أكدت مصادر محلية أن قائد حركة الشباب أحمد عبدي غوداني نجا الشهر الماضي مرتين من موت محتم على يد القوات الكينية والأميركية.
وترأس غوداني، المكنى بأبو مختار الزبير، حركة الشباب منذ عام 2008، ويتصدر أسمه لائحة أكبر المطلوبين من الإرهابيين الصوماليين ووضعت مكافأة على رأسه بلغت سبعة ملايين دولار.
ويبدو أن غوداني نجا من غارتين استهدفت الأولى قاعدة لحركة الشباب في جيدو وأخرى موكب سيارات في شابيلي السفلى، إذ غادر المكانين قبل لحظات من وقوع الهجمات.
وفي 9 كانون الثاني/يناير، لفت مسؤولو ميليشيا أهل السنة والجماعة نظر قوات الدفاع الكينية إلى اجتماع يعقده قادة حركة الشباب في بلدة بيرتا ضير، التي تبعد نحو 18 كيلومترا من جنوب غاربهاري في منطقة جيدو.
وأوضح محمد حسين القاضي المتحدث باسم الميليشيا المتحالفة مع الحكومة لصباحي، "أخبرناهم أن القائد الأول في حركة الشباب أحمد غوداني موجود في هذا المكان. جاءت الغارة نتيجة للتعاون بيننا إلا أنه ولسوء الحظ تمكن الرجل الذي نسعى إلى قتله من الفرار".
وفي حين نجح غوداني من الفرار، أسفرت الغارة عن مقتل 30 عنصرا من متشددي الشباب، بينهم أربعة قادة.
وفي 26 كانون الثاني/يناير، شنت القوات الأميركية غارة بواسطة طائرة دون طيار، استهدفت موكب سيارات بالقرب من شابيلي السفلى. وأسفرت الغارة عن مقتل أحمد عبد القادر عبد الله، أحد كبار مسؤولي حركة الشباب والمعروف بـ "إيسكوضوق" ، إضافة إلى ثلاثة عناصر أخرين من المجموعة المتشددة.
ويعتقد أيضا أن غوداني كان في مسرح الهجوم قبيل وقوع الغارة، إلا أنه نجح بطريقة ما من الهرب في الوقت المناسب. وجاء في تقرير بثه مكتب صوت أميركا في الصومال نقلا عن مصادر لم يكشفها في 29 كانون الثاني/يناير، أن زعيم حركة الشباب قد أصيب في الغارة.
ووفقا لهذه المصادر، اجتمع غوداني إلى إيسكوضوق قبيل الغارة، وكان يخطط للانتقال في السيارة التي تم استهدافها.
غوداني طريد
وفي الوقت الذي لا تتوافر فيه المعلومات حول مصير غوداني أو مكان إقامته، تكثر التساؤلات حول كيفية تمكنه من النجاة من محاولات قتله المتعددة.
وفي هذا الإطار، قال مدير إذاعة مقديشو الرسمية والمتحدث السابق باسم اتحاد المحاكم الإسلامية عبد الرحمن عيسى آدوو، "ينفق أحمد غوداني جلّ وقته على تأمين حمايته وأمنه. فهو رجل حذر يتمتع بغريزة السلامة وغالبا ما يستخدمها لرصد محاولات النيل من حياته".
وأضاف أدوو لصباحي أن غوداني لا يثق ثقة عمياء حتى في وحدة أمنيات الاستخباراتية المكلفة حمايته. وأوضح قائلا، "قد يلجأ إلى سلوك ملتوي كأن يطلب من حراسه الشخصيين مراقبة مكان وجوده عن بعد، إلا أنه ينسل خفية من هذا المكان ويتركهم يعتقدون أنه ما زال هناك".
ولفت أدوو إلى أن غوداني لا يتعاطى مع التكنولوجيا الحديثة لاعتقاده أنه من الممكن استخدامها للنيل منه.
كما أشار أدوو إلى إن السبب الرئيس وراء حظر حركة الشباب استخدام الإنترنت بواسطة الهاتف النقال في المناطق الواقعة تحت سيطرتها هو محاولة غوداني منع المحيطين به من استخدام هذه الخدمة للتجسس عليه.
من جانبه، يرى مدير مؤسسة التراث البحثية للدراسات السياسية عبدي أينتي، أن حركة الشباب تخاف من استخدام الإنترنت لاستهداف عناصرها .
وقال لصباحي، "يمكن استخدام الهواتف المزودة بخدمة الانترنت للتواصل مع المخابرات الدولية التي تسعى وراء حركة الشباب. هم يخشون بشكل خاص من الطائرات دون طيار التي تحد من حركة قادة الشباب".
تفكيك حركة الشباب أهم من قتل غوداني
وفي حين يبقى غوداني متوار عن الأنظار، يعتقد أدوو إن على القوات الصومالية والقوات المتحالفة صب جهودها على تدمير المقربين منه وباقي قادة الشباب، وعندما يصبح غوداني وحيدا، عندها يسهل قتله.
وقال، "إذا قتل قائد المجموعة أولا، قد يؤدي ذلك إلى هرب المسؤولين الأخرين. أما إذا قتلوا هم في وقت ما يزالون فيه على صلة به، من السهل عندها قتله والقضاء على المجموعة".
وأوضح أدوو أنه إذا قتل غوداني، ستنقسم حركة الشباب إلى فصائل متخاصمة تتصارع فيما بينها وقد يهرب بعض عناصرها إلى البلدان المجاورة.
في المقابل، يشعر البعض الأخر بغضب من بقاء غوداني على قيد الحياة طوال هذه المدة، قادرا على قتل الأبرياء، وحثوا قوات الحكومة الصومالية وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) والقوات المتحالفة على القبض عليه أو قتله في أقرب فرصة.
وفي هذا الإطار، قال النائب السابق في الحكومة الفيدرالية الانتقالية ورئيس حزب العدالة والتنمية الصومالي محمود ويهيليي واقا، "لا يحتاج المجتمع الدولي إلى كل هذا الوقت للقبض على هذا الرجل الذي يقتل الناس. لم تتخذ بعد الخطوات اللازمة لذلك وإلا لكان قبض عليه أو قتل منذ فترة طويلة".
واضاف متسائلا، "يبلغ عدد الأميصوم اليوم 22 ألف جندي، فلماذا لا يستطيعون اقتحام قواعد حركة الشباب وتحرير المناطق حيث يسيئون معاملة الناس؟"
بدوره، قال أحد سكان حي طالح في مقديشو قاسم أحمد، 27 عاما، أنه يجب إعطاء الأولوية لجلب غوداني أمام العادالة.
وأضاف لصباحي، "يجب القبض على هذا الرجل فورا وسوقه أمام المحكمة للكشف عن كل من ساعده".
أما شعيب ديريي، 29 عاما، وهو مقيم في حي واداجير بمقديشو، فقال أن الشعب الصومالي يستطيع لعب دور أساس في القبض على غوداني.
وأضاف، "إذا هوجمت باراوي أو المناطق الأخرى حيث تتواجد حركة الشباب، فسيهرب غوداني إلى المناطق الريفية وسيعمد هناك السكان إلى إخبار الحكومة عن مكان وجوده".
الصباحي