتبة تأمل بالحصول على مزيد من الكتب من الجهات المانحة بعد افتتاحها.
وأوضحت لصباحي "نأمل أن نصل في المستقبل إلى وقت تكون فيه المكتبة قادرة على توفير خدمات إضافية كمكتبة متنقلة ومركز للمعلومات والتخزين ومكتبة رقمية وأرشيف أدبي".
ومن جهته، قال عبدالله أحمد، 23 عاماً وهو طالب في جامعة الصومال، إن إعادة افتتاح المكتبة الوطنية سيشكل فرصة ممتازة لآلاف الطلاب أمثاله الذين لا وصول لهم حالياً إلى أي مكتبة.
وأضاف "لا يتوفر لنا نحن الطلاب الذين ندرس في مدارس وجامعات مقديشو أي مكان نجد فيه الكتب التي نحتاج إليها. وإن إعادة إعمار المكتبة الوطنية هي خطوة ستدعم دراستنا [ومسيرتنا التعليمية]".
وبدوره، تذكّر يعقوب عبدالرحمن، 50 عاماً وهو من سكان مقديشو، زيارته للمكتبة قبل أن دُمرت.
وقال لصباحي "كانت المكتبة مكاناً ضمّ معرفة كبيرة وتمت الاستفادة منه قبل انهيار الحكومة العسكرية. وتُعتبر إعادة افتتاحه بعد مرور 22 عاما فوزاً للمجتمع الأكاديمي في الصومال وللشعب الصومالي بشكل عام".
الصباحي