وصل عدد الشخصيات التى سحبت استمارات الترشح لرئاسة الجمهورية فى الجزائر فى غضون أسبوع واحد منذ استدعاء الهيئة الناخبة إلى 85 شخصية تمثل مختلف شرائح المجتمع الجزائرى سواء كانوا رؤساء أحزاب أو مسئولين كبار أو عسكريين متقاعدين أو مهاجرين أو محامين بالإضافة إلى وجود أسماء مجهولة فى الساحة السياسية الجزائرية.. وهذا العدد مرشح للارتفاع فى غضون الأيام القادمة.. فيما يمكن أن نطلق عليه "هوس الكرسى" الذى يجذب إليه كل فئات المجتمع.
ويعد هذا العدد سابقة فى تاريخ الجزائر، كما أن الغموض الذى يكتنف الساحة السياسية الجزائرية جعل شخصيات سياسية معروفة تحجم عن الترشح، وفى المقابل نجد شخصيات مجهولة للشعب الجزائرى تترشح فى هذه الرئاسيات، فهل هذه الشخصيات وصلت لمرحلة النضج السياسى الذى يؤهلها للوصول إلى كرسى الرئاسة وما هى خططها لاستقطاب الجزائريين.
وفى هذا الصدد يرى الدكتور إسماعيل دباش أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3 أن غالبية هؤلاء المرشحين ليس لهم حضور وهم تقدموا لذلك من قبيل الدعاية الشخصية أكثر من كونهم يمتلكون مشاريع لحل الأزمة.
وأكد - فى تصريح لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط فى الجزائر - أن هؤلاء المرشحين لا يمتلكون برامج ولا علاقة لهم بالشعب، متوقعا أن يقل هذا العدد بصورة كبيرة فى غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وأشار إلى أن الشعب الجزائرى يمتلك خبرة انتخابية وهو لن يصوت لشخص غير مضمون، ولن يصدق برامج هذه الشخصيات المجهولة لأن تواجدهم السياسى فى المجتمع يكاد يكون منعدم.
وشدد على أن من يعتلى كرسى الرئاسة لابد أن يمتلك مواصفات خاصة، معربا عن يقينه التام بأن السابع عشر من إبريل القادم سيشهد اختيار رجل قوى بحجم الرئيس بوتفيلقة أو من هو على غراره.
أما سفيان صخرى المتحدث باسم حزب جيل جديد، فقد أشار إلى أن سحب هذا العدد الهائل من الاستمارات لا يعنى أن أصحابها سيتمكنون من الترشح بصفة رسمية إذ أن هناك إطارا قانونيا ومجموعة شروط من لابد من استيفائها، ثم يتم البت فيها من قبل المجلس الدستورى.
وقال - فى تصريح لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط - إن الساحة السياسية فى الجزائر بلغت مستوى رديئا وأصبح الجميع يسعى للعمل السياسى دون أن يكون له دراية به أو يتمتع بالحنكة اللازمة.. مفسرا ذلك بسعى مثل هؤلاء الأشخاص للظهور الإعلامى أو قد يكونوا من الشخصيات الطموحة التى تسعى لمجرد المحاولة فقط.
وأعرب عن توقعه أن هذا العدد سيتقلص كثيرا خلال الفترة القادمة لأن شرط جمع 60 ألف توقيع ليس بالأمر الهين.
اليوم السابع